تجرى، اليوم، بقية مباريات الدور ثمن النهائي لكأس الجمهورية، والتي ستعرف من دون شك إثارة كبيرة نظرا لدخول فرق القسم الأول المحترف المنافسة. ولعل المواجهة التي تجلب أكبر عدد من الأنظار؛ هي تلك التي سيكون ملعب عمر حمادي ببولوغين مسرحا لها وستجمع بين اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل، وذلك بالنظر لرغبة كل منهما في بلوغ ادوار متقدمة، فضلا عن كون منافسة السيدة الكأس أحد أهم أهداف هذا الموسم. فالإتحاد سيحاول استغلال عاملي الأرض والجمهور لصالحه من أجل انتزاع تأشيرة التأهل، خاصة وأن "المسامعية" لن يتسامحوا أبدا في حال التعثر قياسا بالتحضيرات الحثيثة التي يقومون بها للتنقل بقوة إلى الملعب، لا سيما وأن المنافس يعتبر حامل اللقب ويملك هو الآخر تقاليد في المنافسة. ومن جهته، قام رئيس الإتحاد علي حداد بتوفير كل الإمكانيات لفريقه، خاصة المالية منها، وذلك بمنح علاوات المباريات السابقة عشية هذا "الكلاسيكو" من أجل تحفيز لاعبيه على أداء مباراة كبيرة وتحقيق التأهل. وأكثر من ذلك، فهو يريد التتويج بالكأس لاستعادة الأمجاد الضائعة وتبرير الأموال الضخمة التي رصدها لبناء فريق الأحلام، وهو يدرك جيدا بأن الإقصاء اليوم من شأنه أن يدخل الفريق في حالة من اللاإستقرار ويساهم في غضب الأنصار، وبالتالي فقد يفقد شعبيته ومصداقيته بعدما وعد "المسامعية" بالتتويج بالثنائية هذا الموسم. ومن الجهة المقابلة، ستكون المواجهة هامة جدا في حسابات رئيس الشبيبة حناشي، حيث أنه يراهن كثيرا على الفوز بها لإعادة الإعتبار لشخصه في خضم المشاكل العويصة التي يعيشها هذه الأيام وتعالي الأصوات المنادية باستقالته من رئاسة الفريق، وهو ما يبرز في العلاوة المغرية التي رصدها للاعبيه في حال التأهل، ويعتقد بأن تجاوز عقبة الإتحاد سينسي الأنصار ما يحدث داخل البيت القبائلي بسببه وكذلك النتائج المتواضعة المسجلة في البطولة، بينما يدرك جيدا بأن الإقصاء سيخلق له متاعب إضافية كبيرة ويدفعه للمواجهة المباشرة مع أنصار الفريق، فضلا عن اتخاذ ذلك كذريعة لتجديد المطالبة بإبعاده من الرئاسة. إيغيل في مواجهة خاصة وكعروف يراهن على إرادة أشباله ومن الجانب التكتيكي، سيكون الصراع على أشده بين المدربين مزيان إيغيل ومراد كعروف، ولو أن لمسة المدرب لن تظهر كثيرا في مثل هذه المواجهات، حيث يعيش إيغيل ضغطا رهيبا لكونه مطالب بقيادة تشكيلته ليس إلى الفوز اليوم فقط بل إلى المباراة النهائية، وتعتبر المواجهة خاصة جدا بالنسبة إليه، حيث سيجد نفسه وجها لوجه مع فريقه السابق وأنصاره الذين أحاطوه باحترام كبير وساندوه بقوة في حربه مع حناشي. ومن المنتظر أن يستغل معرفته الجيدة للبيت القبائلي وطريقة لعبه وكذلك نقاط قوة وضعف كل لاعب لإعداد الخطة المناسبة للإطاحة ب "الكناري"، وقد ركز على الجانب البدني لكون طابع المباراة يفرض ذلك، إذ أن التأهل سيلعب إلى غاية اللحظة الأخيرة، وبالتالي فمن الضروري الإعتماد على لاعبين قادرين على التحمل، وينوي الدخول بخطة هجومية لاستغلال الاستعداد الجيد لمهاجميه مقابل الضعف الذي لاحظه على خط دفاع الشبيبة. ومن جهته، اعترف كعروف بصعوبة المواجهة لكون الإتحاد سيلعب أمام أنصاره غير أنه يبقى متفائل بقدرة لاعبيه على صنع الفارق، حيث قال إن طابع المنافسة لا يعترف بموازين القوى المعروفة، وإنما التأهل يلعب على جزئيات صغيرة وبالتالي فهويعول أكثر على إرادة أشباله، وقد عبر عن ارتياحه لعودة العناصر الأساسية إلى المنافسة بعد غيابها بسبب الإصابة والعقوبة خلال المباريات الأخيرة، ويتعلق الأمر بكل من تجار، العرفي، بولمدايس وحيماني، إذ أن ذلك سيوفر له خيارات عديدة. العميد في مهمة إنقاذ الموسم وستعيش عاصمة الزيانيين مباراة مثيرة أخرى بين وداد تلمسان ومولودية الجزائر، حيث يريد أشبال عمراني استغلال المعطيات المتوفرة والتي تلعب في جهتهم من أجل انتزاع تأشيرة المرور إلى الدور ربع النهائي للسيدة الكأس، وبالتالي إتاحة الفرصة لبلوغ الدور النهائي والذي يعتبر الهدف الأول للإدارة التلمسانية هذا الموسم، فالمباراة تجرى أمام أنصارهم، وبالتالي الإستفادة من الدعم المعنوي، كما أن تمتعهم بصحة جيدة في البطولة مقارنة بالمنافس سيكون له دور مهم. وأكد عمراني بأن فريقه لم يقم بتحضيرات خاصة لهذه المواجهة نظرا لكونها مختلفة عن منافسة البطولة، وقال إن التأهل يصنعه اللاعبون بإرادتهم، بينما اقتصر دوره على الجانب النفسي فقط. ومن جهتها، ستدخل المولودية مباراة اليوم بمعنويات منحطة بعد الهزيمة القاسية التي تلقتها الثلاثاء الماضي على يد جمعية الشلف، حيث لا يزال اللاعبون تحت الصدمة، رغم المجهود النفسي الذي يقوم به المدرب بوهلال رفقة مساعده مڤلاتي. وقد أكد هذا الأخير بأن تلك الرباعية أثرت كثيرا في المجموعة، ولكنه حاول إقناعهم بضرورة نسيان الأمر والتفكير في مواجهة تلمسان التي تعتبر مصيرية وحاسمة للعميد لكون منافسة الكأس تبقى الجبهة الوحيدة التي يمكن إنقاذ الموسم بها، وبالتالي فينبغي على رفقاء جاليط الرمي بكل ثقلهم لتحقيق التأهل وتجنب الدخول في متاهات جديدة وصدامات أخرى مع الأنصار. الشلف والوفاق في أفضل رواق
وبملعب بومزراق، سيكون الموعد مع مباراة جمعية الشلف وشباب عين جاسر، حيث يبدو التأهل في متناول الجوارح إذا تم القياس بموازين القوى المعروفة واحتساب المعطيات المتوفرة، غير أن منافسة الكأس عوّدتنا دوما على مفاجآت من العيار الثقيل وقد فعلها من قبل فريق الحساسنة المغمور مع شبيبة بجاية التي تلعب رابطة الأبطال الإفريقية، ولذلك فقد حذر المدرب سعدي أشباله من مغبة الوقوع في فخ التساهل وطالبهم بالجدية، خاصة وأن المنافس سيلعب دون ضغط ولا عقدة. كما أن وصوله إلى هذا الدور، سيحفزه أكثر ويفتح له الشهية لمواصلة المسيرة. ومن جهته، دعا الرئيس مدوار رفقاء زاوي إلى الدخول بنفس الإرادة التي واجهوا بها المولودية مؤخرا. وعلى صعيد آخر، قد تكون مهمة وفاق سطيف أصعب بميدانه أمام شبيبة الساورة. حيث ورغم فارق الإمكانيات المادية والتركيبة البشرية وعامل الخبرة والأرض والجمهور، إلا أن التأهل غير مضمون بالنسبة للكحلة.. ويرى المدرب السويسري غيغر بأنه يتخوف فقط من الإرهاق بسبب كثافة الرزنامة، لا سيما وأن لاعبي الساورة تمكنوا من الإسترجاع واستعادة الأنفاس، وبالتالي فهم أكثر استعدادا من الناحية البدنية، لهذا فهو يراهن على الدعم المعنوي للأنصار. وتتطلع الشبيبة إلى إحداث المفاجأة كما فعلتها في البطولة، إذ أنها تحتل الصف الثاني حاليا، إذ لم يبد الطاقم الفني أي تخوف من قوة الوفاق وأكد المدرب بأنه سيلعب حظوظه إلى آخر لحظة. جدول المباريات اليوم على الساعة 17.00 إتحاد العاصمة شبيبة القبائل جمعية الشلف شباب عين جاسر وداد تلمسان مولودية الجزائر وفاق سطيف شبيبة الساورة