بعد مرور أكثر من ثمانية أسابيع على انطلاق الدّوري الجزائري، خاضت خلالها المولودية ثماني مباريات إلى حد الآن، كانت نتائجها مخيبة للآمال بعدما عجز زملاء بابوش عن مغادرة مؤخرة الترتيب، مما أسفر عن تداول ثلاث طواقم فنّية على النادي في مدة قصيرة، ولو أنّ أهل الاختصاص يؤكدون أن هذا التراجع الرّهيب على مستوى النتائج له عدة أسباب، من بينها الأداء الشاحب لبعض الأسماء الجديدة التي لم تقدم ما كان منتظرا منها وعجزت إلى حد الآن عن تعويض الأسماء الثقيلة التي غادرت العميد في الصائفة على غرار زماموش، مقداد، بوشامة وبدبودة، وهذا ما دفع بعض أعضاء مجلس الإدارة إلى التفكير بجدية في تسريح بعض الأسماء التي كلّفت خزينة الفريق الكثير. وحسب بعض القريبة من بيت المولودية، فإن قائمة المسّرحين ستشهد العديد من المفاجآت، في انتظار رد فعل إيجابي من بعض اللاعبين خلال المباريات القادمة. تضييع التربص "ماشي سبة" وكان أمام اللاعبين الوقت الكافي للتعويض وفي السيّاق ذاته، فإن جل اللاعبين الذين لم يظهروا الشيء الكثير منذ التحاقهم بالمولودية، أرجعوا السبب إلى العامل البدني كون الفريق لم يجر أي تربص في بداية الموسم بسبب مشاركته في رابطة الأبطال الإفريقية، إلا أنّ هاته الحجة تبقى واهية، لأنّه كان الوقت الكافي أمام اللاعبين لأجل تدارك هذا النقص ومعالجة هذا الأمر، خصوصا وأنّ الجدد شرعوا في التحضيرات منذ مدة كونهم لم يكونوا معنيين بالمشاركة القارية باستثناء براجة وبلعيد. يعلاوي أفضل صفقة بشهادة الجميع، موبي تونغ "كوليبالي" الجديد وغريب لم يخطئ في انتداب غازي ورغم أنّ منسق الفرع عمر غريب قرر أن يحدث ثورة حقيقية في الفريق وجلب 12 لاعبا في خرجة تعكس عدم اهتمام الإدارة الحالية بأبناء الفريق، إلا أن حصيلة الجدد جاءت "تحت المتوسط" باحتساب الدقائق التي لعبها هؤلاء لحد الآن، حيث نجح ثلاثة لاعبين فقط في فرض أنفسهم في التشكيلة الأساسية ولعبوا ما بين 540 و630 دقيقة هم الكاميروني موبي تونغ الذي يعتبره المتتبعون الأفضل بين الجدد، ويعلاوي الذي نجح في فرض نفسه بأداء مقنع، شأنه في ذلك شأن غازي الذي كان آخر من أمضى وقسّم المكتب المسّير والأنصار، لكنه ردّ بطريقته الخاصة وفاجأ الكثيرين بأدائه الرائع ونجاحه في فرض نفسه في التشكيلة الأساسية رغم الأسماء الكثيرة التي يعج بها منصبه الهجومي. شرفة، جغبالة وشاوشي خيّبوا الآمال أماّ فيما يخص اللاعبين شرفة، جغبالة وشاوشي، فإن حصيلة هذا الثلاثي تبقى متوسطة لحد الآن سواء من حيث الأداء العام أو حصيلة المشاركة المؤقتة، حيث لم يلعب هؤلاء أكثر من نصف المباريات فقط على غرار شاوشي الذي واجه القبائل، سطيف، شباب قسنطينة وبجاية فقط، وشرفة الذي لعب 3 مباريات ونصف لحد الآن. وحتى جغبالة، فإنه يدفع ثمن عدم تأقلمه مع الفريق منذ البداية وتغيير منصبه من مباراة لأخرى، لكن الطاقم الفني يتفاءل به كثيرا وواثق من عودته بعد الإيجابيات التي أظهرها لحد الآن. وعليه، فإن الأسماء المذكورة مطالبة بمضاعفة المجهودات والاجتهاد في العمل للظهور بوجه أحسن فيما تبقّى من عمر مرحلة الذهاب. بلعيد ضحية خبرة بصغير.. وسايح في منحى تصاعدي وبخصوص منح الفرصة للأسماء المغمورة القادمة من الأقسام السفلى، فلا يمكن الحكم عليه بالنجاح أو الفشل مادام أن المستقدمين سايح (م.المخادمة) وبلعيد (إ.بلعباس) لم يلعبا كثيرا ويدفعان ثمن خيارات المدربين لحد الآن. ومع ذلك، فإن المدرب الجديد براتشي معجب بهما ويؤكد أنهما بحاجة إلى فرص أخرى لفرض نفسيهما، خاصة سايح الذي أظهر الكثير من الإيجابيات في المباريات التي خاضها إلى حد الآن، على غرار مقابلة الدّاربي أمام النصرية بعدما أقلب الموازين بمجرد دخوله إلى أرضية الميدان وتمكن من الوصول على مرمى الحارس ناتاش. لعنة الإصابات تطارد براجة.. ويانيس عازم على العودة بقوة لا يختلف اثنان في أنّ اللاعب صديق براجة كان من بين الأفضل خلال الموسم الماضي وأثار التحاقه بالعميد موجة عارمة من الفرحة في أوساط الأنصار، حيث كانت كل الآمال معلقة عليه لتعويض مقداد، إلا أنه لم يكن في مستوى الآمال المعلقة عليه وخانته الإصابات المتتالية التي تلاحقه منذ الصائفة والتي فسّرها بمشاركته في رابطة أبطال إفريقيا دون أي تحضير خاص، حيث لم يلعب أي مواجهة لحد الآن منذ مباراة القبائل. ومع ذلك، فإن الإدارة متمسكة به وأقنعت المدرب العائد براتشي بأن هذا اللاعب سيكون ورقة هامة في حساباته بعد عودته إلى أجواء المنافسة وسيكون عنصرا هاما في خط الوسط، بالنظر إلى إمكاناته الكبيرة وطريقة لعبه التي تساعد في تطوير الأداء، شأنها شأن المغترب يوسف يانيس الذي لم يلعب سوى دقائق قليلة وينتظر فرصته مع براتشي بعد عودته من الإصابة.