يطير اليوم المنتخب الوطني باتجاه العاصمة الغامبية بانجول انطلاقا من باريس عبر رحلة خاصة وذلك تحسبا للمباراة الهامة التي تنتظره بعد غد أمام المنتخب الغامبي في إطار الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013، ويأتي ذلك بعد إجراء تربص قصير جدا لم يدم أكثر من يوم واحد في مركز ليوناردو دي فينشي بالعاصمة الفرنسية وهو المركز الذي سبق وأن تدرب فيه الخضر تحضيرا للمباراة التصفوية أمام منتخب السينغال سنة 2007، حيث يكون المحترفون الأربعة بودبوز، كادامورور، فيغولي ومطمور قد التحقوا بالمعسكر صبيحة اليوم بعدما شاركوا مع أنديتهم في مختلف الدوريات فيما وصل اللاعبون المحترفون الخمسة شاوشي، دوخة، جابو، مترف، عودية خلال ظهيرة أول أمس رفقة الطاقم الفني المساعد وبقية المسؤولين والأعوان بالإضافة إلى مدافع نادي لاخويا القطري مجيد بوقرة الذي كان أول محترف يصل إلى المعسكر، وكان المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش ومساعده نور الدين قريشي في انتظار الجميع بالمطار، وبعد ذلك كان الموعد مع أول حصة تدريبية، في حين فقد التحق باقي المحترفين بالمجموعة في الأمسية ويتعلق الأمر بكل من قادير، مجاني، مهدي مصطفى، لحسن، قديورة، بوعزة وشعلالي فضلا عن الحارس رايس مبولحي. الشروع في العمل النفسي والتكتيكي فور الوصول إلى غامبيا ومن المنتظر أن يستكمل الناخب الوطني برنامجه التحضيري فور الوصول إلى بانجول وذلك من أجل التعود على الأجواء العامة سواء المناخية منها أوتلك التي يعيشها الشارع الغامبي، حيث سيركز أكثر على الجانب النفسي من أجل إبعاد الضغط عن اللاعبين خاصة الجدد منهم والذين يكتشفون أدغال القارة السمراء لأول مرة على ذكر كادامورو وفيغولي وحتى شعلالي، ويأتي ذلك في وقت يستعد فيه أنصار المنتخب الغامبي للنيل من معنويات الخضر بكل الأساليب الإفريقية المعروفة قصد قتل الإرادة لديهم، كما سيخصص حاليلوزيتش حيزا هاما لشرح الخطة التي ينوي مواجهة العقارب بها، إذ ان الجانب التكتيكي مهم جدا في مثل هذه المواجهات التي يعتمد فيها المنافس على اللياقة البدنية والتدخلات العنيفة وبالتالي فمن الضروري اختيار خطة ذكية تجنب رفقاء مصباح مجهودات كبيرة في الميدان. الأنصار يختارون التشكيلة الأساسية والكل يقدم شاوشي على مبولحي يرى الكثير من المتتبعين لشأن المنتخب الوطني وبالخصوص أخبار ومستجدات اللاعبين المحترفين والمحليين بأنه بناء على المتابعة الدقيقة لمشوار كل عنصر في ناديه ومدى فعاليته ومساهمته في تحقيق النتائج الإيجابية، فإن الناخب الوطني سيضع الثقة بنسبة كبيرة في التشكيلة التالية شاوشي، مصباح، بوقرة، بن طيبة، عنتر يحي، لحسن، قديورة، بودبوز، فيغولي، مطمور وغزال، حيث أن هؤلاء يعتبرون الأكثر استعدادا من جميع الجوانب خاصة وأنهم يتمتعون بروح تنافسية كبيرة بالنظر إلى مشاركتهم الدورية في التشكيلة الأساسية وكذلك مساهمتهم الفعالة في التأثير على نتائج أنديتهم، فالحارس شاوشي استعاد الكثير من إمكانياته مع مولودية الجزائر حتى أن مدرب الحراس في المنتخب، كاوة، دافع عنه بقوة لدى حاليلوزيتش بعدما لاحظ بأنه يتمتع بكامل مميزات الحارس الكبير، وهذا عكس مبولحي الذي يبقى مستواه متذبذبا مما يجعله يتدحرج إلى منصب الحارس الثاني خصوصا وأن شاوشي يملك الخبرة الإفريقية الكافية مقارنة به. التغيير قد لا يمس الدفاع سوى إمكانية إقحام كادامورو وفي الدفاع، فإن منصب الظهير الأيسر لا نقاش فيه ولا يمثل أي مشكل بالنسبة للناخب الوطني، حيث سيكون نجم ميلان الإيطالي جمال مصباح في الموعد دون أي شك لا سيما وأن منافسه الوحيد على ذات المنصب نذير بلحاج غائب عن المواجهة، فيما يبقى مدافع شبيبة القبائل حسين مترف البديل المناسب له في حال حدوث أي طارئ، وعلى الرواق الأيمن، فإن مدافع ريال سوسيداد الإسباني كادامورو يعتبر المرشح الأكبر لاحتلاله خاصة وانه يعتبر متعدد المناصب ومن الممكن أن يعتمد عليه المدرب نظرا لغياب لاعب متخصص في هذا المنصب، وهذا في وقت يبقى فيه مهدي مصطفى ناقص منافسة رغم كونه أدى مباريات كبيرة على نفس الرواق خاصة أمام المنتخب المغربي في عنابة، وبالمقابل يبدو أن حاليلوزيتش سيحافظ على نفس التقاليد في منطقة محور الدفاع وهو إقحام الثنائي بوقرة وعنتر يحي نظرا لعودتهما إلى مستواهما وتمتعهما بالخبرة والتجربة على الميادين الإفريقية وهي الميزة التي تعتبر في غاية الأهمية في هذه المباراة. مكانة لحسن، مطمور وبودبوز لا نقاش فيها وقديورة وفيغولي في الشك بينما يرشح الكثيرون كل من لحسن وقديورة في الوسط الدفاعي نظرا لكفاءتهما الكبيرة في استرجاع الكرات وكسر الهجمات، ولكن إذا كانت مكانة لحسن لا نقاش فيها، فإن دخول قديورة كأساسي لن تكون مؤكدة وهذا رغم عودته للمنافسة إثر انتقاله إلى صفوف نوتينغهام فوريست على شكل إعارة بعدما عانى كثيرا مع مدرب وولفهامبتون، وذلك نظرا لتواجد لموشية في أفضل لياقة فضلا عن كونه أكثر خبرة، وفي منطقة الوسط الهجومي، فإن اختيار المتتبعين يقع على نجم سوشو الفرنسي بودبوز والوجه الجديد فيغولي، حيث أنهما يتواجدان في أحسن أحوالهما ويشهدان تألق لافت مع فريقيهما بالإضافة إلى تمتعهما بحس تهديفي كبير وتميزهما بالسرعة والخفة عند الاقتراب من منطقة العمليات، في حين فإنه وبالنظر إلى تركيبة القاطرة الأمامية، فإن كلا من مطمور وغزال يتواجدان في أحسن رواق للدخول ضمن مجموعة ال 11، حيث يمكن لمهاجم اينتراخت فرانكفورت أن يستغل جاهزيته التامة وتنافسيته للقضاء على هاجس الصيام عن التهديف خصوصا وأنه أصبح هدافا حقيقيا في فريقه، في حين يمكن أن يكون غزال منسقا بين الوسط الهجومي ومطمور كما يستطيع المدرب استغلال قوته البدنية للتوغل وتجسيد الكرات الثابتة فضلا عن ذكائه في الإستفادة من الأخطاء وتشديد الضغط على دفاع المنافس مع جلب أكبر عدد من المدافعين نحوه مما يترك المجال لزملائه. ستة محترفين غامبيين يغيبون عن مواجهة الخضر استدعى مدرب المنتخب الغامبي بيتر جونسون بونو23 لاعبا، منهم 16 محترفا، تحسبا لمباراة هذا الأربعاء أمام المنتخب الوطني، حيث طلب أربعة لاعبين محترفين، سبق وأن استدعاهم الناخب الغامبي لهذا الموعد، الإعفاء من مواجهة الخضر لأسباب مختلفة، ويتعلق الأمر بالحارس با ديمبوتوراي، عبد الرحمان دامفا، لامين ساماتي وسايني نياسي، ومن جهة أخرى، سيغيب المهاجمان داودا باه المحترف ضمن صفوف نادي أوغسبورغ الألماني ولاعب فريق مونس البلجيكي إبراهيما إيبوساواني عن ذات المباراة بسبب الإصابة. هذا ويذكر أن مدرب غامبيا الجديد، بيتر جونسون بونو خلف المدرب السابق البلجيكي بول بوت، الذي تم إبعاده بعد إخفاقه في الوصول مع الفريق إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، حيث يرتبط بونومع الاتحاد الغامبي لكرة القدم بعقد مدته سنتين، ويعتبر هدفه الأساسي هوتأهيل غامبيا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013.