التقى مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، كلا من جماعة الحوثي بمحافظة صعدة الشمالية، وزعماء من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال وممثلين عن الثورة الشبابية ومسؤولين محليين، أثناء زيارة لمحافظة عدن جنوبي اليمن في إطار إشرافه على المبادرة الخليجية. ويأتي ذلك بينما أمر وزير الداخلية اليمني بالإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية الاحتجاجات المستمرة منذ ما يقارب العام والمطالبة بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة. ودعا بن عمر إلى إشراك الحراك الجنوبي وأنصار الحوثي في جهود حل الأزمة باليمن، وقال إن هناك حاجة لمزيد من العمل لكي ينجح اتفاق السلام الذي جاء الشهر الماضي بين الرئيس صالح والمعارضة، وشدد على ضرورة أن تضم العملية السياسية فئات لم تشارك بصورة مباشرة في المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق.وتابع أن من بين هذه الفئات أنصار الحوثي والحراك الجنوبي والشباب، مضيفا أنه سيتعين بذل جهود جادة للتعامل مع مظالمها. ونقلت مصادر اعلامية عن المسؤول في الحراك عبد الحميد شكري بعد المحادثات مع بن عمر إن الحضور أبلغوا المبعوث الأممي بأن الحراك الجنوبي لا علاقة له بالصراع في الشمال، وأنه يتمسك "بمطلب تحرير الأرض والشعب في الجنوب". ومن جهته، قال الناطق الإعلامي باسم اتحاد القوى الثورية في عدن علي قاسم، إن الثوار عبّروا للمبعوث الأممي عن رفضهم الضمانات التي منحتها المبادرة لصالح ونظامه، وأكدوا ضرورة حل القضية الجنوبية حلا عادلا بما يرضي أبناء الجنوب باعتبارها من أهم أهداف الثورة السلمية. وكان بن عمر زار محافظة صعدة الشمالية، أمس الأول، في محاولة للتحدث إلى الحوثيين لحثهم على التعاون مع الحكومة الجديدة التي أدت اليمين يوم السبت الماضي، حيث جاءت زيارته لصعدة وهي الأولى التي يقوم بها مسؤول دولي منذ عام 2004 بينما القتال مستمر بين المتمردين الحوثيين الشيعة ومقاتلين سلفيين من السنة وأبلغ الجانبان عن سقوط عشرات القتلى في الاشتباكات هذا الاسبوع. وفي غضون ذلك قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، إن على القوى الموقعة على المبادرة الخليجية أن تجرب خيار التسوية السياسية، شرط ألا تسيء استخدام السلطة عبر قمع المعارضين بإشعال حروب طائفية. وقال الحوثي في بيان صحفي إثر لقائه بن عمر، إن من حق الشعب اليمني الرافض للمبادرة الاستمرار في الخيار الثوري، كما أن من حق تلك القوى الموقعة على المبادرة أن تجرب خيار التسوية السياسية.واتهم الموقعين على المبادرة باستخدام وسائل غير أخلاقية، مثل تفجير حرب طائفية أو إشعال حرب أهلية في شوارع محافظة تعز لإجبار القوى المعارضة على القبول بتلك الصفقة. واعتبر الحوثي أن دخول السلطة بشقيها إلى الانتخابات وبأجنحتها العسكرية ومؤسساتها الأمنية وإمكانياتها الاقتصادية والإعلامية، لن يؤدي في النهاية إلى انتخابات نزيهة وتنافسية، وإنما ستكون كالماضي، بحيث يتم توظيف هذه المؤسسات الإعلامية والعسكرية والأمنية وغيرها لصالح أطراف خاصة. من جهة أخرى، أمر وزير الداخلية اليمني، بالإفراج عن جميع المعتقلين الذين احتجزوا في الاحتجاجات المستمرة منذ ما يقارب العام في صنعاء، خلال الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس صالح. وقال نشطاء إن القرار يمكن أن يشمل 1400 شخص اعتقلوا في العاصمة منذ تفجر الاحتجاجات في فيفري الماضي.