أكد المحافظ العام للصالون الدولي الأول للتكنولوجيات والخدمات وتجهيزات قطاع البيئة، سيلفي فورن، أمس الاثنين، أن الجزائر قطعت فعلا أشواطا كبيرة في جملة مشاريع التأهيل البيئي وتثمين الأنظمة الايكولوجية، لكن ما يزال عمل كبير أيضا ينتظر الفاعلين الأساسيين في هذا القطاع، والذي يتطلب حسبه دعم نسيج الشراكات البيئية بين المتعاملين الجزائريين ونظرائهم الأجانب للاستفادة من الخبرات والتكنولوجيات الحديثة المتوصل إليها في هذا المجال، وذكر خصوصا قطاع المياه ومعالجة النفايات وأنظمة الاسترجاع التي ما تزال الجزائر تعاني نقصا فادحا فيها. وأضاف سيلفي فورن في تصريح له على هامش حفل افتتاح الصالون الدولي الأول للتكنولوجيات والخدمات وتجهيزات قطاع البيئة بنزل الهلتون بالعاصمة، والذي سيستمر إلى غاية 7 مارس الجاري، حضرته السيدة "بوجمعة.ع" الأمينة العامة لبرامج التأهيل البيئي بوزارة البيئة وتهيئة الإقليم نيابة عن الوزير شريف رحماني، أضاف أن قطاع البيئة عموما في الجزائر مر بمراحل عديدة وتطور تدريجي، لكن بوتيرة بطيئة نسبيا بالنظر إلى اعتبارات عديدة. لكن وخلال العشرية الماضية، حقق أداء محمودا، سيما على صعيد مشاريع التأهيل البيئي وتثمين الأنظمة الايكولوجية ومرافقتها تقنيا، وأيضا إرساء ثقافة بيئية جوارية ساهمت كثيرا في إعطاء دفع قوي للقطاع الذي عانى لعقود طويلة حسب المحافظ العام للصالون من التهميش، في وقت كان جديرا بالسلطات العمومية إعطاءه الأولوية القصوى، لأنه يرتبط بشكل وثيق بكل استراتيجيات التنمية المستدامة في كل القطاعات الاقتصادية، وخصوصا الفلاحية منها والصناعية. من جهتها، قالت الأمينة العامة لبرامج التأهيل البيئي بوزارة البيئة وتهيئة الإقليم، إن المخطط الوطني لتهيئة الإقليم الجزائر آفاق 2020 سيمكن القطاع أولا من تحديد أولوياته على درجات، وأيضا رصد الثغرات والفجوات التي من شانها إعاقة تفعيل برامج المرافقة التقنية للمشاريع المسطرة، خصوصا مشاريع تهيئة الساحل وحماية المناطق الرطبة وإعادة ضبط وتنظيم خارطة النشاطات الصناعية في التجمعات الحضرية، وأخيرا دعم برناج مكافحة التلوث البيئي الذي شرع فيه منذ سنة 2003 بالتعاون مع مجمعات دولية عديدة، خصوصا الألمانية منها. وقالت المسؤولة إن هذا المخطط يقتضي ولتفعيله وسائل وأنظمة وعتادا تكنولوجيا، لذلك ترى في هذا الصالون فرصة لربط علاقات تعاون وشراكة بين المتعاملين الجزائريين في القطاع وموفري الخدمات والحلول الأجانب والمجمعات الممونة بالعتاد والتجهيزات. ويشارك في الطبعة الأولى لهذا الصالون، أكثر من 50 شركة ما بين جزائرية من القطاع العمومي والخاص، وأجنبية قادمة خصوصا من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وتركيا وإسبانيا، حيث تعرض آخر ما توصلت إليه التكنولوجيات في قطاع البيئة وبحث فرص للتسويق، وأيضا لإبرام شراكات مع نظيراتها الجزائرية. الصالون سيعرف أيضا تنظيم ملتقيات متخصصة وأياما دراسية على الهامش، ينشطها خبراء بيئيون جزائريون وأجانب تتمحور أساسا حول القضايا والملفات البيئية الراهنة، ليس في الجزائر فحسب، بل في المنطقة المتوسطية عموما.