أفادت تقارير مصالح الأرصاد الجوية أن موجة البرد التي تجتاح عددا من ولايات الوطن، على رأسها العاصمة، ستستمر حتى الجمعة القادم، وهذا بسبب انخفاض جوي يؤدي إلى تدني درجات الحرارة لتصل الى أكثر من 10 تحت الصفر.وحسب ذات المصالح، فان سقوط الثلوج هي الأخرى ستسجل وفي غضون يومي الثلاثاء والأربعاء على المرتفعات أكثر من 600 م بسمك قد يزيد عن 40 سم، مع سقوط أمطار غزيرة على المناطق الساحلية الوسطى والشرقية مع ترقب زخات برَد بكل من ولايات: جيجل، عنابة وبويرة... كما ستعرف الهضاب الداخلية بدورها، انفخاضا محسوساً في درجة الحرارة. في السياق ذاته، يتخوف البعض من الفيضانات التي تنجر عن تهاطل الأمطار المرتقبة وحصول كوارث بعين البنيان وباب الواد. من جهة أخرى، فقد سجلت مصالح الدرك الوطني وفي تقرير أعدته خلية الاتصال عن قطع الطرق بعدة ولايات بالوطن، من بينها الطريق الوطني رقم (15) الرابط تيزي وزو بالبويرة، وذلك على مستوى تيروردة بلدية الشرفة والطريق الوطني رقم (25) الرابط بين ذراع الميزان والعومر ببلدية البويرة وكذا الطريق الوطني رقم (12) الرابط بين تيزي وزو وبجاية على مستوى المكان المسمى تاغمة، إضافة إلى الطريق الوطني رقم (68) والذي يربط ولايتي تيزي وزو وبومرداس، وذلك ببعض الطرق البلدية. الثلوج المتهاطلة هذا الأسبوع، عزلت تيكجدة ببلدية الأصنام وبعض الدواوير عن الحياة، أين قطع الطريق الوطني رقم (33) الرابط بين البويرة وتيزي وزو. ولاية المدية تضررت هي الأخرى، ما أدى إلى قطع الطرقات على مستوى بلدية البرواڤية، وهذه الأخيرة بالنقطة التي تربطها بجندل (عين الدفلى على مستوى الطريق الوطني رقم (62)، علاوة على بلديات كثيرة أخرى تضررت بسبب الثلوج والأمطار المتساقطة بكل من البليدة، الأربعاء، تابلاط ومليانة وتيبازة والخميس. للإشارة، فقد اضطرت المدارس بعديد من البلديات إلى غلق أبوابها في وجه تلاميذ الطور الإبتدائي وحتى المتوسط لمحاصرتها بالثلوج وتخوف مسؤوليها من الانزلاقات. كشفت، أمس، مصالح الحماية المدنية أنها قامت ب 2500 تدخل في مختلف الولايات خلال 72 ساعة الماضية شملت اجلاء مصابين في حوادث مرور متفرقة وكذا انهيارات أرضية، بسبب التقلبات الجوية الاخيرة، حيث تم تسجيل وفاة 10 اشخاص وجرح 152 اخرين نتيجة لحوادث المرور. وحسب تصريح مسؤول في الحماية المدنية، فان عدد الولايات المعزولة ارتفع إلى 31 ولاية نتيجة للتساقط الكثيف للثلوج. وفي سياق متصل، علم لدى خلية الإتصال بولاية جيجل أن جميع المؤسسات التربوية للأطوار الثلاثة؛ الابتدائي والمتوسط والثانوي، المتواجدة عبر إقليم الولاية، ستغلق أبوابها بسبب رداءة الأحوال الجوية. وأوضح ذات المصدر بأنه تم اتخاذ هذا القرار ك "إجراء وقائي"، بسبب رداءة الأحوال الجوية التي تشهدها المنطقة. وللإشارة، لا تزال عديد التجمعات السكانية معزولة بسبب التساقط الكثيف للثلوج المسجل بالمنطقة، حيث تم تسخير جميع الوسائل المادية والبشرية في إطار مخطط إزاحة الثلوج، وذلك من أجل التحكم في الوضعية، خاصة على مستوى محاور الطرقات والطرق البلدية التي شلت بها حركة المرور بسبب الثلوج المتراكمة. كما صرح، أمس، مدير التربية الوطنية لولاية البيض، انه تقرر توقيف الدراسة في كامل الاطوار التعليمية الابتدائي، المتوسط والثانوي، بسبب استمرار تردي احوال الطقس. كما شهدت أسواق الجزائر العاصمة، خلال الايام الاخيرة، ارتفاعا مفاجئا للمواد الاستهلاكية، خاصة الخضر والفواكه. ولقد أبدى المواطنون استياءهم من هذا الارتفاع، مطالبين السلطات بالنظر في هذه الوضعية السلبية. من جهتهم، أرجع التجار هذا الارتفاع إلى نقص التموين، وكذا عدم وجود إمكانيات لجلب السلع بسبب الثلوج التي تسببت في قطع عدة الطرق. كما أعلن الأمين العام لمديرية التربية بولاية تيسمسيلت، أحمد مزاري، أن الدراسة قد توقفت أمس الاثنين بمعظم المؤسسات التربوية بهذه الولاية بسبب استمرار سوء الأحوال الجوية. وأوضح مزاري أن السلطات الولائية اتخذت هذا القرار بالنظر إلى التساقط الكثيف للثلوج المصحوب بموجة البرد القارس، حيث أن معظم المؤسسات التربوية لمختلف الأطوار التعليمية قد أغلقت، أمس، لاسيما بالمناطق النائية والتي تعرف حالة من العزلة نتيجة هذه الظروف المناخية. وأضاف ذات المصدر أن بعض المؤسسات التربوية، خصوصا بعاصمة الولاية، قد فتحت أبوابها، لكن باقبال قليل من طرف التلاميذ الذين تعذر عليهم الإلتحاق بمؤسساتهم بسبب سوء الاحوال الجوية. ويتوقع أن تستأنف الدراسة، غدا الثلاثاء، عبر كامل المؤسسات التربوية بالولاية، وذلك ريثما تشهد الظروف المناخية تحسنا، يضيف نفس المسؤول. ولا يزال التساقط الكثيف للثلوج مستمرا لليوم الرابع على التوالي، حيث بلغ سمكه الليلة الماضية أزيد من 30 ستيمترا، مما تسبب في شل حركة المرور بمعظم الطرقات الوطنية والولائية استنادا إلى المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. كما تسبب سوء الاحوال الجوية، منذ نهاية الأسبوع الماضي، في عزل العديد من المناطق النائية، مع تسجيل نقص في مختلف المواد الأساسية، على غرار الخبز والحليب، فضلا عن قارورات غاز البوتان، حسبما أوضحته ذات المصالح.