يقول مستشارو مكاتب خبرة دولية في مجال مخاطر الاستثمار، إن المقاتلين الموالين للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي قد يلجأون لهجمات الكر والفر ضد الساسة الليبيين والموظفين الأجانب والمنشآت الطاقوية في منطقة فزان بجنوب غرب البلاد إذا طردوا من معاقلهم الأخيرة. ومن غير المرجح أن تبدأ حركة تمرد واسعة النطاق كتلك التي شهدها العراق بعد الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين على يد قوات قادتها الولاياتالمتحدة، لكن قد تصعب حرب عصابات الأوضاع على حكام ليبيا الجدد وشركات النفط التي تفكر في العودة من جديد. ويقول فراس أبي علي نائب رئيس قسم توقعات الشرق الأوسط وشمال افريقيا في شركة "اكسكلوسيف اناليسيس" أن أنصار القذافي لن يستطيعوا شن تمرد لأنهم لا يتمتعون بدعم شعبي، لكن لديهم القدرة الفنية على تنفيذ حملة تفجيرات واغتيالات تستهدف الأجانب وقيادات المجلس الوطني الانتقالي."وبعد نحوشهرين من السيطرة على طرابلس تمكن المجلس الوطني الانتقالي من القضاء على معظم المقاومة الموالية للقذافي لكنه لم يستطع بعد السيطرة على سرت مسقط رأس القذافي الامر الذي يثير تساؤلات بشأن قدرته على بسط سيطرته على كل أنحاء البلاد وأدى الى تأجيل بدء تنفيذ برنامجه الديمقراطي.لكن أساليب حرب العصابات التي استخدمت على مر تاريخ ليبيا ضد المستعمر قد تعطل الجهود لإعادة اعمار البلاد بعد ثمانية أشهر من القتال وتنفر العاملين الأجانب بقطاع النفط الذين يعتبرون أساسيين لإعادة الإنتاج الى مستوياته قبل الحرب والتي بلغت 1.6 مليون برميل يوميا. كما سيعقد هذا قرارات شركات الطيران والنفط الأجنبية الواقعة في حيرة بين العودة لممارسة نشاطها وحماية موظفيها في ليبيا التي تنتشر فيها الأسلحة والألغام بكثافة. وفي الوقت الحالي اختار الكثير من هذه الشركات عقد لقاءات شكلية سريعة مع حكام ليبيا الجدد في طرابلس الى أن تحصل على مزيد من الضمانات المتعلقة بالسلامة. وفي الاسبوع الماضي، خفضت شركة "كونترول ريسكس" تقييمها لخطر السفر الى طرابلس الى "عال" لكن التصنيف لازال عند درجة "مفرط" في أجزاء أخرى كثيرة من البلاد.