تلتقي جبهة البوليساريو مع المغرب يوم التاسع أوت الجاري في لقاء غير رسمي بالنمسا، لبعث المفاوضات المتعثرة بين الجانبين، حسب ما أعلنه أمس من مدينة طنجة المغربية وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس في لقاء جمعه بنظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري. وقال ميغيل انخيل موراتينوس الوزير الاسباني الذي وصل يوم الجمعة إلى طنجة في زيارة عمل تدوم 24 ساعة: "تطرقنا خلال اجتماعنا السبت في طنجة إلى هذه الجولة الجديدة من المفاوضات التي ستعقد بين الفريقين في فيينا، اعتبارا من 9 أوت المقبل". ويؤكد هذا الإعلان ما ذهب إليه مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة حين أعرب عن "تفاؤله" حيال إمكانية عقد "اجتماع غير رسمي أول" بين المغرب وجبهة البوليساريو لمناقشة مستقبل هذه المنطقة. وموازاة مع هذا الإعلان، أكد الوزير الأول الصحراوي وعضو جبهة البوليزاريو عبد القادر طالب عمر أن المغرب "يقوض" الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي السيد كريستوفر روس، و"يسد الطريق أمام أي حل للنزاع القائم بينه وبين الشعب الصحراوي". ونقلا عن وكالة الأنباء الصحراوية، أكد الوزير الأول الصحراوي في تصريح له يوم الخميس الفارط بولاية سمارة أمام جمع من الطلبة المشاركين في البرنامج الصيفي لسنة 2009، أن الخطاب الأخير للعاهل المغربي محمد السادس "يحمل في طياته بذور زعزعة الاستقرار في المنطقة، ويعيق الجهود الرامية إلى بناء المغرب العربي"، وأضاف السيد طالب عمر أن هذا الخطاب الذي جاء قبل بضعة أيام من الاجتماعات التحضيرية للمفاوضات المباشرة بين أطراف النزاع، "يتنافى" ولوائح مجلس أمن الأممالمتحدة التي تدعو إلى الشروع في مفاوضات مباشرة "بنية حسنة ودون شروط مسبقة، قصد التوصل إلى حل سياسي يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". في ذات السياق، أكد أن الشعب الصحراوي مصر على مواصلة كفاحه بشتى الطرق الشرعية للدفاع عن حقوقه. وإن لم تتأكد بعد بصفة رسمية صحة المعلومة التي أعلنها موراتينوس، فإن استمرار الصفة التي يفاوض بها الطرف المغربي، لن تحقق الكثير في مسار المفاوضات المرتقبة حول مشكل الصحراء الغربية، وذلك ما ظهر في الجولات الأربع التي جرت بمنهاست، حيث تعنت الدبلوماسيون المغاربة وتشددوا لأطروحاتهم القديمة المتمثلة في منح الشعب الصحراوي حكما ذاتيا، ولكن ضمن السيادة المغربية، فيما تطالب جبهة البوليساريو بإجراء استفتاء على تقرير المصير.