يعد تسويق الكتب التي تتناول تاريخ الجزائر، والتي تتطرق إلى موضوع الاحتلال الفرنسي من تأليف مؤرخين جزائريين والمنشورة بالجزائر "جد صعبا" في فرنسا حسبما أكده عبد الله شغنان مدير الإصدار بدار دحلب للنشر المتخصصة في كتب التاريخ. وأكد شغنان في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية بمناسبة إحياء الذكرى 22 لإنشاء دار النشر التي يمثلها أن "بيع كتب حول تاريخ فرنسا الاستعمارية من تأليف مؤرخين جزائريين والصادرة هنا (بالجزائر) يعد جد صعبا لأن مضامينها لا تتماشى مع الخط الافتتاحي للناشرين الفرنسيين". وقد انشئت دار دحلب للنشر التي تحمل إسم مؤسسها سعد دحلب المشارك في اتفاقيات إيفيان التاريخية ووزير أسبق للشؤون الخارجية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية- سنة 1989. بخصوص النشر المشترك لكتب التاريخ حول الاحتلال الفرنسي مع شركاء أجانب من بينهم فرنسيين أوضح شغنان أن هذه المسألة تعد لحد الآن مستحيلة حيث أنه يمكن توقع شراء الحقوق فقط ولكن هذه العملية تبقى "غير ممكنة". وفي هذا السياق ذكر شغنان على سبيل المثال كتاب "أرشيف الثورة الجزائرية" للمؤرخ محمد حربي (جون أفريك 1981) وسبعة عناوين أخرى للكاتب محمد ديب التي صدرت لدى ناشر فرنسي والتي قامت دار دحلب للنشر بإعادة نشرها مؤخرا. من جهة أخرى أعلن شغنان أنه سيتم إعادة نشر حوالي 50 عنوانا قديما في سنة 2012 في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال. وأشار إلى أن إصدارات دار دحلب للنشر تتضمن في رصيدها حوالي 500 عنوان باللغتين العربية والفرنسية والتي تتمحور أغلبيتها حول تاريخ الجزائر. وشكلت مراسم إحياء الذكرى ال22 لإنشاء دار دحلب للنشر المنظمة بمقر مؤسسة القصبة مناسبة للتطرق إلى مسار المناضل سعد دحلب الذي يعتبر من بين أهم شخصيات الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.