اتهم أكثر من 150 مربيا للإبل من حوض حاسي مسعود البترولي، شركة "سوناطراك" بضلوعها في القضاء على الثروة الحيوانية بالمنطقة، حيث أن هذه الأخيرة حسب الموالين تخلّف بركا ملوثة نتيجة الحفارات العملاقة للتنقيب والبحث عن البترول والثروات المشابهة في عمق الصحراء، بحوض حاسي مسعود وما جاوره من أحواض بترولية. وأكد مربو هذه الثروة الحيوانية ل "الأمة العربية"، بكل من حاسي البكرة وحاسي مسعود، أن أكثر من 30 جملا وناقة قد تعرّضت مؤخرا للغرق في الأحواض البترولية التي تخلّفها الشركات بالمنطقة، تضاف إلى مئات الرؤوس التي نفقت بالمنطقة، خاصة منها الآبار المكشوفة، حيث تقصدها الآلاف من رؤوس الإبل بحثا عن الماء بحكم الطبيعة القاسية للمنطقة وتضطر الإبل إلى الشرب من هذه الأحواض النفطية المهملة، التي تعد على درجة بالغة من الخطورة وتحتوي على مواد كيماوية وأحماض اصطناعية بالغة التسميم، وهو ما جعل العديد من رؤوس الماشية خاصة الإبل منها عرضة للسقوط فيها والنفوق غرقا، أو الشرب منها ومنها تتعرض هذه الإبل إلى تمزق في أحشائها على بعد مسافات قصيرة على هذه الآبار البترولية الضخمة، حسب تأكيدات الفلاحين. وقد أبلغ مربو المنطقة "الأمة العربية" بأنهم ينوون رفع شكواهم مباشرة إلى رئيس الجمهورية، لوضع حل نهائي لهذه المعاناة التي أهلكت رؤوس الإبل بالمنطقة، ووضعت مصير الثروة الحيوانية قاب قوسين أو أدنى من الإنقراض، وأضاف المربون بأن نحو 200 جمل قد لقي حتفه في المدة الأخيرة بسبب الشرب من هذه الآبار البترولية المهملة. وصرح موال بأن الجمال والنوق التي تشرب من هذه الآبار، مصيرها النفوق المحتم. كما أن عملية استهلاكها كلحوم تكون خطيرة، كون الطبيب البيطري يرفض التأشير على صحتها، لأنها تعرّضت لشرب مياه حمضية سامة، وهو ما كبدهم خسائر مادية فادحة لا تعد ولا تحصى. والحصيلة حسب مصادر من مصالح الفلاحة مرشحة يوميا للارتفاع بسبب تزايد عدد الآبار المهملة التي تخلّفها الشركة الوطنية "سوناطراك" في صحارى البكرة التي تبعد حوالي 25 كيلو مترا عن عاصمة النفط حاسي مسعود. وطالب المربون بضرورة إيجاد حل لهذه الآبار التي تشكّل خطرا حقيقيا محدقا بالإنسان والحيوان بالمنطقة.