حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن أي إجراء غربي ضد بلاده سيسبب “زلزالا” يحرق المنطقة بأسرها، وقال إن الصراع الجاري حاليا في سوريا إنما هو “صراع بين الأسلمة والقومية العربية”. وفي أول مقابلة مع صحفي غربي منذ اندلاع الانتفاضة السورية قبل سبعة أشهر، قال الرئيس الأسد لصحيفة “صنداي تلغراف” إن أي تدخل ضد نظامه سيسفر عن “أفغانستان أخرى”، مضيفا أن الدول الغربية “ستزيد من ضغوطها تدريجيا بكل تأكيد، لكن سوريا تختلف في كل ناحية من النواحي عن مصر وتونس واليمن، فالتاريخ مختلف، والسياسة كذلك”، وأكد أن “سوريا هي مركز هذه المنطقة، وهي الصدع ما إن تعبث بالأرض حتى يحدث زلزالا.. هل تريد أن ترى أفغانستان أخرى، أو العشرات من أفغانستان؟”. وقال أيضا “إن أي مشكلة تطرأ في سوريا ستحرق المنطقة برمتها. وإذا كانت الخطة هي تقسيم سوريا فإن ذلك يعني تقسيم المنطقة كلها”. وأقر الأسد بأن قواته اقترفت “العديد من الأخطاء” في المراحل الأولى من الانتفاضة، غير أنه أكد أن المستهدفين الآن هم “الإرهابيون” وحدهم، موضحا “لدينا قلة قليلة من الشرطة، والجيش وحده هو المدرب على التصدي للقاعدة. فإذا أرسلت جيشك إلى الشوارع فإن الشيء نفسه سيحدث. الآن نحن نقاتل الإرهابيين فقط، ولهذا السبب تراجع القتال كثيرا”. وفي الأثناء، أصدر بشار الأسد قرارا بتلغيم كافة الحدود السورية، في محاولة لمنع تهريب وسائل قتالية إلى بلاده، والحيلولة دون هروب ضباط وجنود جيشه إلى تركيا، وعلقت مصادر خاصة على ذلك، مشيرة إلى أن الأسد يدرك منذ فترة إمكانية مشاركة قوات عربية في عمل مسلح ضد سوريا. وقالت تقارير إن الأسد أصابته حالة من الهلع، إثر تلقي أجهزته الأمنية معلومات تفيد باعتزام قوات عربية المشاركة في عمل مسلح ضد النظام السوري، ربما تقوده قوات حلف شمال الأطلسي خلال الأيام القليلة المقبلة. ووفقا لتسريبات نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، عقد رأس النظام السوري اجتماعا طارئا ضم العديد من الدوائر الأمنية في دمشق، لدراسة إمكانية صد الهجوم المرتقب على بلاده، والوقوف على صحة مشاركة قوات عربية فيه. وتشير التسريبات إلى أن الاجتماع الذي يدور الحديث عنه تمخض عن عدة قرارات إستراتيجية، جاء في طليعتها إحاطة الأراضي السورية بسياج من الألغام، للحيلولة دون دخول أية قوات إلى الأراضي السورية والعمل ضد نظام بشار الأسد، بالإضافة إلى أهداف أخرى تتقدمها منع عمليات تهريب الأسلحة للثوار السوريين، والحيلولة دون هروب ضباط وجنود الجيش السوري خارج البلاد، فضلا عن منع تسلل عناصر مسلحة من دول الجوار السوري، خاصة من الأردن وتركيا.