يعتبر الفنان عبد القادر بن جبار تخصص في الهندسة الداخلية بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، من بين الفنانين الجزائريين المقيمين في الخارج وتحديدا بمدينة لياج البلجيكية أين تم دراسته بالمعهد الملكي للفنون الجميلة ليتخصص في الهندسة الداخلية والديكور الداخلي وفرع التصميم والرسم على الخزف. شارك منذ سنة 1975في عدة معارض من بينها الجزائر، بلجيكا وأيضا في مدن أوروبية. ما هوسبب اختيارك العيش في مدينة لياج؟.. عبد القادر بن جبار : جئت إلى لياج حين كان عمري 22 سنة وذلك قصد إكمال دراستي في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة، فأبهرتني بسحرها الجذاب وطيبة سكانها وتاريخها العريق، كما أنها كانت تسمى في ذلك العهد باريس الصغرى أين كانت اللقاءات بها مع مختلف الجنسيات الأوروبية والعالمية، حيث كانت وجهة للجميع إما للدراسة أوللسياحة. تاريخها العريق جعل الجميع يحلم بالإقامة بها، كذلك لا ننسى أن أكبر الفنانين البلجيكيين أصولهم من هذه المدينة العريقة ك، "جودالهو- ولتار دامري - ماري كلار ألكسندرين -هنري جون كلوزون"، وتبقى القائمة طويلة. أنا متواجد مقيم بها منذ 36 سنة وأعتبر نفسي مواطنا فيها محترما من طرف الجميع. هل الفن بالنسبة لك وسيلة للبحث والاكتشاف؟.. عبد القادر بن جبار: رسوماتي قبل كل شيء هي تعبير عن ما بداخلي ومحيطي إضافة إلى ما أحسه عن بلدي، كما أن المواضيع لوحاتي التي أتناولها في نفس الوقت مستمدة من الواقع اليومي الذي أراه وأعيشه من مناظر قد تؤلمني أوتعكر مزاجي أوتؤرقني، تفرحني وتذكرني كلها عوامل وأحاسيس تدفعني للتعبير عنها فنيا من خلال لوحاتي التي أعتبرها مزيجا ثقافيا بين أصالتي وجذوري ويومياتي في بلد مغاير لثقافتي أتقرب بها نحوالآخرين وأبرزها .. تتراوح لوحاتك بين التجريدي والواقعي؟.. عبد القادر بن جبار : أحاول من خلال لوحاتي المزج بين التجريدي والواقعي ذلك لنتيجة مثمرة ومهمة، وهي القراءة المزدوجة للوحة فهناك من يراها تجريدية، وهناك من يراها واقعية ولا سر في ذلك لأن لوحاتي هي حركات وخطوط فنية تعبر عن نفسها فترى أحيانا وجوها بدون ملامح وقد تدهش أوتعبر عن نفسها مع ألوان حية مشرقة تعطي وتبعث الأمل، لكن يبقى الأهم هوالتقنيات المستعملة ليأتي الرسم متكاملا في الختام، فأحيانا أركز على الجانب الجمالي للوحة لذلك تتحول اللوحة من التجريدي إلى الواقعية لأن تركيزي يكون على التفاصيل. ما هي أقرب المدارس الفنية إلى نفسك؟... عبد القادر بن جبار: أريد المزاوجة لذلك أعتبر نفسي منتميا للاثنين معا فالرسم بالنسبة لي هووسيلة للتعبير وكيفية إيصال رسالة إلى ناس عبر رسومات وتحويلها في نفوسهم إلى مشاعر وأحاسيس وحتى تخمينات في لحظة اكتشاف ورؤية اللوحة في محاولة مني للتأثير فيهم والتجاوب معهم إنسانيا، فأعمالي هي أفكار فلسفية قبل كل شيء نابعة من تفكيري أثناء تمعني في الأشياء المحيطة بي والأحاسيس التي قد تكون مستمدة من أصالتي في حوار نهائي بين اللوحة ومكتشف اللوحة. ما هب نظرتك للساحة التشكيلية الجزائرية؟.. عبد القادر بن جبار: الجزائر هي ذاكرتي ومصدر إلهامي والتلاقي مع الذات، حيث أنّ تجربتي ودراستي الأولى كانت بين وهران ولجزائر العاصمة، فهي ثقافيا تبقى غنية لتعدد الثقافات فيها بين الشرق الغرب الوسط والجنوب، منها سطعت أسماء فنية كبيرة وحتى عالمية، لكنني مقابل ذلك أسجل تواضع الإمكانيات المتاحة للفن والفنانين للذهاب للفضاء العالمي وحتى إبداعيا، فهناك نقص واضح من خلال الأعمال المعروضة.