حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن أي عمل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى "زلزال" من شأنه أن "يحرق المنطقة بأسرها"، وذلك بعد الاعلان عن مقتل 19 مدينا برصاص الأمن السوري في عدة مدن سورية. وقال الأسد، في مقابلة مع صحيفة "ذي صنداي تلغراف" البريطانية الصادر عددها، أمس، إن سوريا اليوم هي مركز المنطقة. قائلا: "إنها الفالق الذي اذا لعبتم به تتسببون بزلزال، من شأنه أن يحول سوريا الى أفغانستان اخرى أو العشرات من أفغانستان، واضاف ان أي مشكلة في سوريا ستحرق المنطقة بأسرها. إذا كان المشروع هو تقسيم سوريا، فهذا يعني تقسيم المنطقة برمتها، على حد قوله. وأكد الرئيس السوري انه يدرك أن القوى الغربية، سوف تكثف الضغوط حتما على نظامه، إلا أنه شدد على أن سوريا مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن، معتبرا أن التاريخ مختلف، والواقع السياسي مختلف. وأقر بأن قواته الأمنية ارتكبت "أخطاء كثيرة" في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظامه، مشددا بالمقابل على انها لا تستهدف اليوم إلا "الارهابيين". وشدد الرئيس السوري على أن رده على الربيع العربي كان مختلفا عن ردود فعل القادة العرب الاخرين الذين اطاحت بهم في النهاية حركات الاحتجاج الشعبية. وقال "نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة"، موضحا انه "بعد ستة ايام (من اندلاع الحركة الاحتجاجية) تم الشروع بالاصلاح. كما شدد ا على أن وتيرة الاصلاح ليست بطيئة. وأكد الرئيس السوري على أن ما تشهده سوريا اليوم هو "صراع بين الاسلاميين والقوميين العرب العلمانيين"، مضيفا أن الجيش السوري يقاتل الاخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن الماضي وما زل يقاتلهم. ويأتي نشر هذه المقابلة غداة تصاعد حدة المواجهات العسكرية بين قوات الامن السورية والجيش من جهة، ومنشقين عن الجيش من جهة اخرى، ما أدى إلى مقتل 30 عنصرا نظاميا في كل من مدينة حمص ومنطقة ادلب، اضافة إلى منشق، بعد أن كان 17 من عناصر الامن والجيش قتلوا في حمص ليلة الجمعة السبت في مواجهات مماثلة، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. في غضون ذلك، قصفت دبابات الجيش السوري احد الاحياء القديمة في مدينة حمص وسط البلاد، مما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل، حسب ما افاد به ناشطون سوريون. وقالت اثنتان من ابرز منظمات الناشطين السوريين، وهما المرصد السوري لحقوق الانسان واللجان التنسيقية المحلية، إن القصف طال حي بابا عمر في حمص. ونشرت تصريحات الرئيس السوري بعد ان اصدر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون نداءا جديدا للحكومة السورية دعاها فيه الى وضع حد للقمع الذي تمارسه بحق المحتجين. وقال بان إن على الرئيس السوري الاستجابة لمطالب شعبه بالتغيير وذلك عن طريق اطلاق إصلاحات جدية وليس "اللجوء الى العنف والقمع". ودعا الامين العام للمنظمة الدولية الى وقف فوري للعمليات العسكرية، حسبما قال ناطقه الرسمي.