نجحت وزارة بن بوزيد في فرض حراسة مشددة على مترشحي البكالوريا، في إستراتيجية جديدة لمحاربة التسرب إلى الجامعة عن طريق الغش ، وقد سبب هذا الإجراء للذين اعتادوا على الغش صدمة حقيقية ، ويحق للوزارة الوصية أن تفخر بفضحها أصحاب " الكيتمان " والحروز " المخبأة بإحكام في أمكنة لا يعلمها الجن الأزرق ، ووصل الأمر بالذين يئسوا من إيجاد فرصة للغش إلى حد التهديد بالانتحار ، كما انسحب البعض احتجاجا على هذا " التزيار " وضرب الوزارة بيد من حديد كل من سولت له نفسه الغش وكذا التجنيد المفرط من أمن وإداريين وأساتذة، وحواجز مزيفة وغير مزيفة داخل الأقسام لتوقيف الغشاشين، ورغم أن العملية نجحت 100 بالمائة ، بعد هذا التجنيد العظيم للوسائل البشرية والمادية لكشف تلاميذ يحاولون الغش، إلا أن الخاسر الأكبر هم أبناء " الزوالية " لأن أولاد علية القوم مستقبلهم مضمون مهما كانت النتائج سواء بالباك أو بغيره ، وإن كنا في هذا المقام لا نشجع الغش وإنما نستغرب هذه الإجراءات الفوق عادية، وكيف للدولة أن تسخر وتجند كل الطاقات الأمنية وكل الوسائل لأجل الكشف عن غش البكالوريا في ثلاث ايام ، ولا تستطيع أن تجند هيئاتها كما ينبغي لمراقبة ومحاربة الذين يهربون الملايير ويغشون في الفواتير والضرائب، ولا نعرف أيضا كيف تكون الصرامة في وقتها مع مراهق يمتحن في شهادة البكالوريا وتسحب منه ورقة الامتحان ويطرد شر طردة ، ولا تستطيع هذه الهيئات التي يخول لها القانون كل الصلاحيات في القبض على أصحاب الغش من الدرجة الأولى. أموال تهرب " بالشاكير " ولا تكتشف إلا في الوقت الضائع أو حينما يكون الخليفة وأمثاله وراء البحار ، ولكن تلاميذ الباك كشفتهم الوزارة من أول محاولة غش ، ربما هي حكاية " محقورتي يا جارتي "