اعترف الاتحاد الافريقي بالمجلس الوطني الانتقالي كحكومة قائمة في ليبيا مجردا الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي من مزيد من الدعم الدبلوماسي.وقال الاتحاد الافريقي الذي انتقد كثيرا لموقفه المتردد من الاحداث الجارية في قارته في بيان انه مستعد لدعم المجلس الوطني الانتقالي في جهوده لتشكيل حكومة تضم شتى الاطياف في ليبيا. وحث الاتحاد الافريقي المجلس الوطني الانتقالي على حماية العمال الافارقة المهاجرين بعد أن أفادت تقارير بأن الافارقة السود يتعرضون للاستهداف على ايدي وحدات ميليشيا تتعقب مرتزقة موالين للقذافي. وقالت جنوب أفريقيا ايضا وهي أكبر قوة اقتصادية في افريقيا ولها ثقل في سياسة الاتحاد الافريقي يوم الثلاثاء انها ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي لتنهي علاقة مستمرة منذ فترة طويلة مع الزعيم الليبي المخلوع.وفي الاممالمتحدة بنيويورك رفرف العلم الليبي الجديد في مقر المنظمة الدولية لاول مرة منذ الاطاحة بالقذافي. ودعا الرئيس الامريكي باراك أوباما ما تبقى من القوات الموالية للقذافي لالقاء السلاح كما أعلن عودة السفير الامريكي الى طرابلس وتعهد بالمساعدة في اعادة بناء ليبيا.وقال أوباما بعد نحو شهر من الاطاحة بالقذافي بمساعدة حملة جوية نفذتها طائرات حلف شمال الاطلسي "يتعين على أولئك الذين ما زالوا يتشبثون بمواقعهم أن يدركوا ان النظام القديم انتهى وان الوقت حان لالقاء السلاح والانضمام الى ليبيا الجديدة." وقدم أوباما تعهده "باستمرار مهمة حلف شمال الاطلسي لحماية المدنيين مادام الشعب الليبي يتعرض للخطر." وهنأ زعماء العالم في مؤتمر رفيع المستوى في الاممالمتحدة الليبيين كما هنأوا انفسهم على الاطاحة بالقذافي بعد سبعة أشهر من الصراع. ورحب بان جي مون الامين العام للامم المتحدة بحكام ليبيا الجدد في المجتمع الدولي وقال ان مجلس الامن تحرك لحماية الشعب الليبي من العنف. وأضاف بان "اليوم علينا ان نرد مجددا بعمل سريع وحاسم لكن هذه المرة لدعم السلام والديمقراطية."وعادت ليبيا للعلم المستخدم من عام 1951 حتى عام 1977 حين استحدث القذافي الذي حكم ليبيا 42 عاما علما أخضر للجماهيرية الليبية.ومازال حكام ليبيا الجدد يحاولون طرد الموالين للقذافي المسلحين جيدا من عدة معاقل وعليهم ان يبدأوا في صياغة دستور جديد واجراء الانتخابات.وأحجمت قوات الحكومة الانتقالية في ليبيا عن مهاجمة معاقل للقذافي مع استمرار تدفق المدنيين منها قبل شن مزيد من الهجمات.ووعد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي بالتمسك بروح التسامح والمصالحة وطلب مساعدات دولية لاعادة بناء بلاده وانتشالها من الصراع وبناء نظام ديمقراطي. من جهة اخرى سيطر مقاتلو النظام الجديد في ليبيا الاربعاء "سيطرة تامة" على مدينة سبها (750 كلم جنوبطرابلس العاصمة) بحسب ما اعلن مسؤولان لوكالة فرانس برس ببنغازي.وقال عبد المجيد سيف النصر عضو المجلس الوطني الانتقالي عن سبها "سيطر ثوارنا سيطرة تامة على مدينة سبها وكافة احيائها بمن فيهم القذاذفة (قبيلة معمر القذافي). والجميع اصبح مع الثورة والمدينة اصبحت مؤمنة وفي يد الثوار، ونحن نحافظ على الامن فيها في اطار تقاليدنا وعاداتنا ولا نريد اراقة الدماء".واضاف مع ذلك "هناك بعض التحركات الفردية غير المنظمة لبعض الاشخاص الذين يدافعون عن انفسهم وعن جرائمهم، لكن المدينة مؤمنة ويمكننا تامين وصول اي صحافي اليها".من جهته اكد الاربعاء محمد وردكو ممثل "كتيبة درع الصحراء" في سبها وشقيق قائدها بركة وردكو لوكالة فرانس برس "سيطرنا سيطرة تامة على مدينة سبها، ولم تعد هناك مقاومة".وكان وردكو اكد الثلاثاء دخول قوات النظام الجديد في ليبيا سبها "وسيطرتهم على مطارها والقلعة وكتيبة فارس (مقر الامن)" اضافة الى القبض على قيادي في الكتائب الموالية للقذافي في المنطقة.من ناحية اخرى احرز مقاتلو النظام الجديد تقدما كبيرا في منطقة الجفرة (300 كلم جنوب سرت) وسيطروا على انحاء واسعة منها، على ما اعلن مصطفى الهوني عضو المجلس الوطني الانتقالي عن الجفرة مساء الثلاثاء في بنغازي لوكالة فرانس برس.وقال الهوني "سيطرنا على اكثر من 70 بالمئة من مناطق الجفرة" التي تقع على بعد 300 كلم جنوب سرت و300 كلم شمال سبها. وتضم منطقة الجفرة اربع مدن رئيسية هي ودان وهون (حيث مقر القيادة العامة العسكرية) وسوكنه وزلة.