أعلن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس استعداد بلاده للوساطة من أجل تشجيع التوصل إلى تطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب، ويأتي اقتراح مدريد لتحريك قنواتها الدبلوماسية بهدف التقريب بين البلدين الجارين بعد يومين فقط من تجديد العاهل المغربي دعواته الملحة لفتح الحدود بين البلدين، وتحامله باتهام الجزائر بالتمادي في الإغلاق الأحادي للحدود البرية. لم تنتظر مدريد كثيرا بعد خطاب محمد السادس المتحامل ضد الجزائر التي وجه ضدها كل أنواع التهم بخصوص الحدود المغلقة بين البلدين، حتى يوجه ثاباتيرو على لسان وزير خارجيته دعوة صريحة للعب دور الوسيط بين البلدين الجارين بهدف تحقيق ما وصفه موراتينوس بتشجيع البلدين على تحقيق التقارب، ومن طنجة المغربية التي زارها موراتينوس في إطار الاحتفالات المقامة بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتلاء العرش، أكد وزير الخارجية الإسباني أمس الأول في أعقاب جلسة العمل التي عقدها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري، استعداد بلاده للعمل من أجل تشجيع التوصل إلى تطبيع للعلاقات بين الرباطوالجزائر، حيث قال »إن إسبانيا تشجع البلدين على تحقيق مزيد من التقارب، ومستعدة للعمل من أجل إرساء مناخ من التوافق والصداقة بمنطقة المغرب العربي«. وجاء اقتراح مدريد المتجدد للعب دور الوسيط لتطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب، في وقت تحرص فيه الجزائر في مختلف المناسبات على تأكيد استعدادها للتعاطي إيجابيا في قضية الحدود على أسس صحيحة، وهو ما تضمنته برقية التهنئة التي بعث بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى ملك المغرب الأربعاء الماضي مهنئا إياه بمناسبة مرور عشرة أعوام على توليه العرش، أكد فيها رغبة الجزائر في العمل على تمتين وشائج القربى وحسن الجوار ومدّ جسور التآخي والتعاون للرقي بالعلاقات الثنائية نحو الأفضل. وسبق أن رفضت الجزائر مرارا وعلى مدى السنوات الماضية مختلف أشكال الوساطة التي بادرت بها كل من إسبانيا وفرنسا باقتراحها من أجل تطبيع العلاقات الثنائية مع المغرب التي تصر على أن تجعل من قضية الحدود والنزاع الصحراوي شرطين للتطبيع وحسن الجوار بين الجزائر والمغرب. وقد سبق وأن أكدت الجزائر في 2006 على لسان وزير خارجيتها آنذاك عبد العزيز بلخادم ردا على مقترح وساطة إسبانية بأن »العلاقات والاتصالات بين الجزائر والمغرب لم تتوقف يوما«، أنها مع تطوير علاقاتها مع الأشقاء في المملكة المغربية في كل المجالات دون أي تحفظ، وأنها تريد أن ترفع سقف التعاون بين الجزائر والمغرب دون أي اشتراط سواء تعلق الأمر بمسار قضية الصحراء الغربية أو الإطار الذي تحل فيه هذه القضية، وكان بلخادم يؤكد في كل مرة داخل الجزائر وخارجها أن الجزائر تعتبر قضية الصحراء الغربية »قضية تصفية استعمار«. وتولي إسبانيا قضية التطبيع بين الجزائر والمغرب أهمية قصوى لأسباب استراتيجية واقتصادية وبشرية، دفعت دبلوماسيتها لبذل جهود ومساع بين الأطراف المعنية، ويتجلى هذا الحرص في كثافة الاتصالات التي قامت بها الحكومة الاشتراكية الإسبانية مع دول البلدين، فقد زار موراتينوس الجزائر والمغرب أكثر من مرة وأتيح له الاتصال بمسؤولين في البلدين على أعلى مستوى.