أكد مصدر يمني مطلع، الثلاثاء، سيطرة المسلحين الحوثيين، على نقطة عسكرية بمديرية حرف سفيان، وذلك بعد قليل من اتهام صنعاء للجماعة بالتصعيد ضد الحكومة ودعوة الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، لقياداتهم بالانصياع للقانون· وكانت وسائل إعلام يمنية قد نقلت أنباء عن استيلاء جماعة الحوثي على موقعين عسكريين، وأخرى تابعة لقبائل بن عزيز، بعد أقل من 24 ساعة من وقف إطلاق النار بين الجانبين وتجدد المواجهات بينهما· ونقل موقع ''نيوز يمن'' عن مصادر ميدانية أن الحوثيين سيطروا على موقع ''الزعلاء'' بعد مواجهات عنيفة قتل فيها قائد الموقع، العقدي علي مرشد البارق، فيما استسلم أفراد موقع ''اللبداء''، وقاموا (الحوثيون) بالإستيلاء على جميع المعدات العسكرية بالموقعين· كما سقط عدد من المواقع التي كانت تحت سيطرة قبائل بن عزيز· وكان رئيس الوزراء اليمني، علي مجور، أعلن عن إصابة النائب عزيز صغير، قائد قبائل بن عزيز، في الهجوم المستمر منذ أيام للحوثيين على منزله· وتعد المواجهات أخطر تهديدا للهدنة القائمة منذ أشهر بعد الحرب السادسة في صعدة، ما دفع مجلس النواب اليمني إلى دعوة الحكومة ل ''التصدي بحزم لكافة الأعمال الإجرامية، والوقوف أمام أي تمرد أو خروج على النظام والقانون''. وقال مجور أن الحوثيين، الذين وصفهم ب ''العناصر التخريبية''، نفذوا سلسلة من الهجمات في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي البلاد، ما أدى إلى إصابة النائب عزيز، الذي خاض رجاله لأيام معارك طاحنة مع الحوثيين للدفاع عنه. وشدد مجور على أن الوضع بحرف سفيان ''لم يعد كما كان في السابق''، في إشارة إلى تكرار نشاطات الحوثيين الذين اتهمهم بالاستيلاء على معدات عسكرية· ونفل موقع حزب المؤتمر الحاكم في اليمن عن مصادر ميدانية قولها أن الحوثيين نصبوا نقاط تفتيش جديدة في عدد من مناطق محافظة صعدة لتفتيش المارة· أما مجلس النواب، فقد اتهم الحوثيين بعدم الالتزام بالنقاط الست التي أعلنتها الحكومة بناءً على طلبهم لوقف الحرب في صعدة، ودعا المجلس الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها الدستورية للتصدي بحزم لكافة الأعمال الإجرامية والوقوف أمام أي تمرد أو خروج على النظام والقانون وبالعمل من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن''. وكان الرئيس اليمني، قد وجه دعوة إلى المقاتلين الحوثيين للإنصياع إلى القانون والأمن، كما أكد تمسك صنعاء باتفاقية السلام معهم، والتي أنهت حرباً سادسة دامية إمتدت آثارها إلى السعودية· كما وجه صالح رسالة مماثلة إلى القوى الجنوبية الداعية للإنفصال عن الشمال، مؤكداً عدم التراجع عن خيار الوحدة التي جرت مطلع العقد التاسع من القرن الماضي، معلناً في الإطار عينه عن مبادرة حسن نية تتمثل في الإفراج عن 52 سجيناً ممن وصفهم ب ''مثيري الشغب''. وقال صالح، في كلمة في حفل تخريج عدد من الدورات التخصصية لمنتسبي قوات الأمن المركزي أن على من ''يسمون أنفسهم بالحراك أن يبتعدوا عن الفوضى وقطع الطريق وإثارة الشغب''، في إشارة إلى القوى الجنوبية المنضوية ضمن جبهة تحمل إسم الحراك الجنوبي· وأكد صالح أن باب الحوار الوطني المسؤول ''مفتوح للجميع تحت سقف الثوابت الوطنية''، وتابع قائلاً: ''نعم للأمن والاستقرار·· لا للفوضى وللخارجين عن القانون، ونقول للخارجين عن القانون كفى عبثاً وكفى قطع للطرقات وقتل النفس المحرمة''. واعتبر صالح أن الوحدة في اليمن ''اراسخة رسوخ جبال عيبان وظفار وشمسان ومحمية ومحصنة بإرادة الشعب''. وحول الملف الحوثي في صعدة، قال صالح أن خيار صنعاء هو السلام والأمن والاستقرار وإعادة البناء والإعمار''، مؤكدا أن الدولة ستخصص مبالغ مالية لإعادة بناء المناطق المتضررة من أحداث الفتنة·