تتواصل معاناة التلاميذ في العديد من المؤسسات التعليمية بولاية بجاية إلى حد الساعة والأسباب المباشرة التي أدخلت هذه المؤسسات في دوامة من الاضطرابات هي تبعات الحركة الاحتجاجية التي شنّها عمال الأسلاك المشتركة منذ قرابة شهر كامل، حيث حوصر المتمدرسون بالأوساخ والقاذورات التي تصنع ديكور حجرات التعليم، إضافة إلى غلق المطاعم المدرسية في المتوسطات والثانويات التي تتميز بالداخليات ونصف داخلي وكذا انعدام التدفئة بسبب انقطاع التيار الكهربائي خلال هبوب العاصفة الثلجية. هذه الوضعية أجبرت العديد من رؤساء المؤسسات على تسريح التلاميذ بدل إبقائهم تحت رحمة الظلام الدامس والبرد القارس، ولا شك أن استمرار هذه الوضعية لا تصب لا في مصلحة المتعلمين ولا الأساتذة، ومشكل استدراك التأخر في المقرر الدراسي يبقى الحائل الأكبر للقائمين على القطاع وخاصة أن الامتحانات الفصلية على الأبواب. ومن المنتظر أن تنظم بداية من يوم 26 من الشهر الجاري إلى غاية نهاية الأسبوع الأول من الشهر الداخل ويحدث هذا أمام صمت أولياء التلاميذ الذين لم يعودوا يكترثون بالمسار الدراسي الخاص بأبنائهم كما في السنوات الماضية، حيث تدحرجت الأمور إلى الحضيض وانقلبت الموازين وتغيرت قواعد اللعبة في الوسط الاجتماعي، أين أصبحت المادة هي المهيمنة والمسيطرة على المهام الجوهرية والرئيسية للخلية الأولى في المجتمع والمتمثل في التربية التي يبنى عليها الجانب الأخلاقي والسلوكي للفرد وبهذه الكيفية أصبحت المدرسة تواجه الصعوبات والتحديات وحيدة منفردة على أرض الواقع، وهذا في ظل الإصلاحات التي باشرتها الدولة من أجل منظومة تربوية عصرية وحديثة تستجيب لتطلعات الشباب وتؤمّن مستقبلهم العلمي والمعرفي ورغم الانعكاسات السلبية المسجلة والنقائص إلا أن القائمين على المؤسسات التعليمية وتحت الرعاية التامة للوصاية يحاولون كسر الجمود ومعالجة المشاكل المطروحة حسب الإمكانيات المتوفرة.