في الوقت الذي تعرف فيه أسعار الدواجن استقرارا سجلت أسعار اللحوم البيضاء بأسواق مدينة وهران انخفاضا محسوسا، حيث أصبح يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الدجاج ما بين 200 دج و230 دج، عكس اللحوم الحمراء التي عرفت ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار. وقد أرجع المختصون سبب انخفاض أسعار اللحوم البيضاء إلى الإجراءات التي إتخذتها الدولة لصالح الفرع الخاصة بإلغاء الضريبة على القيمة المضافة على المواد الأولية التي تشكل 80 بالمئة من تكاليف تربية الدواجن، وكذا وفرة الإنتاج الذي زاد في اتساع دائرة العرض في ظل قلة الطلب، مما تسبب في اختلال التوازن وخسائر المربين المعتبرة بسبب الظروف المناخية التي تميزت بشتاء بارد وصيف حار، ما جعل المستهلك يعرب عن ارتياحه بسبب انخفاض أسعار اللحوم البيضاء، مشيرين إلى أن هذا السقف من السعر يعتبر الحد المتوسط المقبول ويعد مؤشرا إيجابيا لتوازن السوق. وكما يأمل المستهلك في أن تمس العدوى اللحوم الحمراء التي ارتفعت أسعارها، لتصل إلى 1400 دج للكلغ بالنسبة للحم الأغنام، وهي الأسعار التي علق عليها تجار الجملة أنها تعود لقانون العرض والطلب المحدد لنظام السوق وكذا المضاربة وسط الموالين. وفي هذا السياق، كشف أحد الموالين بالجهة الغربية للوطن أن أسعار الماشية التهبت بسبب ارتفاع حالات المضاربة في الأسعار، ظهور تجار ينشطون في المناسبات كالأعياد الأعراس وغيرها، بحيث يكتفي هؤلاء الباعة بشراء الماشية بأسعار تتراوح بين 10000 دج و15000 دج، ليتم بيعها بأسعار خيالية تتراوح بين 30000 دج و50000 دج. كما نفى المتحدث تحجج مربي الأغنام بإرتفاع أسعار العلف، كون الدولة تدعم هذا المنتوج الذي يسوقه الديوان الوطني للحبوب بسعر 1550 دج للقنطار. غير أن إرتفاع أسعار اللحوم الحمراء مؤخرا وبطريقة "صراعات محتكري السوق"، يجعلنا نتساءل فعلا عن دور نظام ضبط المنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع الذي أطلقته الوزارة الوصية سنة 2008؟