بعد تحقيقها نتائج باهرة في مجال الرسم على الخزف والزجاج تعتبر جمعية مستقبل أمراض النطق لولاية الجزائر (أدوا) التي تأسست في سنة 2000، بمنطقة العاشور بالعاصمة، إحدى الجمعيات التي تتولى مساعدة الأطفال الذين لهم صعوبة في النطق، ابتداء من سن السادسة إلى 16 سنة، من خلال اعتماد فريق من المتخصصين في الأرطوفونيا ونفسانيين يلقنوهم المواد الأساسية كالحساب، القراءة والكتابة، إلى جانب التأهيل الحركي والرياضي، وتعليم الإعلام الآلي والحلويات.. ليتم توجيه بعضهم إلى مدارس عادية أو متابعة تكوينا في مراكز التكوين المهني، قصد استرداد ثقتهم بأنفسهم وتحقيق استقلاليتهم المادية، وبالخصوص تغيير وجهة نظر بعض القاصرين في مجتمعنا من أن هذه الفئة عاجزة وعالة على العائلة.. لقد آن الأوان أن نعتبر بأن ما يقوم به هؤلاء يضاهي أو حتى يفوق عمل الإنسان السوي، يكفي إدماجهم في المجتمع. في هذا السياق، قالت الناطقة باسم الجمعية السيدة "دراعة": "إن التكوين الأكثر استقطابا بالنسبة لأطفال الجمعية هو الرسم على الزجاج والزليج"، مضيفة أن المعارض التي أقامتها الجمعية تبرز مهارة ودرجة إتقان هؤلاء الأطفال الذين تلقوا متابعة ومرافقة نفسية، ما يؤكد أن الذين يعانون من أمراض الكلام مثلهم مثل الأسوياء يكفي أن يؤخذ بأيديهم إلى البر ليكونوا ضمن القوة الفاعلة في المجتمع. وعلى هامش حفل اختتام معرض جمعية (أدوا) الذي أقيم، نهاية الأسبوع الفارط، بمؤسسة فنون وثقافة بعبان رمضان بالتنسيق مع فوج "الفلاح" للكشافة بالجزائر الوسطى، دعت السيدة "دراعة" كل الهيئات المعنية من وزارة التضامن، وزراة التربية، الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب، وغيرها من القطاعات المعنية للمساهمة في الحفاظ على انجازات الجمعية، من خلال توفير مقر واسع لها لاستيعاب أكثر من 36 تلميذا، وكذا تكفل وزارة التربية بأجور الأساتذة، لأن ميزانية الجمعية تقوم على تطوع المحسنين واشتراكات أولياء التلاميذ، آملة في أن يتم التكفل بانشغالات الجمعية قريبا حتى لا يضطر ''القائمين على الجمعية'' إلى غلقها، وحينها ستكون الخسارة كبيرة لأبناء هذا الوطن المفدى.