القرار تزامن مع زيارة كريستوفر روس إلى مخيمات اللاجئين ثم إلى الجزائر بعد مضي قرابة سنة من إعلان ثاني أكبر مصنع للسيارات في أوروبا "رونو" اعتزامه إنشاء مركب لتجميع فئة من طرازاته السياحية في المغرب بعد أن كان مقررا في الجزائر بعد عشرية كاملة من الوعود، اقتفت سلسلة المساحات التجارية الكبرى "كارفور" مواطنتها "رينو" حيث أعلنت قبل يومين عن تدشين أول مركز تجاري تابع للمجموعة الفرنسية ضمن خطة لإنجاز أكثر من 8 مساحات كبرى "الأسواق الممتازة" في المملكة المغربية على امتداد العامين المقبلين وبذلك اختارت المجموعة الاستقرار والاستثمار المباشر في المغرب على حساب الجزائر التي انسحبت منها وفسخ العقد الذي يربطها بالشركة القابضة "أركوفينا" قبل ساعات فقط من إعلان وجهتها الجديدة. وقالت مصادر إعلامية، أمس، أن قرار سلسلة كارفور تزامن و"الهبّة الدولية" المكثفة التي تنادي وما تزال بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وأيضا يأتي عشية زيارة كريستوفر روس، المبعوث الشخصي لمنظمة الأممالمتحدة إلى الأراضي الصحراوية. ورغم المبررات "السطحية" التي ساقتها إدارة "كافور" بالقول إن محفزات السوق في المملكة المغربية مغرية وجذابة ومحيط الأعمال محفز مقارنة بالجزائر التي عانت فيها من مشاكل كثيرة، لكن في الواقع -تضيف ذات المصادر- الأمر يتعلق بضغوطات سياسية في قصر الإليزي انتقاما من دور الجزائر المحوري في قضية الصحراء الغربية. وحسب العارفين بملف الاستثمارات الفرنسية الخارجية، فإن هذه الأخيرة ما تزال رهينة جماعات الضغط السياسية سواء على مستوى التشكيلات السياسية بيمينها ويسارها أو على مستوى المؤسسات الرسمية الفرنسية. ومعلوم أن الموقف الفرنسي يدعم أطروحات نظام المخزن ولا يعترف أبدا بأن ملف الصحرا ء الغربية هو قضية تصفية استعمار.