أكدت مصادر مصرية وفلسطينية، بأن القاهرة قد حددت، الأربعاء المقبل، موعدا لاستئناف الحوار بين مختلف الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة الوطنية وتجاوز حالة الانقسام الداخلي. وحسبما ورد في "الجزيرة"، فقد علم مراسلها في القاهرة من مصدر دبلوماسي مصري أن وفود الفصائل الفلسطينية التي تشارك في الحوار، ستصل إلى القاهرة يوم الثلاثاء المقبل. وفي غضون ذلك، يلتقي الوزير عمر سليمان مدير جهاز المخابرات المصرية، مساء اليوم، وفد حركة المقاومة الإسلامية حماس بقيادة محمود الزهار، الموجود حاليا في القاهرة. وذكر المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، إن الحركة تلقت دعوة من الجانب المصري لبدء الحوار الفلسطيني، وأعرب عن أمله في أن يتوج ذلك الحوار بالنجاح. ومن جانبه، صرح عزام الأحمد رئيس كتلة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في المجلس التشريعي، إن مصر قد أبلغت الرئيس محمود عباس والفصائل بأنها دعت إلى استئناف الحوار يوم الأربعاء القادم. وكشف الأحمد أنه سيتم تشكيل خمس لجان لبحث النقاط الخلافية بين حماس وفتح، خاصة إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية والأجهزة الأمنية وتشكيل حكومة وحدة فلسطينية. هذا، وقد قامت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بتنظيم مسيرة جماهيرية في مدينة رفح بغرض حث الفصائل الفلسطينية على ترك خلافاتها وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وردد المشاركون في المسيرة هتافات تدعو إلى الحوار بين الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركتي فتح وحماس. وقد توجهت المسيرة إلى معبر رفح للمطالبة بفتح المعبر وإنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على سكان القطاع. تجدر الإشارة إلى أن الحوار الوطني الفلسطيني كان مقررا، يوم أمس، لكن تم تأجيله بسبب تعثر مفاوضات التهدئة، ومن أجل السماح بإجراء مزيد من المشاورات بين الفصائل. وقالت حماس، أمس، في بيان لها، إن الإفراج عن المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية خطوة ضرورية لانعقاد الحوار ونجاحه، إذ لا يعقل أن يتم الحوار في ظل المناخ السائد في الضفة الغربية. .. وحماس تؤكد: الحوار الجاد السبيل الوحيد لإنجاز المصالحة الوطنية أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس مجددا، أن الحوار الجاد والحقيقي هو السبيل الوحيد لإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية وأنها لم تكن يوما ضد الحوار، وإنما كانت تطالب دائما بوضع أرضية صلبة يستند إليها هذا الحوار، بحيث يحقق أهدافه بما يخدم المشروع الوطني الفلسطيني. وقالت الحركة في بيان أصدرته، أمس، إن الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية يعد خطوة ضرورية لانعقاد الحوار ونجاحه. كما أكدت الحركة ضرورة عدم ربط عملية تبادل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، باتفاق التهدئة أو فتح المعابر وكسر الحصار، وأن أي مفاوضات جديدة حول تبادل الأسرى ينبغي أن تبدأ من النقطة التي تم الوصول إليها وليس العودة إلى نقطة الصفر. وأشارت الحركة إلى أن التوقيع على اتفاق التهدئة، يجب أن يتزامن مع إنهاء الحصار وفتح المعابر، وأن تكون التهدئة محددة ومؤقتة زمنيا وليست مفتوحة. من جهته، قال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، إن الحركة جادة في المضي قدما في الحوار الوطني الفلسطيني لإنهاء الانقسام الفلسطيني ونبذ الخلافات وتوحيد الصف الفلسطيني. وأضاف أبو زهري في تصريح لوكالة قدس برس الفلسطينية، اليوم، إن ذلك يستوجب توفر مناخات مساعدة لإنجاحه. يذكر أن التراجع الإسرائيلي عن الموافقة على الصيغة النهائية للتهدئة، أعاد الأمور إلى الوراء ودفع إلى تأجيل كل شيء، في انتظار حصول اختراق جوهري في مسألتي التهدئة وصفقة تبادل الأسرى التي اشترطت الحكومة الإسرائيلية تمريرها قبل فتح المعابر.