تسلط السياسي الضوء على الأسباب الحقيقية التي جعلت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء ترتفع في كل مناسبة خاصة في شهر رمضان، مما خلق امتعاضا كبيرا للمستهلك المتوسط والضعيف الدخل، من الارتفاع الفاحش في أثمان هذه المادة الاستهلاكية ذات الاهتمام الواسع في الشهر الفضيل، فبدأت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء تأخذ منحى تصاعديا سيتجرع فقط المواطن البسيط مرارة هذا الارتفاع في ظل سوق تتلتهب فيه المواد الغذائية ككل مع اقتراب شهر الرحمة، فقد تجاوز الكلغ من البقري 650 دج في هذه الأيام، وكذلك لحم الخروف الذي تعدى مبلغ 1000 دج في بعض الأسواق، كما أن اللحوم البيضاء بدورها شهدت قفزة نوعية قبل أيام في أسعارها، على غرار لحم الدجاج حيث تجاوزت سقف 300 دج للكلغ بعدما كانت قبل أيام لا تتجاوز 250 دج للكلغ. وزارة التجارة: السوق هو المحدد الحقيقي للأسعار أوضح أول أمس، عيسى زلماطي أمين عام بوزارة التجارة، خلال فعاليات اليوم الدراسي الذي احتضنه مقر الوكالة الوطنية للترقية التجارة الخارجية، أنه قد تم تسطير برنامج خاص بشهر رمضان من خلال وضع بعض آليات أهمها منع مدراء المراقبة من الاستفادة من عطل خلال هذا الشهر والعمل على استيراد مكمل للحوم الحمراء، أما فيما يخص ارتفاع الأسعار أرجعها الأمين العام إلى اختلال في التوازن بين العرض والطلب وتصرف المستهلكين. من جهته أشار عبد الله تيفور المكلف بالاتصال بوزارة التجارة، أن الأسباب الحقيقية التي جعلت أسعار اللحوم في الأسواق في كل مرة ترتفع ، بكون أن الأسعار الحرة محكومة بالسوق والقاعدة الاقتصادية العرض والطلب، وأضاف المتحدث أن الأسعار هذه المنتوجات تشهد ارتفاعا فاحشا في أسعارها نتيجة قلة العرض وكثرة الطلب كما آن هناك من التجار الذين يقومون بعملية الاحتكار لمثل هذه المواد فيقومون بتجميدها لمدة زمنية معينة ثم يطرحونها في السوق من اجل رفع هامش الربح. وأضاف المتحدث خلال اتصال ل:السياسي أن وزارة التجارة ليس لها دخل في تحديد الأسعار هذه المواد بحكم عدم تدخل الدولة في تحديد هامش الربح في هذه المنتوجات. وزارة الفلاحة: كميات اللحوم كافية والارتفاع ناتج عن المضاربة بين التجار طمأن، أمس برشيش جمال المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الفلاحة، خلال اتصال ل. السياسي المستهلك البسيط بوجود اللحوم الحمراء والبيضاء في بكميات معتبرة تغطي السوق الوطنية، موضحا أن وزارة الفلاحة عملت على اعتماد كل الإجراءات من اجل توفير المنتوج، معيبا في نفس الوقت سياسة الربح السريع التي ينتهجها بعض التجار في شهر رمضان، وباقي المناسبات لرفع مستويات الربح لديهم، وأضاف أن هناك -بزناسية- يتلاعبون بالأسعار في السوق مما يؤدي إلى التهاب هذه المنتوجات في كل مناسبة خاصة عند حلول شهر رمضان، الذي يعتبر شهر رحمة لا شهر مضاربة واستغلال على حد قوله اتحاد التجار يتهم الموالين بارتفاع سوق اللحوم الحمراء أرجع صالح صويلح، الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين، أمس ل: السياسي ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء خاصة، وعدم انخفاضها في كل المناسبات، إلى الموالين الذين يقومون برفع أثمان الماشية مما يؤثر بدوره على سعر اللحوم الحمراء في السوق التي قاربت 1200 دج وهو سعر حسبه لا يناسب حتى المستهلك المتوسط الدخل، وأضاف المتحدث ل: السياسي أن أسعار اللحوم لم تنخفض منذ عيد الأضحى العام الماضي، وهذا راجع حسبه إلى مشاكل العلف التي يتخبط فيها الموالون الذين يضطرون حسبه إلى بيع مواشيهم بأثمان غالية والتي تؤثر بالضرورة على السعر المتداول في السوق، وقد اقترح المتحدث عدة حلول كفيلة بالقضاء على هذا الارتفاع وتحقق هامش ربح كافي بالنسبة للتاجر، على غرار استيراد الأغنام والأبقار، دون اللجوء إلى استيراد اللحوم المجمدة الاتحاد الوطني لحماية المستهلك يدعو المواطن لمقاطعة اللحوم من جهته دعا محفوظ حرزلي رئيس الاتحاد الوطني لحماية المستهلك الجزائري، إلى الاتصاف بثقافة الاستهلاك والتي تنم عن الدراية التامة بما يحدث في السوق، وبالتالي يجب على المستهلك الجزائري أن يقاطع هذه المواد الغذائية المرتفعة الأسعار بما فيها اللحوم، حتى يتم انخفاض أسعارها، وأوضح أنها الطريقة الفعالة للضغط على التجار والسوق حتى تنخفض أثمان هذه المواد الواسعة الاستهلاك، وأشار المتحدث في نفس السياق أن الأحداث السياسية التي تعيشها بعض البلدان على الحدود الجزائرية أثرت كثيرا على اقتصادها وعلى الاقتصاد الوطني من خلال انتعاش تهريب قائمة كبيرة من المواد الغذائية بما فيها اللحوم. يبدو أن أسعار اللحوم لن تستقر في أي مناسبة تقبل على المستهلك البسيط، مادام تم تحويل شهر الرحمة إلى شهر عذاب بالنسبة للمواطن الضعيف والذي يتجرع في كل مرة مرارة هذا الارتفاع الجنوني في جميع المواد الغذائية بما فيها اللحوم التي تأتي في المراتب الاخيرة في قائمة الاستهلاك بالنسبة للمواطن البسيط المحدود الدخل.