تشهد فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية بجاية المتواصلة بولاية بتندوف إقبالا كبيرا للجمهور التندوفي الذي يكتشف جوانب من الرصيد التراثي العريق الذي تشتهر به عاصمة الحماديين، وتستقطب عديد الأجنحة المخصصة للتعريف بعادات وتقاليد سكان بجاية وأخرى خصصت لتاريخ المنطقة جمهورا واسعا من الزوار من مختلف الشرائح الإجتماعية سيما وأن الأمر يتعلق بالمرأة الأسطورية "يما قورايا" التي تمثل جزءا هاما من التراث الثقافي والتاريخي للبجاويين. ق . ث ويستعرض الوفد الثقافي لولاية بجاية معلومات وافية عن قصة "يما قورايا" التي تعد شفيعة مدينة بجاية وحارستها والتي كافحت الإسبان في القرن 16 قبل أن تعتزل وتتصوف في قمة الجبل الذي يحمل إسم هذه المرأة المشهورة ببجاية. كما يستمتع الجمهور التندوفي ويتذوق الأطباق اللذيذة التي أعدها الوفد الضيف الذي قدم أطباقا تقليدية ساخنة ومعدة للأكل لفائدة الزوار من بينها طبق "عصبان الكبش" المشهور في بجاية والذي يقدم عادة في الأعياد وطبق "متوم بوزلوف" و"سكسو" إضافة إلى جانب بعض أنواع الحلويات التقليدية. ويسجل جناح الألبسة التقليدية التي تشتهر بها المرأة القبائلية في منطقة القبائل الصغرى إقبالا كبيرا للجمهور الذي تعرف على الجبة القبائلية المليئة بالألوان وبرنوس العروس. كما يعرض فنانو بجاية لوحات تشكليلية فنية من المدرستين التجريدية والتعبيرية تعكس حياة المرأة القبائلية بصفة خاصة في حين أبدع حرفيو هذه المنطقة الساحرة في صناعة مختلف المجوهرات والحلي التقليدية بمنتهى الدقة والجمال فضلا عن تشكيل تحف من بقايا المواد وإعادة تفعيلها واعطائها قيمة جمالية ومادية بطريقة مميزة. ولم تقتصر هذه المعارض على إبراز المخطوطات والمطبوعات والأزياء والحلي التقليدية والأدوات الحرفية المعروفة بل عرضت أيضا منتجات تستحق الإهتمام ومنها جناح المزهريات ذات الحجم الكبير وصناديق حفظ الحلي والمنحوتات والنقش والنحت وغيرها من الوسائل ذات الطابع البربري المعدة بخبرة بارعة. وكانت حظيرة "يما غورايا"حاضرة بقوة في هذه التظاهرة الثقافية لابراز جمال وسحر المنطقة بما فيها المواقع الأثرية والطبيعية التي تشتهر بها بجاية حيث تتربع هذه الحظيرة على مساحة إجمالية بنحو2.080 هكتار تنتشر بها ثروة نباتية وحيوانية نادرة بمجموع يتجاوز 2.192 صنف من النباتات والطيور والحيوانات البرية . كما استمتع الجمهور التندوفي بأنغام الزرنة التي أدتها فرقة "المراوحة"الفلكلورية لبجاية كما قدمت العديد من الفرق العصرية حفلات بالطابع القبائلي التي تفاعل معها الجمهور وتخللتها قراءات شعرية وجلسات تقليدية فضلا عن تقديم محاضرات متنوعة المضامين بدار الشباب "بزطامي رضوان". ويستمتع الجمهور التندوفي في إطار هذه الفعاليات الثقافية التي تتواصل الى غاية الغد أمسيات موسيقية وعروض مسرحية.