ما زالت العديد من صيدليات وهران يجد صعوبات في التخلص من كميات الأدوية المنتهية الصلاحية التي مرت عليها فترة طويلة وهي مكدسة في مخازن هذه الصيدليات، التي يتجاوز عددها بوهران نحو 500 صيدلية، ويرجع ذلك لإنعدام أماكن خاصة كالمحارق الصحية التي لم تعد في خدمة هؤلاء. وأمام هذا الوضع، يلجأ العديد منهم للتخلص من كميات الأدوية التي انتهت صلاحيتها بطريقته الخاصة، وذلك في أماكن معزولة أو مفارغ عمومية وغير منظمة، وهو ما يهدد المجال الصحي وحتى البيئي لكون هذه المواد الطبية هي عبارة عن مستخلصات كيميائية ذات إشعاع وقد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. وكان في السابق يجد هؤلاء الصيادلة في المحرقة الخاصة للمستشفى الجامعي حلا لمشكلتهم، لكن الأمر تغير وأصبحت هذه المحرقة الصحية الخاصة لا تفي حتى بنفايات وإفرازات هذا الهيكل الصحي الضخم بنفاياته الطبية وغير الطبية، وتجاوز هذا المشكل الصيادلة والمصحات ليصبح مشكلا بيئيا خطيرا. وحسب المختصين في القطاع الصحي، فإنه من المتعارف عليه أن التخلص من هذه الأدوية منتهية الصلاحية هو إرجاعها إلى منتجها الأصلي الذي يفترض أن يمتلك الإمكانيات اللازمة للتصرف فيها، سواء بالتخلص منها حرقا أو إعادة تصنيعها إذا توفرت الإمكانيات لذلك، ولكن أغلب هذه الأدوية تعود لسنوات خلت ومصدرها من دول أجنبية، وهو ما يضع الكلام عن إرجاعها إلى منتجها الأصلي جانبا، ليبقى أمر وضع حلول مدروسة من المصالح الصحية مطلبا ملحا لما تشكله هذه الكميات الكبيرة من أخطار لا يعلمها إلا الله. وكانت مصلحة مستشفى أول نوفمبر بإيسطو قد لقيت احتجاجا وتنديدا من السكان المجاورين في الأسابيع الأخيرة، جراء عمليات التخلص من هذه النفايات الطبية والأدوية الفاسدة قرب حي سكني، وهو ما اعتبر تهديدا خطيرا لهم ولم تتحرك الجهات المسؤولة بأي مبادرة لحد الآن. وأمام ذلك، بات من الأكيد أن وهران أصبحت تعاني أكثر من أي وقت مضى من مشكل غياب أماكن خاصة بالتخلص من هذه الأدوية، كما أن بعض المصحات سواء الخاصة أو العمومية لا تتبع إجراءات صحية وقانونية لتصريف نفاياتها الصحية وحدثت في العديد من المرات أن كانت فضلات الأدوية والوسائل الطبية المستعملة كالحقن وأنابيب الاختبارات، وغيرها من المواد التي تعرّض الناس للخطر بفعل تفاعلاتها الكيمياوية التي تنجم عن إختلاطها بأنواع أخرى من المواد السامة الناتجة عن الفضلات المنزلية والصناعية وغيرها، وهو ما يجعل الأمر أكثر خطورة ويدعو إلى دق ناقوس الخطر المحدّق بوهران.