لا يكاد الزائر اليوم لمنطقة سد السباع الواقعة شمال بلدية الزعفران، يقف على تغيرات إيجابية تذكر تخص الواقع المعيشي الصعب لسكان تجرعوا مرارة الإرهاب خلال سنوات الجمر، من خلال برامج تنموية من شأنها أن ترفع الغبن عنهم. هذا الأمر خلق لدى السكان واد السباع "شعبة بن كربوع"شعورا بالإقصاء والتهميش، ولاسيما في صفوف شباب المنطقة الذي بات يغرق في البطالة كما حدثنا مرافقنا "المريني أحمد"ممثل المنطقة. يعيش سكان سد السباع التابعة إقليميا لبلدية الزعفران والتي تبعد عنها ب 30 كلم وعن عاصمة الولاية 45 كلم أوضاعا اجتماعية مزرية وصعبة تتجلى من خلال مظاهر الفقر والحرمان والبؤس الذي أصاب المنطقة منذ أزل جراء الأوضاع بالإضافة إلى الركود الذي عرفه قطاع الفلاحة بهذه المنطقة كونه أهم مورد رزق لسكانه ووقد زاد الأوضاع سوءا نسيان المسؤولين في التكفل بمشاكل المواطنين المختلفة . السد بدون جسر : كانت بداية دخولنا لهذه المنطقة أول العقبات في طريقنا لسد السباع عدم وجود جسر الذي من شأنه فك العزلة لتسهيل حركة المرور وهوعائق يقف أمام سكان هذه المنطقة وهومن أسباب نزوح الكثير من السكان الأمر الذي جعل الكثير من المتمدرسين وخاصة أطفال المتوسط والثانوي من التوقف عن الدراسة نهائيا والمحظوظون منهم من يجدوا الصرح ( الرعي ) والباقي منهم يبقى تحت"الحيطيست " رحلة التحدي اليومية للتلاميذ : قليل جدا ممن تحدوا الظروف الصعبة وأرادوا رغم كل الظروف أن يواصلوا دراستهم ليجدوا أنفسهم أمام مشقة كبيرة لا يتحملها حتى الكبار بالإضافة لصعوبة المسلك ومخاطر الطريق إلاَ أن المسافة المقطوعة يوميا 45 كلم ذهابا وإيابا إلى عاصمة الولاية بدون أكل أحيانا وتحت برودة الطقس إنها رحلة التحدي بكل المقاييس لهؤلاء التلاميذ في غياب وسيلة نقل ونقصد بذلك غياب النقل المدرسي . منطقة خطرة بلا استعجالات : مشاكل ومعاناة هذه المنطقة التي لم يعترف بها أي أحد من المسؤولين يضاف إليها غياب الصحة فهي لا تتوفر على أية قاعة للعلاج أوحتى عيادة متنقلة يضاف إلى مشاكل الطريق السالفة الذكر حتى أن المنطقة توجد في مكان خطر أين تكثر الزواحف والحشرات والحيوانات الضالة كالخنازير والكلاب المفترسة ومازال أهلها يعتمدون على الأعشاب الطبيعية للتداوي رغم ما تسببه في أحيان كثيرة تنعكس بالسلب على متناولها . منطقة جوفية تبحث عن قطرة ماء : معاناة السكان بهذه المنطقة لاتنحصر على ما ذكرنا فقط حيث تضاف إليها رحلة شاقة ومتعبة أنها رحلة البحث عن الماء وعلى مسافة 8 كلم فقد تجد الأهالي بها يقمون بجلب هذه المادة الحيوية من منطقة" الفكيرين "ومنطقة الدفنة وهذا عن طريق الوسائل البدائية وأحيانا يقمون بشرائها وبأثمان قد تصل ألف دينار وهذا عن طريق الصهاريج رغم أن منطقة سد السباع منطقة جوفية وكان بإمكان السلطات حفر آبار لهؤلاء في إطار الدعم الريفي أوالفلاحي وهذا حسب محدثنا. الفلاحة رهينة مشاريع معطلة : السكن الريفي من أهم انشغالات سكان سد السباع، فقد استفاد في السنوات الماضية قرابة 05 فلاحين فقط أما الباقي فمازال يتحصر من قلة حيلته وقصر اليد وينتظر في (الدالة) من البلدية، لتبقى الفلاحة في هذه المنطقة تعاني في غياب آبار للسقي الأمر الذي سيجعلها مهددة بالتصحر. عائلات تريد البقاء ...... وشباب يتطلعون إلى غد أفضل نهاية رحلتنا جمعتنا في الأخير بشباب هذه القرية، فقد حدثونا كثيرا بهمومهم ومستقبل منطقة سد السباع المجهول، حيث قال لنا (ممثل المنطقة) أقدم سكان المنطقة أن منطقتهم لم تزرها الصحافة وأن جريدتكم هي أول صحيفة تزورنا وترفع انشغالاتنا، حيث صرح لنا المتحدث أن شباب القرية حرموا من أبسط حقوقهم المتمثلة في المرافق الخاصة بالتسلية والرياضية والثقافية، ونقطة أخرى توقف عندها (محمد) أن القرية تفتقد لمسجد إذ يتنقل المواطنون لأداء صلواتهم في عاصمة الولاية الذي تبعد عنهم ب 45 كلم، أما آخر فقد أضاف : لوتفكر السلطات في تلبية انشغالاتهم ومعاناتهم ..من كهرباء وحفر آبار وبناء جسر وقاعة علاج وتوفير النقل المدرسي للمتمدرسين ومساعدتنا في بناء السكنات الريفية، لن نتخلى عن أراضينا ونقوم من جديد بإصلاحها لنجعلها متيجة الجلفة . فهل ستكون "الأمة العربية" فأل خير على هؤلاء ...؟