قال المكلف بالإعلام في حزب "الأفالان"، سعيد بوحجة، أن هناك تحالفا ضمنيا بين إسرائيل والمغرب فضحه خروج بوش نهائيا من الحكم واستبداله بأوباما، بدليل اعتبار المملكة المغربية هذا التحول في السياسة الأمريكية فقدانا للدعم بشأن القضية الصحراوية، رغم استمرار الرئيس الأمريكي الأسبق في تجاهله لوجود دولة فلسطين وعدم الاعتراف بحقوق شعبها في العيش بسلام على أرضهم. وأشار بوحجة في اتصال مع "الأمة العربية"، إلى أن الجزائر التي لم تدخر أي جهد مشروع في مساندة قضية الصحراء الغربية، إلا وبذلته، قادرة على استغلال الظرف الدولي الحالي الذي تغيرت فيه السياسة الأمريكية لخدمة مبادئها في تحرير الصحراويين من قبضة المملكة المغربية، بعيدا عن أية محاولة توسعية بعيدة المدى، شأنها في ذلك شأن القضية الفلسطينية التي تبقى الجزائر ملتزمة بمساندة أبدية لها، مؤكدا أن المغرب اتخذ موقفا سلبيا تجاه فلسطين ويواصل تحرشاته بالشعب الصحراوي الذي لا يزال يناشد حقه في إجراء استفتاء يقرر فيه مصيره. وأكد بوحجة أن التوجه الجديد في البيت الأبيض، والمتمثل في السعي الجاد نحو دعم الشعوب في تقرير مصيرها، يمنح الجزائر فرصة تعزيز موقفها الدائم في تشجيع الحركات التحريرية، على رأسها جبهة البوليساريو، مشيرا إلى أن باراك أوباما يبحث عن مجال يطبق فيه سياسته البعيدة كل البعد عن العنف، خاصة وأن هذه الأخيرة باءت بالفشل فيما مضى ولا تزال البلدان التي تعرضت لها تقاسي مخلفاتها. كما يسعى لإعادة نظرة العالم إلى أمريكا الداعية إلى السلام ونشر مبادئ الديمقراطية في أية بقعة من العال ، موضحا أن الجزائر إحدى الدول التي من شأنها تسهيل هذه المهمة التي تبقى مسعى جزائريا قبل كل شيء. وقال المكلف بالإعلام في حزب "الأفالان"، أن سياسة بوش قد فشلت على أكثر من صعيد واحد، بسبب احتكام الرئيس الأمريكي السابق إلى العنف وانتهاك حقوق الإنسان، على عكس أوباما الذي أكد أنه ملتزم بالشرعية الدولية ويسعى لحل المشاكل المفروضة بطرق هادئة، منوها إلى أن الغاية من المحتمل أن تكون واحدة، إلا أنها تختلف في كيفية بلوغها. واعتبر أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الإدارة الأمريكية، يساند الشعوب التي تأن تحت وطأة الاستعمار، على غرار فلسطين والصحراء الغربية. للإشارة، فإن صحفيا مغربيا كتب مقالا ينتقد فيه سياسة المغرب تجاه القضايا العربية، على رأسها قضية بوليزاريو، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتلاء محمد السادس العرش الملكي، قائلا إن "المغرب فقد دعما هاما بخصوص الصحراء الغربية بمغادرة الرئيس الأمريكي السابق البيت الأبيض"، وأنه لا يعتقد أن حكومة أوباما سوف تنظر بجدية إلى المقترح المغربي القاضي بمنح الحكم الذاتي للصحراء الغربية، بدل تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. وذكر في هذا السياق، أن الرئيس أوباما كان قد أكد مؤخرا في رسالة بعث بها إلى العاهل المغربي محمد السادس، على أهمية التوصل إلى حل يستجيب لرغبات السكان المتمثلة في الشفافية والثقة في دولة القانون، وإدارة عادلة ومنصفة. وهي طريقة كما أضاف الصحفي في مقاله "للتعبير عن أن هذه الشروط لم تتوفر بعد، على عكس ما يؤكده النظام المغربي"، مشيرا إلى أن "غياب الإصلاح المؤسساتي انقلب إلى عائق بالنسبة للمغرب في محاولاته لإقناع المجموعة الدولية بالاعتراف بمغربية الصحراء الغربية". كما ذكر في هذا السياق، بغياب العاهل المغربي في العديد من "اللقاءات الهامة" ورفضه استقبال مسؤولين سامين أجانب كانوا في زيارة للمغرب، من بينهم المبعوث الخاص الأممي للصحراء الغربية كريستوفر روس. وكتب أن "الملك المغربي برر هذا الغياب بزيارته إلى شرق البلاد، ولم يكن لديه الوقت الكافي لاستقبال مبعوث بان كي مون"، واعتبر أن الملك المغربي لم يباشر الإصلاحات المؤسساتية التي يحتاجها بلده ولم يتخذ الإجراءات الكفيلة بالحد من الفقر.