قوات الاحتلال ترفع حجم الاستعداد أحيا الفلسطينيون أمس السبت الذكرى ال37 ليوم الأرض بسلسلة مظاهرات وفعاليات رغم الإجراءات الإسرائيلية الأمنية المشددة، وذلك بالتزامن مع دعوات تحذر من الاستيطان اليهودي الذي تسارعت وتيرته مؤخرا.وفي هذا السياق شدد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية على أنه "لا تنازل" عن أي شبر من الأرض الفلسطينية، محذرا السلطة الفلسطينية من الوقوع في "فخ المال السياسي". وقال هنية في خطبة صلاة الجمعة بمخيم الشاطئ للاجئين قرب منزله غربي مدينة غزة "لا تفريط في الأرض، ولا تنازل عنها، ولا مساومة عليها باعتبارها جوهر الصراع". كما أشار إلى أن "المشروع الصهيوني قائم على النهب والاستيطان على أرضنا". وحذر هنية مجددا السلطة الفلسطينية من "الوقوع في فخ السياسية الأميركية والإسرائيلية من أجل المال". ورأى أن السلطة "لا تزال تبحث في أوهام المفاوضات، وترهن سياساتنا الداخلية على رقعة السياسات الأميركية الغربية". في غضون ذلك, نشر جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية تعزيزات ضخمة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية تحسبا لمظاهرات ينظمها الفلسطينيون بمناسبة "يوم الأرض". وقالت متحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية إن التعزيزات تأتي "لمنع حصول بلبلة"، وبالقرب من الحواجز الرئيسية على الطرق التي تربط الضفة الغربيةبالقدس. وذكرت المتحدثة أنه تم نشر القوات "إثر ورود معلومات تفيد بأن مجموعات من الفلسطينيين تستعد لتنظيم تظاهرات عنيفة في ذكرى يوم الأرض". من جهة ثانية، شهدت مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع إحياء الذكرى ال37 ليوم الأرض، الذي استعدت له قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين بنشر تعزيزات كبيرة. ومن المقرر تنظيم مظاهرات في عدد من البلدات العربية بمناسبة "يوم الأرض"، حيث يتم سنويا في 30 مارس إحياء ذكرى استشهاد ستة فلسطينيين في مثل هذا اليوم من عام 1976 برصاص جنود إسرائيليين أثناء مظاهرات نظمت احتجاجا على مصادرة سلطات الاحتلال لأراض فلسطينية. وتعود الأحداث لقيام سلطات الاحتلال ذلك العام بمصادرة آلاف الدونمات التابعة لملكيات خاصة، وأراض مشاعة بمنطقة الجليل ذات الأغلبية الفلسطينية التي أعلنت إضرابا شاملا، مما دفع قوات الجيش لاقتحامها ووقوع مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين. وأفادت قوات الأمن الفلسطينية في الخليل بأن مئات من الفلسطينيين شاركوا أمس الجمعة في مظاهرتين، الأولى في الخليل والثانية في الجزء الجنوبي من المدينة. في هذه الأثناء، ذكر تقرير إحصائي فلسطيني أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربيةوالقدس بلغ 482 موقعا في نهاية عام 2012. وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير بمناسبة "يوم الأرض" أن عدد المستوطنين بلغ 536 ألفا و932 مستوطنا نهاية عام 2011. وأوضح التقرير أن 49.8% من المستوطنين يسكنون في القدس، حيث بلغ عددهم حوالي 267 ألفا و634 مستوطنا، منهم 199 ألفا و647 مستوطنا في القدسالشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم. وحسب التقرير، تشكل نسبة المستوطنين بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطنا مقابل كل مائة فلسطيني، في حين بلغت حوالي 68 مستوطنا مقابل كل مائة فلسطيني في القدس. وأوضح التقرير أن إجمالي الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون جراء عمليات هدم مبانيهم في القدس بلغت ثلاثة ملايين دولار، وهي لا تشمل مبالغ المخالفات المالية الطائلة التي تفرض على ما يسمى ب"مخالفات البناء". من جهته أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة اسماعيل هنية قبيل الذكرى ال37 ليوم الأرض أن "لا تنازل" عن أي شبر من الأراضي الفلسطينية، محذرا السلطة الوطنية الفلسطينية من الوقوع في "فخ المال السياسي". وقال هنية في خطبة الجمعة "لا تفريط في الأرض ولا تنازل عنها، ولا مساومة عليها باعتبارها جوهر الصراع، وإن المشروع الصهيوني قائم على النهب والاستيطان على أرضنا". كما شدد على أن الأرض الفلسطينية عربية وإسلامية، وأنه لا مساومة أو مفاوضات بشأنها أو وقفيتها أو ملكيتها، مؤكدا أنه "لا بديل عن أرض فلسطين". وقال رئيس الحكومة المقالة "إن يوم الأرض من المعالم البارزة بتاريخ جهادنا ومقاومتنا من أجل أرض فلسطين والمقدسات". وأضاف أن هذا اليوم يرسخ وحدة الشعب الفلسطيني في مكان وجوده سواء في أراضي 48 أو الضفة الغربيةوغزة والشتات والمنافي. ودعا السلطة الوطنية إلى الحذر من الوقوع في ما وصفه ب"فخاخ" المحاولات الأميركية السياسية و"فخاخ المال السياسي" الذي يقدم للبقاء في مربع المراوحة ومربع التيه السياسي والبقاء بعيدا عن المصالحة الفلسطينية، وفق تعبيره. وجدد هنية استعداده لتقديم تنازلات من أجل إتمام المصالحة بما لا يمس الثوابت والحقوق الفلسطينية، كما جدد التمسك بالعمق الإستراتيجي للأمة، وهو العمق العربي والإسلامي والإنساني.