أكد الرئيس التونسي محمد المنصف المروزقي عشية زيارته الرسمية للجزائر، بأن ما تنتظره بلاده من الجزائر يعتبر "جد هام"، موضحا بأنه سينتقل إلى الجزائر حاملا عدة أفكار تخص التنمية المشتركة.وشدد المرزوقي على أهمية وضرورة التنسيق الأمني بين دول المغرب العربي الخمس لتأمين هذه المنطقة المهددة فعلا بالتسلل الارهابي، كونها مناطق شاسعة وصحراوية، معربا عن استعداد بلاده للقيام بذلك مع الجزائر في نطاق مكافحة الارهاب والجرائم المنظمة. أبرز الرئيس التونسي في حديث خص به وكالة الانباء الجزائرية بأن "الانتظارات تبقى جد مهمة، وبأن زيارته للجزائر تعد رمزية"، باعتبار انه عاش مع الجزائر محنتها منذ طفولته وبأن والده كان من النشطاء المؤيدين لحرب التحرير الجزائرية. وشدد على ان هناك انتظارات تكتسي الطابع المحلي، وقال "أنتم تعلمون بأننا نمر بأزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة، وأن جيوب الفقر توجد وتنتشر بشكل رئيسي في مناطق حدودنا الغربية والجنوبية "، مبرزا بأنه سينتقل إلى الجزائر حاملا عدة أفكار تخص التنمية المشتركة لكل المناطق الحدودية بين البلدين"، وهنا تكمن انتظاراتنا المتعددة"، على حد قوله. ولاحظ الرئيس التونسي بأن هناك العديد من الاتفاقيات بين الجزائروتونس، "إلا أن التطبيق يعد ضئيلا"، وذكّر على سبيل المثال بوجود العديد من المواطنين التونسيين من أصول جزائرية ولدوا بتونس، بل ولد آباؤهم بتونس، ولا يعرفون الجزائر البتة، لكنهم يعتبرون لغاية الساعة كأجانب، واصفا ذلك ب "الأمر السخيف". وحسب الرئيس المروزقي الأستاذ في الطب والمناضل في مجال حقوق الانسان، فإن الأمر يتعلق بمسائل الاقامة والتنقل والملكية التي "لم تجد طريقها إلى الحل". ودعا البروفسور المرزوقي، في ذات السياق، إلى" تكريس إرادة سياسية قوية كي يشعر الجزائريون في تونس بأنهم في وطنهم، ويحس التونسيون في الجزائر بأنهم في بلدهم أيضا، وأكد المرزوقي أن هذه المشاكل ستتم تسويتها في غضون 2012. وفي هذ السياق، حث على ترقية الحريات الخمس أي حرية التنقل ببطاقة الهوية الوطنية فقط، وحرية العمل، وحرية الاقامة، وحرية الملكية، وحرية المشاركة في الانتخابات البلدية. وحول تسوية وضعيات حوالي 15 ألف جزائري يعيشون في تونس، والذين يواجهون مشاكل إدارية، اعتبر الرئيس التونسي "ان مسار تسوية هذه المشاكل قد تم الشروع فيه". وقال في هذا الصدد، إن هذا المسار "قد بدا فعلا وانني اتابعه شخصيا بدليل ان هذا الملف يوجد على مكتبي كما ان مستشاري الدبلوماسي مكلف بمتابعة هذه القضية.