تواصل المعارك والقصف في دمشق تستعد المعارضة السورية التي وقعت، فجر امس الاثنين، على اتفاق تشكيل ائتلاف موحد اكد تصميمه على اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، لايداع اتفاقها لدى جامعة الدول العربية سعيا وراء دعم عربي ودولي لهذا الائتلاف. والتئم مجلس الجامعة العربية في القاهرة على المستوى الوزراي لاجراء مشاورات تتركز على الازمة السورية، بعد توافق مكونات المعارضة السورية على التوحد ضمن ائتلاف جديد. ويجتمع وزراء خارجية او ممثلو دول المجموعة المكلفة متابعة الملف السوري والتي تضم قطر ومصر والجزائر والسودان وسلطنة عمان اضافة الى المبعوث الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي في مقر الجامعة في القاهرة وفق ما افاد مسؤول في الجامعة. ومن المقرر ايضا ان يتوجه الرئيس الجديد لائتلاف المعارضة السورية احمد معاذ الخطيب الى القاهرة برفقة رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. ويرى رئيس وزراء قطر في وجود الخطيب في الجامعة العربية خطوة اولى نحو اعتراف دولي بالائتلاف الجديد. واوضح مسؤول في الجامعة ان الابراهيمي ومساعده ناصر القدوة سيجتمعان مع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل الاجتماع. ووقعت المعارضة السورية ليل الاحد الاثنين في الدوحة رسميا الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية". وكانت مكونات المعارضة بدأت مفاوضاتها الخميس في الدوحة برعاية قطر والجامعة العربية. ووقع الاتفاق جورج صبرة الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري الذي كان يعد الكيان المعارض السوري الرئيسي، واحمد معاذ الخطيب الذي انتخب رئيسا للائتلاف الجديد قبيل توقيع الاتفاق. ميدانيا، قصفت مقاتلة سورية قصفت الاثنين مدينة راس العين السورية المحاذية للحدود التركية والتي تشهد منذ مساء الاربعاء مواجهات بين المقاتلين السوريين المعارضين وقوات النظام، اوقعت اربعة قتلى على الاقل وعددا من الجرحى. والقت المقاتلة قنبلة على بعد اقل من 150 مترا من الحدود التركية ما اثار الذعر في صفوف سكان المدينة الذين هرع بعضهم في اتجاه الحدود التركية طلبا للحماية. ونقل العديد من الجرحى الى الاراضي التركية وتحديدا الى مدينة جيلانبينار المجاورة في محافظة سانليورفا (جنوب شرق) حيث تحطمت نوافذ منازل عدة جراء عصف انفجار القنبلة. وقتل اربعة سوريين على الاقل في القصف واصيب عدد اخر بجروح بينهم عشرون في حال الخطر حسب ما ذكرت وكالة انباء الاناضول. واضافت الوكالة ان القصف كان يستهدف مصنعا لانتاج الاغذية يسيطر عليه مقاتلو المعارضة وسبقه تحليق مروحية للاستطلاع. ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية جيلانبينار اسماعيل ارسلان قوله "هناك جرحى في الجانب السوري بل ايضا في جيلانبينار بسبب تناثر الزجاج جراء وقع الانفجار (. . . ) وتنقل سيارات الاسعاف باستمرار جرحى. هناك شظايا قنابل في كل مكان". وتشكل راس العين احد معبرين حدوديين الى تركيا يسيطر عليهما الجيش النظامي السوري في حين يسيطر المقاتلون المعارضون على اربعة معابر اخرى وميليشيا كردية على معبر سابع. وتدور معارك منذ مساء الاربعاء للسيطرة على هذا المعبر. ولجأ ثمانية الاف سوري على الاقل الى الاراضي التركية هربا من هذه المواجهات التي اسفرت عن ستة جرحى اتراك برصاص طائش مصدره الاراضي السورية. وحضت السلطات التركية المحلية السكان على الابتعاد من المنطقة الحدودية واغلقت المدارس كتدبير وقائي فيما نشر الجيش التركي تعزيزات في المنطقة. ومنذ تعرض قرية اكجاكالي التركية الحدودية للقصف في بداية اكتوبر ومقتل خمسة مدنيين اتراك جراءه، عمدت انقرة الى تعزيز انتشارها العسكري على طول الحدود مع سوريا وهي ترد في شكل منهجي على اي قذيفة سورية تسقط داخل اراضيها وتقوم القوات النظامية السورية الاثنين بقصف مناطق في دمشق وريفها فيما تدور معارك بينها وبين مقاتلي المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد الذي يستمد معلوماته من شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كافة انحاء سوريا ومصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية، ان عدة قذائف سقطت على مخيم اليرموك، مشيرا الى معلومات اولية عن وجود اصابات. كما افاد عن تعرض منطقة بساتين البيادي في منطقة نهر عيشة للقصف فيما لا يزال القصف مستمرا على حي التضامن في جنوب العاصمة، حيث تدور اشتباكات في بعض مناطقه التي اقتحمتها القوات النظامية، مشيرا الى معلومات عن سقوط شهداء وجرحى في المنطقة الواقعة بين حي التضامن ومخيم اليرموك. وتدور مواجهات بين الجنود ومقاتلي المعارضة في حي الشويكة، حيث قام الجيش بدهم عدة مبان وسط اطلاق نار كثيف، بحسب المرصد. وفي شمال البلاد، تتعرض عدة احياء من حلب العاصمة التجارية للبلاد لعمليات قصف مدفعي وتدور فيها معارك، وفق المرصد. وفي حمص (وسط) حيث تشن القوات النظامية منذ اسبوعين عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على احياء لا تزال في قبضة المقاتلين، افاد المرصد عن معارك وعمليات قصف. واشار المرصد ايضا الى معارك وقصف في محافظة درعا (جنوب) على الحدود الاردنية. وسقط 104 قتلى الاحد في اعمال عنف في سوريا التي تشهد منذ مارس 2011 حركة احتجاجات شعبية اتخذت تدريجيا طابعا عسكريا واوقعت حتى الان اكثر من 37 الف قتيل وفق حصيلة المرصد.