يتحدث رفيق صايفي نجم المنتخب الوطني السابق وهدافه في هذا الحوار عن حالته الصحية وعودته التدريجية إلى المنافسة، كما تحدث عن انضمام مصباح إلى ميلان وعودة عنتر إلى البطولة الألمانية، إضافة إلى الحديث عن مقابلة غامبيا وحادثة بورسعيد التي خلفت عشرات القتلى. كيف أحوالك مع فريقك أميان؟ الحمد لله عدت الآن بعد إصابة أبعدتني عن الميادين، وكان من المفروض أن أغيب لمدة 15 يوما عن الميادين إلا أن رغبتي وإصراري على العودة بسرعة لمساعدة رفقائي جعلتني أعود إلى التدريبات قبل شفائي وهذا ما جعل عودتي تطول نوعا ما. وكيف تشعر الآن؟ أنا الآن بصحة جيدة، فقد شاركت الأسبوع الماضي أمام نادي بولون سير مار وساهمت في العودة بثلاث نقاط ثمينة ستساعدنا بشكل كبير على ضمان البقاء، وقد شاركت لمدة 75 دقيقة ولم أحس بنقص المنافسة أبدا وهذا دليل على أنني شفيت تماما من الإصابة السابقة. فريق أميان يعاني هذا الموسم، ما هوالسبب يا ترى؟ السبب واضح، صعدنا هذا الموسم إلى القسم الثاني الفرنسي أي أن نقص التجربة كان واضحا على الفريق خاصة وأن أغلب عناصر التشكيلة لم تلعب من قبل على أعلى مستوى . إلا أنني متأكد بأننا سنعود بقوة في مرحلة العودة خاصة والكل عازم على إنقاذ الفريق من شبح العودة إلى القسم الثالث. هل تضن بأنكم قادرون على ضمان البقاء؟ بالتأكيد نحن قادرون على ذلك، الجميع واع بحجم المسؤولية وقد تكلمت مع جميع عناصر التشكيلة وأكدت لهم على أن كل اللقاءات المتبقية هي لقاءات كأس ويجب علينا الفوز بها جميعا، سواء كانت داخل أوخارج الديار. والحمد لله وكما تعلم فقد عدنا بالنقاط الثلاث من تنقلنا إلى مدينة بولون سير مار وهذا شيء رائع في بداية مرحلة العودة. رفيق، ألازلت تظن بأنك قادر على العطاء بالرغم من تقدمك في السن؟ بكل صراحة نعم، بدأت الموسم جيدا ولولا الإصابة اللعينة التي لحقت بي لما كنا في المرتبة الأخيرة، أهم شيء بالنسبة لي هي مساعدة فريقي على تحقيق الفوز وأظن بأنني قادر على ذلك في الوقت الحالي. ولكن لم نعد نسمع باسم صايفي كما كنا نسمع به من قبل؟ سأبلغ من العمر 37 سنة بعد أيام قليلة ( مولود في 07 فيفري 1975)، لذا لا يهمني أن سمع الناس باسمي أو لم يسمعوا، مسيرتي الكروية تركتها ورائي وأنا الآن وكما يقال ” راني في الفايدة”، حققت أمورا كثيرة في مسيرتي الكروية وتركت بصمتي في كل الأندية التي مررت عليها، والأكثر من هذا فزت بحب وتقدير الأنصار في كل مكان . الآن أنا في سن يجعلني لا أهتم بالأضواء كثيرا ما رأيك في تنقل مصباح إلى نادي عريق اسمه ميلان؟ شيء رائع، تنقل مصباح إلى نادي كبير أسعدني كثيرا، فمن جهة أكد على أن اللاعب الجزائري باستطاعته اللعب في أكبر النوادي الأوروبية، ومن جهة أخرى مصباح لاعب منضبط و” خدام ”، إضافة إلى أنه متخلق ولهذا فرحت له كثيرا. وأتذكر جيدا أول يوم أتى إلى المنتخب الوطني حيث أبهرني بتواضعه وتخلقه. بما أنك كنت قائده السابق في المنتخب الوطني ولديك تجربة طويلة في الملاعب الأوروبية، فبماذا تنصحه؟ أقول له بأن أهم شيء الآن هوالمحافظة على مستواه الحالي، فالتنقل إلى فريق كبير أسهل من اللعب أساسيا فيه والمحافظة على مكانته داخل هذا الفريق لأنه سيلقى منافسة شرسة من لاعبين على أعلى مستوى، وهذا يأتي بالعمل ثم العمل والتركيز كثيرا في التدريبات. أتمنى أن يحقق ألقابا كثيرا مع فريق عريق بحجم ميلان. ودعني أضيف شيئا مهما، عودة عنتر يحيى إلى أوروبا وبالضبط إلى ناد عريق بحجم كايزر سلاوترن وينشط في الدرجة الأولى الألمانية شكل حدثا هاما، حيث استطاع الخروج من مشاكل كثيرة حدثت له مع نادي النصر وتنقل إلى مستوى أعلى، وهذا ما ذكرنا بتجربتك السابقة في نادي الخور القطري، حيث كانت لك بعض المشاكل معه إلا أنك استطعت العودة إلى مستوى أعلى أنت أيضا وهذا ما لم يستطع الكثير من اللاعبين تحقيقه. فما هوالسر في ذلك يا ترى؟ في الحقيقة لا يوجد سر في ذلك، ربما لأننا حافظنا على جديتنا وإصرارنا في التدريبات، كما أننا حافظنا على سمعتنا جيدا عندما كنا في أوروبا وهذا ما جعل عودتنا سهلة إلى أوروبا. المنتخب الوطني تنتظره مباراة قوية أمام المنتخب الغامبي، أنت الذي شاركت ولعبت أمام المنتخب الغامبي عدة مرات وفي عقر دياره، بماذا تنصح عناصر المنتخب ؟ أظن بأن الجميع يشاهد حاليا منافسة كأس إفريقيا، والجميع تأكد بأن المستوى في إفريقيا تطور كثيرا ولم يعد هناك منتخب ضعيف أو محدود، ومنتخب غامبيا من المؤكد أن يكون مستواه قد تطور كثيرا مقارنة مع لقاءاتنا السابقة معه. شيء مهم أود أن يعلمه عناصر المنتخب الوطني وهو أن يضعوا في رؤوسهم بأنهم سوف يلعبون في أدغال إفريقيا وليس في أوروبا. ماذا تقصد بهذا الكلام؟ كلامي واضح وهو أن اللعب في أدغال إفريقيا يتطلب اندفاعا بدنيا قويا وقدرة على مواجهة منتخب سيستعمل كل الوسائل من أجل الفوز بالمواجهة، كما أن العوامل المناخية مختلفة تماما، إضافة إلى أن الظروف مختلفة تماما مقارنة بالظروف التي يلعبون فيها في البلدان الأوروبية وعليهم بأن يتذكروا هذا جيدا قبل دخلوهم أرضية الميدان. إذن المواجهة ستكون صعبة حسبك؟ بالتأكيد، إلا أنني جد متفائل خاصة وأن مواجهة العودة ستجري في الجزائر وهذا عامل مهم جدا قد يغير الكثير من الأمور. ما رأيك في طريقة لعب المنتخب الحالي تحت قيادة حاليلوزيتش ؟ لا استطيع الحكم الآن على المنتخب، لم يمر الكثير من الوقت على مجيء حاليلوزيتش والذي لم أعمل معه من قبل، لذا يجب الانتظار قبل الحكم عليه وعلى طريقة عمله. وهل تظن بأن الجمهور سيصبر على النتائج وأنت الذي تعرف جيدا عقلية المناصر الجزائري ؟ أجل عقلية المناصر الجزائري صعبة إلا أن الجمهور الجزائري يعرف جيدا كرة القدم ويعرف بأنه يجب الصبر قليلا لأن هناك مدرب جديد ومجموعة تتكون من العديد من اللاعبين الجدد، إلا أنه يجب تحقيق النتائج بأقصى سرعة ممكنة وإلا سيكون الحساب عسيرا أمام جمهور متعطش للفوز. هل شاهدت ما حصل في مباراة النادي المصري مع الأهلي ؟ بالتأكيد، أنا مصدوم لما حصل من أجل كرة قدم، والجميع هنا في فرنسا مصدوم أيضا لأن سقوط 75 قتيلا في مواجهة بين ناديين من بلد واحد هوكارثة حقيقية. ألم تعد بك الذاكرة وأنت تشاهد الصور إلى حادثة تكسير الحافلة قبل مباراة القاهرة في نوفمبر 2009؟ لقد نسيت تلك الحادثة تماما الآن وأصبحت من الماضي، الآن الشعب المصري هو شعب مسلم وشقيق وما حدث أمر مؤسف ومؤثر. أرجو من القائمين على الكرة المصرية أن يتخذوا حلولا سريعة من أجل عدم تكرار ما حصل. كلمة أخيرة أتمنى من الفريق الوطني أن يعود بنتيجة مرضية من تنقله الصعب إلى غامبيا، كما أرجو أن تعود الفرحة والبسمة إلى شفاه الجزائريين عن طريق تأهل مستحق إلى مونديال البرازيل، كما لا أنسى فريقي العزيز مولودية الجزائر والتي عادت بقوة في مرحلة العودة وأرجوأن تحقق موسما كبيرا.