آفة التدخين تغزو مراكز التربية والتعليم ببرج بوعريريج "التدخين مضر بالصحة، حفظنا هذه العبارة المتوافرة على جميع علب السجائر والإعلانات المرتبطة بها، لكننا ندخن"، هي الجملة الأولى التى تحدث بها سمير الذي التقيناه بحائط ثانوية السعيد زروقى ببرج بوعريريج، وهو تلميذ بالسنة أولى بذات الثانوية. الكثير من التلاميذ لا يختلفون عن فكرة سمير عبر الثانويات التى زرناها ببرج بوعريريج، واندهشنا للنسبة الكبيرة للتلاميذ المدخنين، حيث تزداد يوماً بعد يوم قوافل المدخنين والأطفال المدخنين، ما يفاقم الشعور بحجم المسؤولية بتوعيتهم ومحاولة تخليصهم من إدمانهم بعد ذلك، الأمر الذي يعني بالضرورة الدفع بموازنة ضخمة لتوفير وسائل التوعية والعلاج. ولعلنا نلاحظ زيادة ظاهرة التدخين في الوسط التعليمي، خصوصاً وسط طالبات المدارس، وفي الغالب يكون للمدخنة صديقات مدخنات أو أقارب يشجعونها على تعاطيه والتورط في إدمانه. وغالباً ما تكون علاقة الفتاة المدخنة بأسرتها ضعيفة، مقارنة بقوة علاقتها بزميلاتها، وتشترك الفتيات المدخنات في قواسم مشتركة؛ أبرزها حب المخاطرة والتمرد على الأنظمة وقوانين الأسرة، وهناك اعتقاد خاطئ بانتشار التدخين بنسبة أكبر منه في الواقع، ما يغري الشبان والفتيات بممارسته، إضافة إلى عدم الإلمام بآثاره السلبية. وكان يظن أن تدخين الفتيات أقل ضرراً منه عند الرجال، ومازال هذا الوهم يجد رواجاً بين الفتيات، حتى صار التدخين لدى الفتيات متفشيا، أحيانا تحت مسمى الموضة والوجاهة الاجتماعية، وبدأت بعض الفتيات في الإقبال على أنواع فاخرة من السجائر. الحقيقة أننا سمعنا عن تلميذات يدخن بثانوية علي ماضوي برج بوعريريج من طرف زملائهن، لكننا لم نستطع رؤيتهن رغم ترصدنا لهن لثلاثة أيام كاملة، خاصة وأنه لم يسمح لنا بدخول الثانوية. ليست الثانويات وحدها التى انتشرت فيها هذه الآفة، بل حتى بعض الابتدائيات ببرج بوعريريج، وجدنا فيه أطفالا لم يتعد عمرهم 10 سنوات يدخنون، إن لم نقل مدمنين، كحال الطفل أحمد وياسين بإحدى الابتدائيات المعروفة ببرج بوعريريج، والذي وجدناه يهم بإشعال سيجارة عند مدخل الابتدائية. * المسؤولية يتحمّلها الجميع وعن مخاطر التدخين على تلميذ المدارس، يقول الأستاذ جمال بثانوية فرحات عباس، إن بعض التلاميذ يعتبرون التدخين وسيلة لتقدمهم، مما يؤدي إلى عدة أضرار، ومنها سرطان الرئة في سنة مبكرة، والتهاب القصبات المزمن، إضافة إلى نقص التركيز والانتباه لدي التلميذ. انتشار التدخين في المدارس مسؤولية تقع على عاتق الأهل والوالدين، من خلال التربية بالقدوة ومتابعة الأولاد ومراقبة شبكة علاقاتهم وطريقة توجيههم ونصحهم بنهج وسيلة لتقويم الأخطاء السلوكية، بطريقة تنعكس مباشرة على أنفسهم. فإن أحسن الوالدان التوجيه والمتابعة والتقويم، وتجنبا أن يكونا من المدخنين؛ سيكون لهما أثر فعال في إيجاد جدار حماية نفسية تقي الطفل حين يكبر، من الانزلاق في مشكلة التدخين، مهما تعرض لمواقف انفعالية. كذلك تشترك وسائل الإعلام المختلفة بما تبثه من برامج وإعلانات ومناظر ومشاهد، فيها إعلاء من شأن المدخنين. ويأتي في المرتبة الأخيرة، دور المدرسة التي يصل إليها الطالب بسلوك جاهز يمارسه بين جدرانها ويقتصر دورها في المراحل الثانوية على متابعة سلوك التلاميذ داخل حدودها، وقد تساهم المدرسة في مراحل مختلفة في تعميق توجه التلميذ للتدخين من خلال المدرس المدخن أمام تلاميذه. لذا، يجب تضافر الجهود وتعميق الوعي وإحسان التربية، فالإنسان نتاج مجتمع يتأثر به ويؤثر فيه في مراحل مختلفة من حياته. التدخين والقهوة يسببان هشاشة العظام حذر تقرير إخباري من أن المشروبات الغازية والتدخين وشرب القهوة، تسبب مرض هشاشة العظام.وأشارت الدكتورة وفاء فقيه إلى أن ممارسة التمرينات الرياضية والتعرض لأشعة الشمس بصورة كافية وتناول الأطعمة التي تحتوي على كميات مناسبة من الكالسيوم، تحد من النسب المرتفعة لهشاشة العظام.وحذرت من بعض السلوكيات الخاطئة بالنسبة لبعض الأطعمة والمشروبات التي تؤثر سلبيا على العظام، مثل التدخين وتناول المشروبات الغازية التي تحتوي على الكولا، والإسراف في شرب القهوة وتغيير نمط الحياة الذي يعتمد على الجلوس لفترات طويلة وقلة الحركة. وفي حال الإصابة، يتوجب على المريض استخدام الأدوية التي تؤدي إلى رفع كثافة العظام وتحسين نوعيته بشكل عاجل لتفادي المضاعفات الخطيرة لهذا المرض.وأوضحت أن هشاشة العظام من الأمراض الأكثر انتشاراً في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن الهشاشة تعني النقص في كثافة وكتلة المكونات "العضوية وغير العضوية" في العظام، الذي يؤدي إلى تغير في كمية ونوعية العظام رغم بقاء الحجم الخارجي للعظام طبيعيا، مما يؤدي إلى ضعف وهشاشة العظم ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالكسور.