دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى إنجاح الحوار الوطني الذي ترعاه القاهرة وصولا لتشكيل حكومة وحدة وطنية, وذلك في الوقت الذي وصل فيه وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للمشاركة في الحوار المقرر اليوم الثلاثاء. وقال عباس قبيل اجتماعه مع وفد حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إنه سيصدر توجيهاته لوفد الحركة المشارك بالحوار بضرورة إنجاحه "بكل الوسائل". وشدد الرئيس الفلسطيني على تشكيل حكومة توافق وطني تلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية وتقوم بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية قبل 24 جانفي 2010, موضحا أن الحكومة المرتقبة ستكلف بإعادة إعمار قطاع غزة. وفي السياق نفسه أعرب رئيس كتلة حركة فتح بالمجلس التشريعي عزام الأحمد عن أمله في نجاح جهود الحوار الوطني بين الفصائل المختلفة. ونفى الأحمد في تصريحات لقدس برس أن تكون قضية الاعتراف بإسرائيل مطروحة على الفصائل, واستبعد أن تشكل عقبة في الحوار, لكنه عاد وقال إن الحكومة الفلسطينية المقبلة عليها أن تلتزم بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية. من جهة أخرى قالت مصادر أمنية بمعبر رفح الحدودي بين مصر وغزة أن وفدا من حركة حماس وصل إلى المعبر في طريقه للقاهرة لاستكمال الحوار الفلسطيني. وأوضح مسؤول أمني أن وفد حماس مكون من سبعة من قياديي الحركة وقد استقبلهم القيادي محمود الزهار الذي وصل في وقت سابق. ومن المقرر أن تصل في الساعات المقبلة بقية وفود الفصائل المشاركة، حيث ستبدأ عملها ضمن خمس لجان لبحث مختلف القضايا المطروحة لتحقيق مصالحة فلسطينية شاملة. وفي وقت سابق اعتبرت الحكومة الفلسطينية المقالة في تصريح للناطق باسمها طاهر النونو أن تقديم رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض استقالته إلى الرئيس الفلسطيني لا علاقة له بالمصالحة والحوار الفلسطيني. وجاء موقف حكومة إسماعيل هنية التي أقالها محمود عباس عام 2007 بعد أن أعلنت حركة حماس أنها غير آسفة على حكومة فياض، واصفة تلك الحكومة بأنها غير شرعية وغير دستورية، وأن استقالتها تعيد الأمور إلى نصابها.وعبر الناطق باسم حماس فوزي برهوم في تصريح للجزيرة عن اقتناعه بأن استقالة حكومة فياض جاءت على خلفية خلافات مالية وشخصية بينه وبين عباس، وليس لدعم فرص نجاح الحوار الوطني الفلسطيني.وشدد الناطق باسم كتلة حركة حماس بالمجلس التشريعي صلاح البردويل على أن الخطوة التي تخدم الحوار الوطني في القاهرة هي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين من عناصر حركته بالضفة الغربية وليست استقالة فياض. ووصف البردويل استقالة فياض بأنها مجرد "بالونات فارغة". أما وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة المستقيلة رياض المالكي فقال إن آخر يوم لحكومته سيكون 31 مارس الجاري. وأعرب المتحدث عن تفاؤله بالتوصل لاتفاق قد يتم نهاية الشهر، وأن تكون الحكومة الجديدة جاهزة مع الأول من أفريل المقبل على حد تعبيره. وكانت صحيفة هآرتس ذكرت أن الولاياتالمتحدة اشترطت تعيين فياض رئيسا للوزراء للاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية ونقل المساعدات إليها. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا ما أفادت به الأسبوع الماضي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لزعماء أوروبا والدول العربية في مؤتمر الدول المانحة بشرم الشيخ. ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية غربية تأكيدها أن الولاياتالمتحدة نقلت رسالة إلى حماس عبر محفل أوروبي يقيم اتصالات مع الحركة بأنه وإن كانت حكومة الوحدة ستتشكل من "تكنوقراط" ليسوا أعضاء في فتح وحماس، فإن الولاياتالمتحدة لن تعقد اتصالا مع أي من أعضائها باستثناء فياض.واتفقت حركتا فتح وحماس وفصائل أخرى على تشكيل خمس لجان لبحث قضايا تشكيل حكومة توافق وطني وملف الأمن والانتخابات والمصالحة ومنظمة التحرير لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف جوان 2007.