تأهل فريق وفاق سطيف، ظهيرة الأحد الماضي، إلى الدور الثمن نهائي في منافسة كأس الكاف، على حساب الفريق الأنغولي رياكرياتيفو، في مباراة شهدت كل أنواع التجاوزات والاعتداءات على مرأى من محافظ المباراة، والحكم الذي زاد الطين بلة، ولولا الهدف الذي سجله فرانسيس في د 29، لكانت الكارثة، وأقصي الوفاق من المنافسة الإفريقية بسبب التحكيم السيئ والظروف الصعبة التي جرت فيها المباراة، والإرهاق بالإضافة إلى فترة الفراغ التي تمر بها التشكيلة السطايفية في المدة الأخيرة وهذا منذ أن انهزم الفريق يوم 11 أفريل بملعبه أمام الترجي التونسي لتتوالى الهزات، والتي أتت على الأخضر واليابس في ظرف لا يتعدى الأربعة أيام، وكانت متاعب الوفاق مع مباراة الفريق الأنغولي قد بدأت مباشرة بعد وصوله إلى لواندا، مع التنقل برا من لواندا إلى مدينة كالولو، وتأجيل المباراة ب 24 ساعة، وتهديدات محافظ المباراة الكونغولي، والتحكيم المتحيز للحكم السيشيلي، بالإضافة إلى الأجواء الطبيعية والإقامة، وكل هذه الأمور واجهتها التشكيلة السطايفية بقوة، وعادت بتأشيرة التأهل من أنغولا، وهي التأشيرة التي كلفتها 7 بطاقات صفراء، وواحدة حمراء للاعب سوقار، ومعاقبة حيماني من اللقاء المقبل من هذه المنافسة لتلقيه لثلاثة إنذارات، وإصابة اللاعب فرانسيس، ناهيك عن الاعتداءات التي تعرّض لها لاعبو الوفاق في نهاية المباراة. غياب الرئيس ونائبه عن السفرية "حيّر" الأنصار في الوقت الذي يمر به فريق الوفاق بفترة فراغ قاتلة، ويتعرض لهزات ارتدادية كبيرة، منذ حوالي أسبوعين، وفي الوقت الذي يحتاج فيه إلى رعاية كبيرة من طرف المسؤول الأول ونائبه، غاب الرجلان عن سفرية تونس بحجة تأثرهما للإقصاء من منافسة كأس الجمهورية، وكذا عن التنقل إلى لواندا للأسباب نفسها، وتركوا الفريق الذي تنقل إلى لواندا بمعنويات منحطة، وبدون مدرب رئيسي، وأعضاء مرافقين لا حول لهم ولا قوة، وليس باستطاعتهم فعل أي شيء. ويعتبر الشارع الرياضي السطايفي هذا الغياب بمثابة التهرب من المسؤولية، وعدم مواجهة الحقائق التي ظهرت في المدة الأخيرة داخل بيت الوفاق من تجاوزات، فيما بين اللاعبين والطاقم الفني كالحادثة التي وقعت بين الحارس فراجي ومدرب الحراس، والظروف التي عاشتها التشكيلة خلال الأيام التي قضتها بأنغولا، ونظن أن مدوار، وحناشي، وعليق، وحتى قرباج، لن يتأخروا عن مرافقة فرقهم لو تعلق الأمر بذلك، حتى وإن كانت أمورها أسوأ من أمور الوفاق الحالية، وكانت هذه الفرق قد عرفت هزات أكثر وأكبر من هزات الوفاق، لكن لم يتهرب الرؤساء من المسؤولية، وحاولوا بكل إمكاناتهم معالجة الأمور والوضعيات بحكمة وتعقل، وخرجوا من تلك الأزمات سالمين، وهو ما كان منتظرا من الإدارة السطايفية، خلال هذه الفترة بالذات، خاصة وأن الفريق تنتظره مباراتين ساخنتين في البطولة الوطنية أمام الشلف، يوم الجمعة، ومولودية باتنة يوم الاثنين. سفرية أنغولا درس للإدارة السطايفية ما تعرض له فريق الوفاق في سفريته الأخيرة إلى أنغولا، يعتبر درسا مفيدا للإدارة السطايفية بأن تأخذ مستقبلا كل الأمور بالجدية المطلوبة، والتحضير لها مسبقا، لأن أدغال إفريقيا ليست العربية السعودية أو تونس، ومصر، والمغرب، حيث كانت كل الأمور على أحسن ما يرام، من فنادق 5 نجوم إلى الحافلات من آخر طراز، إلى الاستقبال إلى الأجواء التي تحيط بالمباريات قبل، أثناء وبعد، نتمنى من كل قلوبنا بأن يحفظ رئيس الفريق ونائبه الدرس من سفرية "الجحيم" الذي عرفته التشكيلة خلال الأيام التي قضتها بأنغولا، وقد تواجه ظروفا أسوأ في المواجهات المقبلة، بعد عملية القرعة التي ستعين منافس الوفاق في الدور ثمن النهائي مكرر، والتي ستجرى يوم 7 ماي الجاري. إدارة الوفاق ستقدم "تقريرا صحيحا" لروراوة وحسب ما يحيط في دواليب إدارة الوفاق السطايفي، فإن إدارة الرئيس سرار لا تنوي أن تمر حادثة ملعب باتريس لوممبا مرور الكرام، على ما حدث لفريق الوفاق من تجاوزات واعتداءات جسدية على لاعبيه، حيث سيقدّم الرجل الأول في بيت الوفاق ملفا ثقيلا ليحوله بدوره إلى الاتحادية الإفريقية لكرة القدم للنظر فيه، وفي مستقبل الحكم السيشيلي، إذ أن الإدارة السطايفية تريد أن تثبت للأنغوليين أن الجزائر لن تسكت عن هذه "الحڤرة" المتعمدة.