في حين يتزايد اهتمام المجمعات الاقتصادية الكبرى للاستثمار المباشر في الجزائر قفز حجم التبادل التجاري بين الجزائر ومصر إلى مستويات غير مسبوقة على الإطلاق حيث حقق ارتفاعا قدره أكثر من 160 بالمائة خلال الأشهر الست الماضية ليصل إلى 1.290 مليار دولار، بعد أن كان لا يتجاوز 490 مليون دولار خلال نفس الفترة العام الماضي 2011. وأوضح رئيس البعثة الاقتصادية على مستوى سفارة مصر بالجزائر، أن صادرات بلاده الى الجزائر تخطت 645 مليون دولار مقابل 249 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي أي بزيادة قدرها 159%، وهو مؤشر أيحابي على تطور العلاقات بين البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي متوقعا تحقيق الاكثر على المدى القريب والمتوسط. وأضاف ذات المسؤول قوله إن واردات مصر من الجزائر خلال الفترة الممتدة ما بين الفاتح جانفي و30 جوان من العام الجاري بلغت 465 مليون دولار بعد أن كانت حوالي 243 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام الماضي 2011، بزيادة بلغت 91% نتيجة لارتفاع كمية وقيمة الواردات المصرية من غاز "البوتان" و"البروبان المميع" الذي يدخل في صناعة الغاز الطبيعي خلال عام 2012. وأفاد مفوض النشاطات التجارية بالسفارة المصرية بالجزائر أن نسبة تغطية الصادرات المصرية إلى الواردات المصرية من الجزائر بلغت حوالي 139 % وهى أعلي نسبة تسجل خلال العشر سنوات الماضية. وأشار إلى أن أهم المنتجات المصدرة إلى الجزائر خلال الفترة من جانفي إلى جوان 2012 ونسبتها إلى إجمالي قيمة الصادرات تتمثل في منشات وهياكل الحديد 30% وكابلات نحاس 12% منتجات غذائية متنوعة 7%، بنزين ونفتالين مخلوط 7%، قوارير ومواد التعبئة من زجاج 4% كابلات كهربائية 3%، مادة اثيلين 3% أحواض الغسيل والاستحمام 3% منتجات كهربائية أخرى 2% أدوية ومضادات حيوية 2% كابلات وألياف الاتصالات 2%، منتجات التطهير والتظيف الجسدي 1 بالمائة. ولفت ذات المسؤول إلى أن أهم الواردات المصرية من الجزائر ونسبتها إلى إجمالي الواردات تتمثل في منتجات غاز "البوتان" و"البروبان المميع" 99%، حديد وصلب 8%. ويتوقع المسؤول أن تشهد المبادلات بين البلدين نموا على المدى القريب والمتوسط، دون إغفال رغبة المصريين في تعزيز استثماراتهم المباشرة في الجزائر، والتي كانت في مجملها ناجحة على غرار اوراسكوم تليكوم واوراسكوم للانشاء والصناعة وشركة المقاولون العرب، وغيرها من الاستثمارات المباشرة في عديد القطاعات الاقتصادية المنتجة. ومعلوم أن علاقات البلدين مرت بفترة فتور وجمود عقب تداعيات لقاء الجزائر ضد مصر في القاهرة في 2009 لحساب تصفيات كاس العالم 2010، لكن ومع الحكومة الجديدة والحراك الاقتصادي الذي يعيشه البلدان خلال الفترة الأخيرة تلمس إرادة قوية من الطرفين لتعزيز العلاقات أكثر بما يخدم مشاريع التكامل والمصالح الإستراتيجية والحيوية لكل طرف.