لم تتمكن تشكيلة المولودية من حصد أكثر من خمس نقاط في الجولات الثماني الأولى من بطولة الموسم الجاري، وهي حصيلة أقل ما يقال عنها إنها سلبية على طول الخط إذا نظرنا إلى التعداد الذي يشكّل الفريق. أضف إلى ذلك، الانتدابات التي قام بها غريب. فرغم أنه جلب لاعبين بأموال طائلة على غرار شاوشي، موبي تونغ، أسالي، يعلاوي، جغبالة وبلعيد، إلا أن النتائج كانت مخيّبة لتطلعات الجمهور العريض للمولودية، التي عرفت هزات إدارية عنيفة في الآونة الأخيرة، لاسيما من الجانب المالي، تسببت هي الأخرى في تواضع النتائج في بداية هذا الموسم، إضافة إلى العديد من الصرّاعات الداخلية التي أثرّت في الفريق بشكل كبير وما أعقبها من التغييرات الكثيرة التي عرفتها العارضة الفنّية للفريق. غريب لم يحفظ درس الموسم الماضي وجلب أوسالي وحده خطأ كبير وبالعودة إلى الموسم الماضي، يتذّكر معاناة المولودية من مشاكل كثيرة على مستوى خط الهجوم بعد رحيل الثنائي بوڤش وإصابة درّاڤ، حيث لم يقدّم يوسف سفيان ولا حتّى بلخير ما كان منتظرا منهما، هذا دون الحديث عن لعراف الذي يعتبر بقاءه في الفريق لغزا حقيقيا، ولم يكن حال زميلهما عمرون أفضل من سابقيه. ولكن مع ذلك، فإن منسق الفرع عمر غريب لم يحفظ الدّرس وراح يقوم باستقدامات عشوائية مست كل الخطوط، في حين اكتفى بجلب قلب هجوم واحد وهو البوركينابي أوسالي الذي لم يسجلّ أي هدف رغم أنه لعب كل المباريات تقريبا. حتّى هدّافي الموسم الماضي غادروا الفريق وفي السيّاق ذاته، فإن مغادرة مقداد وبدبودة المولودية اللذين يعتبران هدّافا الفريق خلال الموسم الماضي، كشفت العيوب الموجودة في هجوم المولودية والتي ليست وليدة اليوم كما سبق وأن أشرنا إليه والتي تعود إلى الموسم ما قبل الماضي، حين حاول المسيرون التقليل من قيمة ذهاب بوڤش الذي التحق بالإمارات ثم بالسعودية ليصبح اليوم هدّاف الدوري السعودي الممتاز. كما أنّ إصابة دراڤ الموسم الفارط قبل انتقاله هذا الموسم إلى شبيبة بجاية، كان لها الأثر البالغ على هجوم "العميد"، لكن لحسن حظ الفريق العاصمي كان هناك مقداد وبدبودة اللذان غطيا عيوب الهجوم الموسم الماضي. وبعد انتقال الأول إلى اتحاد كلباء الإماراتي والثاني إلى "لومون"، ظهر مشكل الهجوم إلى الواجهة من جديدة، ولكن بأكثر خطورة إن صحّ التعبير. هدفان في سبع مباريات وأضعف هجوم في البطولة منذ عدة مواسم لم تسجل المولودية انطلاقة ضعيفة في البطولة من حيث عدد الأهداف المسجلة كما نراه هذا الموسم، بتسجيل الفريق هدفين فقط في سبعة لقاءات حملا توقيع يعلاوي وسايح، وهو عدد قليل جدا بالنسبة إلى ناد كان قبل سنتين فقط بطل الجزائر، حيث عجزت التشكيلة عن تجسيد الفرص التي تتاح لها إلى أهداف وأصبح خط الهجوم وغياب الفعالية أمام المرمى مع مرور الجولات بمثابة هاجس المدربين، آخرهم براتشي الذي لم يجد أي تفسير مقنع لتضييع الفرص السهلة في مباراة سعيدة على سبيل المثال، قبل أن يتفاجأ بعجز أشباله عن خلق أي فرصة في مقابلة باتنة الأخيرة. أوسالي لا يتحمّل المسؤولية لوحده ومهما يكن من أمر، فإن الذين يريدون تحميل المسؤولية فقط إلى أسالي مخطئون، لأن كرة القدم رياضة جماعية، وحتى إن كان الكل يتفقون على أنّ أسالي لم يقدّم ما كان منتظرا منه ولم يسجل إلا هدفا وحيدا منذ مجيئه إلى المولودية، إلا أن المسؤولية جماعية بدليل أن كرة القدم الحديثة تتيح الفرصة للمدافعين ولاعبي الوسط لأجل تسجيل الأهداف، وأسالي مثلا لم يلعب مباراة سعيدة، لكن الفريق عجز عن تسجيل ولو هدفا واحدا، كما أن المسيرين لهم ضلع فيما يحدث بسبب عجزهم عن إيجاد أحسن خليفة لبوڤش ودراڤ، ليبقى الأنصار يتحسّرون على الأيام الزاهية التي كان يصنع فيها بوڤش ودراڤ أفراحهم بهز شباك المنافسين من كل الوضعيات في موسم التتويج بلقب البطولة. الجميع ينتظر استفاقة المهاجمين أمام الحرّاش لم يتمكّن العاصميون من الفوز إلا في مناسبة واحدة كانت أمام وفاق سطيف في بولوغين، فيما تجرعت الخسارة في ثلاث مباريات خارج الديار أمام شبيبة القبائل، شباب قسنطينة وشبيبة بجاية، مقابل ثلاثة تعادلات، من بينها اثنان داخل الديار أمام النصرية والشلف وتعادل واحد بعيدا عن العاصمة كان في الجولة الماضية في سعيدة، وهي النتيجة التي اعتبرت الأفضل ل "العميد" خارج ملعبه، رغم أن رفقاء مغربي كان بإمكانهم تحقيق الفوز بدل الاكتفاء بنقطة وحيدة لو عرفوا كيف يترجمون الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم، خاصة في الشوط الأول. قلناها من قبل: "راح مقداد وبدبودة.. راحت الأهداف" من جولة إلى أخرى، بدأ الكل في المولودية يقتنعون بما تكهنا به قبل بداية الموسم عندما أشرنا في الكثير من المرات إلى الضعف الواضح الذي تعاني منه التشكيلة على مستوى الخط الأمامي، لاسيما أنّ المولودية فقدت لاعبين هامين كانا يتداولان على تسجيل الأهداف، وهما مقداد وبدبودة، رغم أنهما ليس مهاجمين صريحين.. فالأول وسط ميدان. والثاني مدافع. ورغم ذلك، سجلا عدة أهداف حاسمة في البطولة وفي رابطة أبطال إفريقيا.