تشهد الساحة السورية تصعيدا في وتيرة الأحداث، عقب تشكيل ائتلاف المعارضة السورية برئاسة الداعية الإسلامي أحمد معاذ الخطيب، حيث توجه رئيس الائتلاف، أمس، إلى القاهرة في محاولة لإقناع الجامعة العربية بضرورة الاعتراف بالكيان الجديد للمعارضة الموحدة، ومن ثمة الحصول على الدعم العربي تمهيدا للحصول على الاعتراف الدولي. كان رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها، حمد بن جاسم آل الثاني، تعهد، أول أمس، بصفته رئيس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري، بالعمل على الحصول على اعتراف عربي من الجامعة العربية، على أن يكون الائتلاف هو الممثل الوحيد والشرعي للشعب السوري. الجدير بالذكر أن الائتلاف الجديد الذي يسعى للحصول على اعتراف دولي على أنه المعارضة الموحدة، يظل يعاني من بعض النقائص، على اعتبار أنه إن نجح في ضمّ المجلس الوطني السوري إلى صفوفه بعد مشقة كبيرة، وبالإضافة إلى انضمام بعض الشخصيات الممثلة للمعارضة في الداخل، إلا أنه لا يحظى بقبول هيئة التنسيق الممثلة لمعارضة الداخل، كما أنه لم ينجح في ضمّ المجلس الوطني الكردي الذي يتحفظ على موقف الائتلاف من قضية الفيدرالية. في السياق، حذر المعارض وممثل هيئة التنسيق في الخارج، هيثم المناع، من نهج الائتلاف الجديد الساعي إلى تشكيل حكومة انتقالية، مشيرا إلى أن توحيد المعارضة يجب أن يكون مستقلا ونابعا من إرادة التيارات السورية المعارضة، دون ضغوط خارجية. ورغم استمرار التشكيك في قدرة الكيان الجديد على توحيد كل تيارات المعارضة السورية، إلا أن ردود الأفعال الدولية جاءت مرحبة في العموم، حيث قالت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، إليزابيث جونز، إن واشنطن ستقدّم مزيدا من الدعم للشعب السوري عن طريق الائتلاف، فيما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن بلاده تدعم ''بشكل كامل الائتلاف الجديد''. من جانبها، قالت الخارجية الروسية إنها متمسكة بموقفها الداعي إلى فسح المجال للحلّ السياسي عن طريق الحوار، حيث جاء في بيان الخارجية الدعوة إلى قبول الائتلاف الجديد مبدأ الحوار، كما حثه على رفض التدخل الأجنبي. مقابل هذا التطور السياسي، دعا المجلس العسكري للجيش الحرّ السفارات العربية والغربية وكل الهيئات والمنظمات الأجنبية، إلى ضرورة مغادرة أطقمها من الموظفين الأجانب سوريا في غضون ثلاثة أيام، حيث أشار البيان الصادر عن المجلس العسكري للجيش المنشق إلى أن أي مؤسسة إنسانية أو اقتصادية غير سورية تستمر في العمل في الأراضي السورية، يعتبر تعاونا مع ''نظام يقتل الشعب السوري''. ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن استمرار الاشتباكات بين الجيشين النظامي والحرّ أسفر عن مقتل العشرات في مناطق متفرّقة من المحافظات السورية، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن طائرات الجيش النظامي أغارت، صباح أمس، على أحياء في العاصمة دمشق وريفها، فيما استمر استهداف مخيّم اليرموك في العاصمة. وفي الجانب الآخر من الحدود السورية التركية، كشفت تقارير إخبارية أن الوضع عرف تصعيدا عقب قصف مقاتلات للجيش النظامي منطقة ''رأس العين'' الحدودية، فيما تجدّد إطلاق النار لليوم الثاني على التوالي من طرف الجيش الإسرائيلي باتجاه الأراضي السورية، في رد على سقوط قذيفة هاون بهضبة الجولان المحتل، وكانت قيادة الجيش الإسرائيلي حذرت من تبعات ملاحقة الجيش السوري للمعارضة المسلحة في الجولان.