صنت جسدي حفاظا على سمعة أبي = تبدين في صورة صارمة أمام وخلف الشاشة، هل الجدية إحدى سماتك الشخصية ؟ - توفي والدي الفنان كرم مطاوع "رحمه الله" وأنا في سن حرجة، كان عمري وقتها 16 عاما، دون أن يترك لي أخا أو أختا، فوجدت نفسي وحيدة أنا وأمي الفنانة سهير المرشدي، وقبل أن أنخرط في الفن قررت أن أتحلى بصفات القوة والصلابة حتى لا يطمع في ذوي القلوب المريضة، ولازمتني تلك الصفات بعد عملي بالفن، فوجدت أنها أنسب طريقة لصد الأذى، لكن في الواقع أنا امرأة مثل كل النساء، أضعف، أبكي، لكن لا أعرف الانكسار، ولا يعرف صفاتي الحقيقية إلا أمي التي تلازمني حياتي بكل تفاصيلها. = ولماذا لم يجمعكما الفن مثلما جمعكم المنزل ؟ - جمعنا الفن في مناسبتين، حيث شاركت والدتي في عمل مسرحي إسمه "يوم من هذا الزمان"، وشاركتها أيضا في مسلسل "لا أحد ينام في الإسكندرية". = ركز والداك على المسرح، فأيهم أفضل بالنسبة إليك، المسرح أم التلفزيون أم السينما ؟ - لا فرق عندي بينهم، كل من المسرح والسينما له خصوصيته، أما التلفزيون فله أهمية كبيرة، والاختلاف تقني فقط، كل ما يهمني هو الدور، وبالتالي أنا أسعى إلى عمل مختلف ومتميز، وإلى تحقيق بصمة فريدة . = الجمهور فشل في الكشف عن هويتك بسبب تلون أدوارك .. فأين شخصيتك الحقيقية من بين تلك الأعمال ؟ - لا توجد شخصية مما قدمت تكشف بالمطلق عن هويتي، هناك دور واحد يحمل بعض صفاتي الحقيقية، وهو دور "هناء" في مسلسل "أميرة في عابدين" . = وما هو العمل الذي تعتبرينه نقطة تحول في مسارك المهني ؟ - قدمت قرابة ال 25 مسلسلا و 08 أفلام ومسرحيتين، لكن ثمة أعمال أعتبر أني أديتها بنجاح مثل فيلم "قص ولصق" ومسلسلات "سارة، ست أصيلة، أولاد الشوارع، محمود المصري". = على عكس معظم بنات جيلك رفضت تقديم الأدوار المائعة .. هل للأمر علاقة بتركيبتك الأخلاقية ؟ - منذ دخولي الوسط الفني قررت ألا أقدم أدوارا مبتذلة خالية من المضمون أو ضد فلسفتي وأفكاري، أنا أحترم الرأي والرأي الآخر، ولن أدخل يوما في سجال مع الفنانات اللواتي يقدمن أدوار الإغراء، لكن قناعاتي الشخصية تحتم علي أن أصون جسدي وسمعتي وسمعة الراحل أبي . = وهل تمنيت التمثيل منذ الصغر؟ - كنت أتمنى أن أصبح ممثلة لأنني كنت دائما ما أتأمل في الأشياء، لكنني كنت هادئة وخجولة جدا، وإذا لم أكن قد حصلت على فرصتي في الفن كنت أتمنى أن أكون طبيبة نفسية حتى أستطيع أن أمثل الشخصيات. = هل أنت واقعية أم حالمة ؟ - أنا عاطفية جدا.. لكن واقعية ورغم إفراطي في العاطفة لكني لا أعيش في الخيال ولو خيروني بين الواقع والخيال أختار الواقع. = قلت مرة أنك تعشقين أدوار الشر .. هل هذا صحيح ولماذا ؟ - هذه الأدوار تظهر قدرة ومواهب الفنان، وأنا أحب الدور الذي يبذل فيه مجهود شاق حتى يقتنع الجمهور به، فهناك أدوار كثيرة وبسيطة لا يشعر بها المشاهد، ونجوم الأمس الذين أبدعوا في أداء أدوار الشر كانوا يعدون على الأصابع، لأنه يصعب تجسيدها إلا من فنان متمكن قادر على تغيير مشاعره . = دورك في مسلسل "أولاد الشوارع" سوق لفكرة الارتباط بين الفتيات والطاعنين في السن، ألا تعتبرين ذلك مؤذيا للنسيج الاجتماعي العربي ؟ - أنا جسدت شخصية شقيقة البطلة "حنان ترك" التي تقع تحت ظروف نفسية واجتماعية قاسية، لكنها بدلا من أن تلجأ إلى الشارع مثلما فعلت شقيقتها قررت أن تخالفها الرأي وتتزوج من شخص أكبر منها، فالدور يوضح مدى القهر الذي تتعرض له الفتاة التي تنتمي لأسرة مفككة، حيث لا يوجد سوى خيارين أسوأ من بعضهما إما أن تتزوج من شخص لا تحبه ولا تشعر نحوه بأي شيء أو أن تذهب مع أختها إلى الشارع والملاجئ، لكنها تكتشف في النهاية أن لجوء أختها إلى الشارع كان أرحم بكثير من حالتها نتيجة المشكلات العديدة التي تتعرض لها، نحن ناقشنا قضية ولم نسوق لفكرة بعينها . = هل نجاح هذا المسلسل كان وراء تكراره سينمائيا ؟ - الموضوع أكبر من تناوله في عمل واحد، فقضية أطفال الشوارع في قمة الخطورة ولابد من التصدي لها ومحاربتها، لأنها باتت إحدى أهم معالم الشوارع العربية، وفي فيلم "الغابة" نظهر بشكل أكبر المعاناة والظلم الذي يعيش فيه أبناء الشوارع، والمخاطر التي يتعرضون لها = مشاركتك في فيلم "قص ولصق" كانت ضعيفة، فلماذا قبلت الدور ؟ - هذا الفيلم أضاف الكثير لرصيدي الفني، فليس النجاح أن أكون مميزة في عمل دون المستوى، لكنه يتحقق عندما أعمل وسط كوكبة من النجوم حتى ولو في دور صغير مثل دوري في هذا الفيلم، فرغم صغر الدور إلا أنه كان عميقا ومهما في الأحداث وقد أفادني كممثلة لأن به نوعا من التحدي أمام هؤلاء النجوم، بالإضافة إلى أنه موضوع فني جاد ومحترم وحصوله على جوائز من مهرجان القاهرة والإشادة بدوري فيه أضاف لي كثيرا . = معظم أدوارك لفتاة من الطبقة الأرستقراطية .. ألا تخافين من عواقب ذلك؟ - الممثل يسقط سقوطا كبيرا عندما يحصر نفسه في دور معين، وأحاول قدر المستطاع أن أكون دقيقة في اختياراتي، ولكن للأسف المخرجين يستسهلون فحينما ينجح الفنان في دور معين يتم وضعه في الدور نفسه طوال الوقت باستثناء عدد من المخرجين الذين تعاملت معهم وقدموني بشكل مختلف مثل هالة خليل وشيرين عادل وأحمد عبد الحميد. فأنا أبحث دائما عن الاختلاف الذي يقدمني بشكل جيد. = هل صحيح أن والدتك الفنانة سهير المرشدي هي التي تختار لك أعمالك؟ - رأي والدتي يهمني ولكنني اختار أعمالي بنفسي لأنني تعلمت منها ألا أشترك في أي عمل إلا إذا شعرت بأن هناك فائدة سوف تتحقق لي من العمل، الفائدة هي الشخصية الجديدة التي سوف أظهر فيها. = زارت والدتك الجزائر أكثر من مرة .. فلماذا لم تسيري على دربها ؟ - وكرمت أيضا في أكثر من مناسبة في هذا البلد الأصيل، لكن التكريم في الجزائر لا يناله إلا الكبار، وكثير من الفنانين المصريين يعتبرون التكريم في الجزائر أسمى ما يحصل عليه الفنان، وأدعو الله أن أصل لتلك المكانة، وأتمنى أن أزور البلد الذي تعتبره أمي من أعرق البلدان العربية بشعبه الأصيل وطبيعته الخلابة .