تعاني ولاية سوق أهراس من نقص في المرافق الترفيهية ولم يجد الأولياء بديلا إلا المدارس القرآنية لتعلم القرآن والأحاديث النبوية. ولا يهتم الكثير من الأولياء بطريقة التدريس في هذه المدارس والكتاتيب، بل المهم أن يتعلم الأبناء جزءا من كتاب الله في هذه الفترة من السنة، وهكذا تجد كل صباح باكرا أفواجا من الأطفال والشباب أمام المساجد والمدارس ينتظرون فتح الأبواب. الأئمة يعانون من عدم وجود أساتذة مختصين وعن سبب وجود عدد هائل من التلاميذ في حصة التدريس الواحدة، برر الأئمة العملية بعدم وجود أساتذة يساعدونهم في تأطير هذا الكم الهائل من التلاميذ، ويضطر في أغلب الأحيان الإستعانة بالتلاميذ ممن يفوقونهم سنا. المغتربون يستغلون الفرصة لتعليم أبنائهم يوجد عدد هائل من أبناء المغتربين الذين يقضون عطلاتهم بولاية سوق أهراس، فيتوجهون يوميا إلى المدارس والمساجد، خاصة التلاميذ الأقل من 10 سنوات، يحاولون حفظ أكبر عدد من الآيات. وأكد أولياء التلاميذ المغتربين، أن هذه الفرصة سانحة لتعليم الأبناء قواعد القراءة السليمة للقرآن وحفظ جزء من كتاب الله في مدارس جزائرية، والتي هي مفقودة بأرض المهجر، وحتى إن وجدت تكون في أغلب الأحيان بعيدة. وحتى البرامج التربوية في أوروبا، لا تسمح بوجود وقت فراغ لتعلم القرآن الكريم، إضافة إلى تعلق أبنائنا بالدين الإسلامي ووطنهم الأم الجزائر. وعند التوغل معهم في الحديث، رأينا مدى جدية الأبناء في حفظ أكبر قدر من القرآن الكريم تحسبا للعودة إلى المدارس في أوروبا، وبالتالي تنقص حظوظ الحفظ، وقد تمنى هؤلاء أن تقوم الدولة بالإهتمام بالمدارس القرآنية، خاصة في فرنسا. تعليم القرآن من دون الأحكام في القراءة ورغم وجود العديد من هاته المدارس والتي يعمل منذ عدة سنوات، إلا أن السمة الغالبة على هذا النوع من التعليم لا يلتزم بالأحكام الشرعية في التدريس، والمهم أن يتعلم القرآن من دون الأحكام. ويرجع السبب في ذلك، إلى عدم وجود أساتذة مختصين في القراءة، فالمهم هو الحفظ بغض النظر عن الطريقة، إضافة إلى الاعتماد على الطرق التقليدية المتمثلة في التلقين الجماعي للطلبة. أخصائيون يعتبرون التدريس مهما لتطوير طريقة الدراسة للتلاميذ يعتقد العديد من الأخصائيين النفسانيين ممن التقينا بهم، أن للتدريس صيفا دورا كبيرا في تطوير مهارات التلاميذ الصغار، خاصة فيما يخص طريقة القراءة، إضافة إلى تغيير رتم الدراسة، وبالتالي تغيير أجواء الروتين في المدارس الحكومية، خاصة إذا كانت طريقة التدريس على الأرض وليس على الطاولات... وقد يستفيد التلاميذ أيما استفادة من فترة الفراغ فيما يخص حفظ كتاب الله، لأن فترة الطفولة هي أحسن فترة للتلقين والحفظ.