- ومن الجنود الذين شاركوا في حرب 67 واستضافتهم حركة الإصلاح الوطني بمقرها بالعاصمة، الجندي بومعزة من تيبازة الذي اعترف بأن الجيش الجزائري تعرّض لخيانة من طرف بعض القيادات المصرية التي قدمت معلومات عن تمركز الوحدات العسكرية الجزائرية، مؤكدا أنه كان ضمن كتيبة جزائرية ألقت القبض على ملازم مصري ومساعد أول قدما معلومات للصهاينة عبر اللاسلكي، كما كشف في الوقت نفسه أن اشتباكات محدودة حصلت بين وحدات من الجيش الجزائري والمصري. أما الجندي عبد القادر منادي، الذي شارك في حرب الاستنزاف، فقد أكد أن الدعاية الإسرائيلية حاولت التأثير على معنويات المقاتلين الجزائريين بتسريب معلومات خاطئة، بأن عشرات من الجنود الجزائريين يسقطون كل يوم، وكذا إشاعات تقول إنهم سيموتون في الصحراء جوعا ولن يجدوا من ينقذهم من الإسرائيليين. ويوضح الجندي منادي أن حرب الدعاية الإسرائيلية لم تؤثر في الجزائريين، بحكم أنهم كانوا قد خرجوا من حرب كبرى ويعرفون لعبة الدعاية التي سبق وإن مارستها فرنسا على المجاهدين طيلة سبع سنوات من الحرب. أما محمد الأخضر جدي، الذي كان ضمن فرق المقاومة الشعبية والذي تطوع لخوض حرب الاستنزاف بعد الهزيمة مباشرة، فقد روى أن الطيران الإسرائيلي أباد كتيبة جزائرية ولم يبق منها سوى أفراد قلائل، كان هو من ضمنهم، بعد احتمائه بخندق محصن، مؤكدا أن قرار التحاقه بالمقاومة كان مباشرة بعد الهزيمة وأن السلطات المصرية لم تسمح لهم إلا بتصريح من السلطات الجزائرية، إلا أن إصرار الطلبة الجزائريين في مصر حسب المتحدث جعل السلطات المصرية تفتح معسكرا خاصا لتدريب الطلبة الجزائريين، وكان دورهم أن لا يتدخلوا إلا إذا دخلت القوات الإسرائيلية المدن. وعن عدد الطلبة الجزائريين الذين تطوعوا لخوض الحرب، فقد كشف جدي أن عددهم كان 800 طالب، أغلبهم تطوعوا وشاركوا إلى جانب إخوانهم في حرب الاستنزاف. ويشهد العقيد المتقاعد عمر مقعاش، رئيس منظمة "قدماء محاربي الشرق الأوسط"، أن ثمة متطوعين جزائريين أسروا على الجبهة الأردنية. وبعد وقف إطلاق النار، أطلق سراحهم. وأكد العقيد المتقاعد أن 90 بالمئة من القيادة العسكرية الجزائرية، لم تهضم الهزيمة ولم تتقبلها، ولو أتيحت لها الفرصة لخاضت الحرب من جديد، مؤكدا أن بطولة الجندي الجزائري لا تقارن بالجندي الإسرائيلي، وهذا بشهادة الإسرائيليين أنفسهم، معتبرا أن الهزيمة ليست بسبب الجنود ولا الضباط، ولكنها بسبب القيادات. وقد تحسر العقيد على حال الجنود الذين شاركوا في حروب الشرق الأوسط ووضعهم المزري، رغم ما قدموه للأمة من تضحيات.