مع انتهاء مهلة تجميد البناء في المستوطنات بالضفة الغربية أمس الأحد عند منتصف الليل، وفيما أكدت واشنطن أنها تبذل كل ما بوسعها لإستمرار المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، دعا الرئيسُ الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل من أجل منعها من استئناف الإستيطان. وقال في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، إن على إسرائيل أن تختار بين السلام واستمرار الاستيطان. ومن جهته، حثّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المستوطنين اليهود على ضبط النفس في نداء، يبدو أنه يهدف الى ابقاء محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية في مسارها. وقال بيان رسمي يدعو رئيس الوزراء سكان يهودا والسامرة (الضفة الغربية) والأحزاب السياسية على إبداء ضبط النفس والمسؤولية اليوم وفي المستقبل بالضبط، كما أبدوا ضبط النفس والمسؤولية خلال شهور التجميد. وصدر البيان قبل ساعات من مراسم نظمها مستوطنون لوضع حجر أساس لبناء منازل في مستوطنة بالضفة الغربية بمناسبة انتهاء التجميد الجزئي للبناء الذي دام عشرة شهور والذي قال نتنياهو انه لن يمدد واحتفل بعض حلفاء نتنياهوو، ومن بينهم أعضاء في حزب الليكود بانتهاء التجميد أمس بوضع حجر الأساس لمنازل جديدة في مستوطنة ريفافا النائية في شمال الضفة الغربية. وفي بلدة بيت أُمر بالقرب من الخليل في الضفة الغربية تظاهر المئاتُ من الفلسطينيين ونشطاء السلام مطالبين بوقف المفاوضات، إذا ما استأنفت إسرائيل بناء المستوطنات. وما لبثت المظاهرة أن تحولت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين واعتقلت عددا منهم. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن تجميد الإستيطان لعشرة أشهر في الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي. ويتعلق قرار التجميد بمستوطنات الضفة الغربية، حيث يقيم 300 ألف مستوطن إسرائيلي. وتعتبر الأسرة الدولية المستوطنات في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية غير مشروعة. ويقيم 500 ألف إسرائيلي في أكثر من 120 مستوطنة يهودية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وتظهر الأرقام الرسمية زيادة نسبتها 33 % لأعمال البناء في المستوطنات في الربع الأخير من عام 2009 . كما أنه يمكن بناء 2000 مسكن على الأقل في المستوطنات فور انتهاء مهلة التجميد من دون موافقة حكومية. ويعد تجميد الاستيطان الشرط الأول لموافقة السلطة الفلسطينية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، الأمر الذي قد يطيح بالمفاوضات المباشرة التي استغرقت من الأمريكيين 22 شهرا لإقناع تل أبيب ورام اللّه باستئنافها. وقال الرئيس الفلسطيني عباس مرارا، إنه سينسحب من المحادثات المباشرة مع إسرائيل إذا لم يستمر التعليق الجزئي لعمليات البناء هناك. وحثّ أوباما إسرائيل على مواصلة التجميد، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يقترح سوى أن يحد من عمليات البناء الجديدة دون إصدار أمر بأي تمديد للتجميد.