ظاهرة فريدة من نوعها كشفها طلبة الماستر 01 قسم العلوم السياسية الدفعة أولى "ألمدي" للموسم الجامعي 2011 2012 بجامعة منتوري قسنطينة وصفها الطلبة بالسرقات الفكرية والعلمية، من خلال مطالبتهم بقراءة كتاب وتلخيصه في ظرف قصير جدا، على أن لا يتجاوز العمل المطلوب منهم في أوراق معدودة مهما كان عدد صفحات الكتاب، أو أجزاؤه، شريطة أن يكتب البحث على جهاز الحاسوب، ومن دون أخطاء نحوية أو مطبعية، وأن يُرسل العمل على العنوان الإلكتروني الخاص بالأستاذ المشرف، وهذا مقابل منح الطالب علامة جيدة، ونجاحهم مرهون بإنجاز هذه البحوث. وعادة ما يوجه الأستاذة المشرفون على طلبة الماستر علوم سياسية طلبتهم إلى البحث عن عنوان كتب مفكرين وباحثين كبار لهم باع طويل في مجال البحث، ولهم خبرة وافية في التأليف وتناول القضايا الوعرة، مع ذكر تاريخ نشر هذه الكتب، وذكر الصفحة والهامش عندما يتعلق الأمر بوجهة نظر المؤلف الخاصة، كما يركز هؤلاء الأساتذة المشرفين على الكتب أو المؤلفات التي تتعلق بالإستراتيجيات الأمنية والدبلوماسية الخارجية، وغيرها من القضايا التي توجه للطلبة المتربصين لنيل شهادة الدكتوراه، لاسيما وبعض الكتاب المطالبون بتلخيصها هي نادرة في المكتبة الجامعية أوحتى المكتبات العمومية، ولا يجدونها إلا بشق الأنفس، وكان أحد الطلبة أن اضطر إلى التنقل إلى الجامعات الأخرى في الولايات المجاورة من أجل البحث عن الكتاب المطالب بقراءته وتلخيصه، أو شرائه مهما كان سعره. وحسب بعض الطلبة، فإنه من الصعب جدا قراءة كتاب يتكون من 500 صفحة أوكتاب يتكون من أجزاء وتلخيصه في يومين مثلا، لأن ذلك يأخذ وقتا أطول، وقد يعرقل الطالب على مراجعة باقي المقررات أو التحضير للامتحان، ما أثار شكوك البعض الذين استغربوا الطريقة التي اشترطها الأستاذة في إنجاز البحوث الجامعية، وهم يتساءلون إذا ما كانت هذه الطريقة معممة على باقي جامعات الوطن؟ أم أنها ظاهرة موجودة في جامعة قسنطينة فقط، في حين عبر بعض الطلبة عن عدم اعتراضهم للدراسة بهذه الطريقة، مهما كانت متاعب البحث المطالبون بإنجازه، طالما أن همهم الحصول على العلامة الجيدة والنجاح. وللإشارة، فإن عدد طلبة الماستر 01 قسم العلوم سياسية بجامعة منتوري يبلع عددهم حوالي 76 طالب من بين 120 طالب تخرج في الموسم الدراسي 2010 2011، وكان الطلبة قد وقفوا قبل بداية الموسم الدراسي الحال في حركة احتجاجية أمام المعهد بمجمع التيجاني هدام عندما صدر قرار وزاريا بتأجيل الدراسة قسم الماستر علوم سياسية إلى الموسم القادم، وبلغ صوتهم إلى الوصاية التي ألغت القرار.