في إطار فعاليات الدورة الخامسة من عمر مهرجان وهران للفيلم العربي، احتضن المسرح الجهوي لوهران عبد القادر علولة، أمس، فعاليات المنتدى العربي لمؤسسات السينما حول موضوع "راهن ومستقبل"، حيث سلط المشاركون في هذا اللقاء الضوء على العديد من المواضيع المرتبطة بواقع وآفاق تطوير الفن السابع في الساحة العربية، لا سيما أهمية التكوين والشراكة العربية في المجال السّينمائي. كما تم خلال هذا المنتدى التطرق بالتحليل والنقاش لمختلف الصعوبات التي عرفها المشهد السينمائي في العالم العربي خلال المدة الأخيرة، خاصة في ظل التوترات التي شهدتها عدد من الأقطار العربية خلال السنة الجارية. كما قام المشاركون بعرض خلاصات تجاربهم في مختلف الاختصاصات التقنية في ميدان السينما، إلى جانب النقاش حول آفاق ترقية وتعزيز الإنتاج السينمائي العربي المشترك الذي يعدّ بمثابة الانطلاقة الحقيقية والفعلية المتوقعة للنهوض ولتطوير آفاق السينما العربية برأي عدد من النقاد السينمائيين العرب المشاركين في الطبعة الخامسة من مهرجان وهران للفيلم العربي. "الأندلس حبيبة المغاربة" يسلط الضوء على ظاهرة الحراڤة احتضنت قاعة سينما "السّعادة" بوهران مسابقة الأفلام الطويلة للطبعة الخامسة لمهرجان وهران بداية بعرض فيلم المغاربي ' الأندلس حبيبتي'. ويتطرّق الفيلم لمخرجه محمد نظيف إلى ظاهرة الحرڤة من خلال تفاصيل قصة شابين مغربيين يحاولان بلوغ الشواطئ الإسبانية عن طريقة الهجرة السرية على متن قارب صيد. ويطرح الفيلم تساؤلات حول الدوافع التي تؤدي بالشباب إلى البحث باستمرار عن “الجنة الموعودة في الغرب” لينتهي بهم المطاف لعيش الحقيقة المرة ، وهي الضياع والحنين لحياتهم السابقة. وتجدر الشارة إلى أن المغرب يشارك بفيلم مطول ثان بعنوان “ماجد” الذي يروي أحداث سفر الطفل الصغير “ماجد” إلى الدارالبيضاء في محاولة للعثور على صورة لوالديه بعد أن محت السنوات ذكراهما من مخيلته، وهو ما يعكس صور الحنين للموطن الأم. بانوراميا علماء عاصمة الزيانيين يعود من خلال' بستان تلمسان' سلسلة مسابقة الأفلام الوثائقية كانت بدايتها فيلم "بستان تلمسان" بقاعة سينما المغرب، ويعدّ هذا الفيلم الذي يستغرق 52 دقيقة وأخرجه حفيظ بن صالح في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، تكريما للعلماء الذين عاشوا على أرض تلمسان على مر العصور (الأندلسي والزياني، الموحدي والمرابطي) وإسهاماتهم على مختلف الأصعدة في بعث الثقافة العربية الإسلامية. ويبرز هذا العمل الفني دور دار الحديث في تخليد القيم العربية والإسلامية والحفاظ على الموروث الثقافي وكذا صهر وتكوين العديد من أبطال ثورة التحرير المجيدة، أمثال العقيد لطفي والرائد فراج ومليحة حميدو. وقد ساهمت دار الحديث التي أنشأها السكان المحليون ودشنها الشيخ عبد الحميد ابن باديس سنة 1937 وأطرها الشيخ البشير الإبراهيمي في الحفاظ على الهوية الوطنية للجزائريين وفي دفع الحركة الوطنية. وتتنافس ستة أفلام وثائقية على جائزة هذه المنافسة وهي “حلم النسور” لمحمد حازرلي و”هنا نغرق الجزائريين لياسمينة عدي ، ''الحاجة لالا معنية'' لمصطفى حسيني، ''سيدي'' ''احمد بن زكريا التلمساني'' لإبراهيم زكريا قدور، ”الشيخ عبد الكريم المغيلي'' للعربي لكحل و ''سيدي بومدين الغوت'' ليحي مزاحم . المرأة تفرض وجودها خلال مهرجان وهران للفيلم العربي الجزائر حاضرة في منافسة الأفلام الطويلة بفيلم 'الحراڤة ' و' قداش تحبني ' تشارك الجزائر بفيلمين مطولين هما “الحراڤة” لمرزاق علواش و”قداش تحبني” لفاطمة الزهراء زعموم. ويطرح الفيلم الأول أزمة مخرج شاب وزوجته بصدد تصوير فيلم عن تجربتهما الشخصية، فيما يروي الثاني تفاصيل إقامة الطفل رشيد عند جديه بالجزائر العاصمة بعيدا عن والديه اللذين يحتدم الخلاف بينهما. ويمثل الفيلمان “أسماء” و”كف القمر” مصر في مسابقة المهرجان، بحيث يكسر الأول لمخرجه عمرو سلامة واحدا من أكبر طابوهات المجتمعات العربية، وهو مأخوذ عن قصة حقيقية لامرأة مصرية مصابة بداء الأيدز تقرر النهوض للحصول على حقوقها. ويروي الثاني صراع شاب مصري في محاولة لجمع شمل عائلته المفككة. وتحضر تونس التي تعودت المشاركة في مهرجان وهران بعدة أفلام بفيلم واحد هو “ديما براندو” الذي يصور مغامرات شاب تونسي شديد الشبه بالممثل الأمريكي المعروف “مارلو براندو” والذي يقرر الذهاب إلى أمريكا للقاء شبيهه ونجمه المفضل. أما مخرجة الفيلم “كاراميل” نادين لبكي الذي نال إعجابا دوليا، فستمثل لبنان في مسابقة المهرجان بفيلمها الجديد “هلا لوين” الذي يعرض قصة نساء يعقدن العزم على حماية قريتهن المعزولة والمحاطة بالألغام من القوى الخارجية التي تتسلل إليها وتبث فيها روح الفتنة. وتشارك الأردن بفيلم “مدن الترانزيت” للمخرج الشاب محمد الحشكي الذي يروي معاناة امرأة تعود إلى عمان لم تعد تعرفها بعد 14 سنة من الهجرة وعن محاولاتها استرجاع جزء من حياتها التي ضاعت وتقوم بدور البطولة فيه الممثلة المعروفة صبى مبارك. ويعرض الفيلم “دمشق مع حبي” لمخرجه محمد عبد العزيز من سوريا إقلاع فتاة يهودية عن مغادرة دمشق بعد أن كشف لها والدها عن سر قديم . ويمثل العراق وفلسطين على التوالي الفيلمين المطولين “المغني” الذي يروى أحداث حفل أحياه المغني في قصر حاكم ديكتاتوري و”حبيبي راسك خربان” الذي يحكي قصة حب مستحيل. وللإشارة، تمّت برمجة 12 فيلما مطوّلا يمثلون 9 بلدان عربية وهي على التوالي الجزائر، المغرب، تونس، مصر وسوريا، لبنان، فلسطين، العراق والأردن.