يعاني سكان منطقة واد قلال التابعة إداريا لبلدية ڤوراية بولاية تيبازة، من عدة نقائص ومشاكل تحيط بحيهم وتنغص يومياتهم من خلال بقاء أرضية الطريق الرابطة بين المنطقة والطريق الوطني رقم 11 على حالها، فهو عبارة عن مسلك ترابي مليء بالحفر والتعرجات، يقطعه وادي يصعب حركة المرور عبره. حيث أبدى سكان واد قلال التي تبعد بحوالي 8 كليومترات جنوب غرب بلدية ڤوراية ل "الأمة العربية"، إستياءهم الشديد من التهميش والتجاهل الذي مس مجمعهم السكني، الذي يفتقر لأدنى ضروريات المعيشة، على غرار الإنارة العمومية وندرة المياه. فالمياه الصالحة للشرب تعتبر الهاجس الأكبر الذي يؤرق سكان المنطقة، الذين يتحمّلون مشاق البحث عن قطرة ماء تسد عطشهم، خاصة في فصل الصيف حسب ما تحدث به البعض للذين تقربنا منهم وعبروا لنا عن وضعيتهم المزرية في ظل إنعدام ونقص المياه، ما يضطرهم لشراء خزانات المياه لتوفير وتلبية حاجياتهم. الحالة المتدهورة للطرقات المؤدية إلى المنطقة، مشكل آخر يشغل قاطنيها، فهي عبارة عن مسلك ترابي مليء بالحفر ومتعرج لا يصلح للإستعمال، حيث طالب السكان بإنجاز مشروع تعبيد الطريق الرابطة بين منطقتهم واد قلال والمدينة، وتوفير وسائل النقل لتخفيف معاناتهم مع المسافة الطويلة التي يقطعونها للوصول إلى مقر سكناهم، بالإضافة إلى فك العزلة عنهم وعن الدواوير المجاورة للمنطقة. كما طالب سكان المنطقة التدخل السريع للسلطات المحلية لبلدية ڤوراية وأيضا الولائية لإنجاز مشاريع تنموية تساهم في إنعاش الحياة في المنطقة، أهمها السكنات الريفية التي استفادت منها مختلف المناطق الريفية عبر الولاية، باستثناء منطقة واد قلال دون أن يفهم قاطنوها لماذا هذه العزلة، علما أن المنطقة لا تتوفر على أية محلات تجارية، ولومحل للمواد الغذائية اليومية البسيطة التي تضطر سكنانها إلى إقتناء حاجياتهم الضرورية من مدينة ڤوراية التي تبعد مسافة معتبرة عن المنطقة ويقطعونها مشيا على الأقدام، وعندما يستلزم الأمر يقومون بكراء سيارات الأجرة لنقل المواد التي يشترونها إلى منازلهم بأسعار مرتفعة، وهذا لغياب حافلات نقل المسافرين. وإشتكى سكان المنطقة عدم تزويدهم بخدمة النقل المدرسي لمساعدة أبنائهم المتمدرسين في المؤسسات التربوية بڤوراية الذين يتحملون قطع المسافة الطويلة لمزاولة دراستهم، حيث صرح لنا بعضهم أن هذه الظروف القاسية التي يعايشونها هي السبب في كثير من الأحيان في ترك معظمهم لمقاعد الدراسة. وفي نفس السياق، طالب الشباب بإستحداث المرافق الحيوية في منطقتهم لتفجير مواهبهم وإحتواء أوقات فراغهم التي تمر مثل بعضها دون أن يفعلوا أي شيء، أويمارسوا أي نشاطات تعود عليهم بالفائدة. وفي ظل هذه الأوضاع المزرية التي يعيش فيها سكان منطقة واد قلال، وتؤثر سلبا على تطور نمط حياتهم، يبقى أملهم كبيرا في أن يحظوا بإلتفاتة من طرف السلطات المحلية لحل مشاكلهم وفك العزلة نهائيا وإنجاز مشاريع تنموية بمنطقتهم.