شكلّت قضية الإيطاليين الحدث في أوساط "الشناوة" اللذين خاب أملهم مرة أخرى بعد بلوغ مسامعهم خبر تأجيل مجيء رجل الأعمال الإيطالي فرانشيسكوبيليكانوللجزائر قصد إنهاء إجراءات شراء غالبية أسهم شركة مولودية الجزائر، خاصة وأن الجميع كان ينتظر قدومه إلى أرض الوطن، أول أمس الخميس، على أقصى تقدير، لتُكتب بذلك حلقة أخرى من مسلسل قدوم الإيطاليين الطويل الذي يشبّه إلى حد بعيد المسلسلات المكسيكية القديمة، مع تشويق وإثارة الدراما التركية الحديثة، مما جعل الجدل يعود من جديد حول حقيقة هذه الشركة وجدّيتها في الدخول في شركة "العميد" كمستثمر رئيسي، خصوصا وأنّ القضية تتسم بالكثير من الغموض، ولو أن آخر الأخبار المستقاة من محيط المولودية تحدّث على تراجع الإيطاليين على الاستثمار في المولودية في انتظار التأكد من صحتّها. تماطل غير مبرّر من طرف لإيطاليين وكما يعلم الجميع، فإن الاجتماع الأول بين أصحاب الشركة الإيطالية وأعضاء مجلس إدارة المولودية يعود إلى قبل حوالي شهرين من الآن، وكان بإمكان الإيطاليين حسم الأمور طوال هذه المدّة، إلى أنّهم أظهروا تماطلا شديدا في ترسيم دخولهم كمستثمرين في شركة المولودية، حيث لم يحسموا موقفهم بعد إلى غاية كتيابة هاته الأسطر، وظلّوا في كل مرة يتحجّجون بالمشاكل البيروقراطية التي صادفتهم في عملية تحويل الأموال إلى البنوك الجزائرية وكأنّ الأمر يتعلّق بأول شركة أجنبية تتسثمر في الجزائر، وهو الأمر الذي عضو مجلس الإدّارة سيدعلي عوف يتنّقل شخصيا إلى إيطاليا لإقناع "بيليكانو" في القيام بعملية الاكتتاب في أسرع وقت ممكن. الديون قد تكون سببا مباشرا في تردد بليكانو ولعلّ من بين الأسباب التي جعلت صاحب الشركة الإيطالية "بيليكانو" يتردد في المجيء إلى الجزائر وإنهاء صفقة شرائه لأسهم المولودية هي الديون الكبيرة التي أثقلت كاهل النادي، حيث تشير آخر الأخبار إلى أن ديون شركة المولودية فقط من دون احتساب ديون "الجمعية الرياضية" تقدّر بحوالي 15 مليار سنتيم، مما يجعل الشركة مهددة بالإفلاس في أي لحظة، وهوالأمر الذي يدركه "بليكانو" جيدا ولا يريد الدّخول في صفقة خاسرة منذ البداية، لأّنه ليس من السّهل المغامرة بقيمة مالية ضخمة تصل إلى 10 ملايين أورو، خصوصا وأنّه كان يعتقد أن ديون المولودية لا تزيد عن 15 مليار سنتيم باحتساب أموال غريب. عوف "بليكانو" سيحلّ في الجزائر خلال الأسبوع القادم وحينها سيتأكد الجميع من جدّية المشروع" وحسب ما أكدّه عضو مجلس الإدارة ل "الأمة العربية" في حديث جانبي، فإنّ بيليكانوكان ينوي المجيء إلى الجزائر يوم الخميس بعدما أنهى كافة الترتيبات اللازمة لشراء غالبية أسهم شركة العميد، لكنّه فضّل تأجيل ذلك إلى ما بعد العيد بطلب من عوف الذي أكدّ له أنه لا جدوى من حضوره هذه الأيام في ظل إقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، حيث ستكون كل الهيئات في عطلة إلى غاية الثلاثاء القادم، حيث صرّح عوف قائلا: "بليكانو حجز في رحلة أمس بين روماوالجزائر منذ مدة، لكنني طلبت منه أن يؤجل مجيئه إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك، لأنه لا جدوى من مجيئه في الوقت الحالي مادام أن هناك 4 أيام سيكون فيها الجميع في عطلة، لكنه سيحضر في بحر الأسبوع المقبل وكل شيء سيكون على أحسن ما يرام وحينها سيتأكد الجميع من حقيقة المشروع". الشك بدأ يتسرّب إلى "الشناوة" وعوف يعيش ضغطا رهيبا ورغم أنّ عوف واثق تماما بأن صفقة بيع شركة مولودية الجزائر للإيطاليين تسير في الطريق الصحيح وأن القضية أصبحت مسألة وقت لا غير، إلا أن تماطل فرانشيسكو بليكانو في المجيء وخلقه أعذارا جديدة في كل مرة، جعل الشك يتسرب إلى نفوس "الشناوة" الذين بدأوا يتخوفون من أن يتبدد حلم مجيء الإيطاليين والخروج من الأزمة التي يتخبط فيها فريقهم، وهو ما لم يكن في مصلحة عوف الذي بدأ يقلق هو الآخر وأصبح يعيش ضغطا شديدا بسبب الشائعات التي تلاحقه من بعض الأشخاص الذين يتمنون أن لا يأتي الإيطاليون خوفا على مصالحهم الشخصية الضيقة.