مباشرة بعد نهاية مواجهة اتحاد البليدة والفريق الوطني للآمال، اقتربنا من المدرب عبد الحق بن شيخة، المسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب الوطني الذي كشف ل "الأمة العربية"، في هذا الحوار، عن أهم الأمور التي جعلته يفكر في العودة إلى الجزائر بعد التجربة الناجحة التي خاضها مع النادي الإفريقي التونسي، وعن الأهداف التي يسعى إلى بلوغها والبرنامج المسطر وكذا الطريقة التي ينتقي بها اللاعبين، مؤكدا أنه يضع التأهل إلى أولمبياد 2010 نصب عينيه مادام أن النية موجودة لدى المسؤولين على الفيدرالية الوطنية لكرة القدم، وعلى رأسهم الرئيس محمد روراوة، الذي وعد بتسخير كل الإمكانيات المادية للارتقاء بالكرة الجزائرية. كما يكشف بن شيخة عن عدة أمور ذات أهمية بالغة، قال إنه يصرح بها لأول مرة، ليضع الجمهور الرياضي في الصورة الصحيحة، تابعوا... ** هذه المباراة لا تعدو سوى أن تكون ودية تحضيرية بدون نقاط بالنسبة لنا، ليست لديها أي صبغة وأنا شخصيا برمجتها من أجل الوقوف على إمكانيات اللاعبين الذين استدعيتهم حتى أتمكن من غربلة التعداد وانتقاء أحسن العناصر التي سأعتمد عليها مع بداية المنافسة الرسمية والتصفيات. ** في الحقيقة قمت باستدعاء نخبة الموسم الفارط، وذلك نظرا لضيق الوقت وكذا لأني لا أملك نظرة عامة عن مستوى اللاعبين باعتبار أن البطولة بدأت مؤخرا فقط ولا يمكن في أي حال من الأحوال الحكم على اللاعبين من خلال جولة واحدة، ولهذا فجل العناصر التي استدعيتها هذه المرة أعرفها وسبق لي وأن تعاملت معها، ولكن الأكيد أن الأمور لن تبقى على حالها، فسأستدعي لاعبين آخرين قصد منح الفرصة للجميع وانتقاء أحسن العناصر التي بإمكانها منح دفع إضافي للفريق. ** بالضبط.. وحتى أوضح الأمور أكثر، سأقوم باستدعاء ما لا يقل عن 120 لاعبا لمعاينتهم والوقوف على إمكانياتهم خلال المباريات الودية المقبلة والتربصات والمعسكرات التحضيرية التي سنقيمها، ومن جملة هؤلاء اللاعبين سأختار قائمة تضم 30 لاعبا وهم الذين سأعتمد عليهم مع بداية التصفيات المؤهلة للأولمبياد، وأظن أن هناك الوقت الكافي أمامي لضبط التعداد. ** لا أبدا، فأنا من المدربين الذين يرفضون سياسة التهميش والإقصاء جملة وتفصيلا، فالأمر يتعلق بحمل الألوان الوطنية، وهو أمر مقدس، ولهذا الغرض فسأمنح الفرصة للجميع. وحتى أوضح الأمور أكثر، أقول إني سأستدعي 40 لاعبا من القسم الوطني الأول و40 لاعبا مغتربا من مختلف البطولات الأوروبية، وسأمنح الفرصة لشبان أندية القسم الوطني الثاني، وكلهم سيتنافسون على 30 إجازة المتاحة لنا، وبإذن الله الأحسن والأجدر من جملة هؤلاء اللاعبين هم الذين سيمثلون "الخضر". ** يا أخي، الجزائر معروفة منذ القديم أنها تحتوي على المادة الخام، فهناك لاعبين شبان يملكون من الإمكانيات ما لا يستهان به ويستحقون الحصول على فرصتهم لحمل ألوان "الخضر". وبصراحة، الإمكانيات الفردية موجودة وما ينقصنا هو خلق الانسجام والتنسيق بين هؤلاء اللاعبين، لأن القوة في كرة القدم تكمن في المجموعة. ** بالطبع، نحن في بداية المشوار والأكيد أن حصد النتائج الإيجابية لا يأتي بمحض الصدفة، بل بالعمل الجاد والتضحيات، ونحن هنا من أجل هذا الغرض ومن أجل الرفع من مستوى الكرة الجزائرية واستعادة هيبتها الضائعة حتى تكون حاضرة في المحافل الدولية، لأن الجمهور الجزائري يتنفس كرة القدم وحرام أن نحرمه من مشاهدة منتخب بلاده يشارك في أكبر المحافل الدولية. ** بالطبع؛ حيث سنواجه غدا المنتخب الوطني العسكري وديا، وهي المواجهة التي ستسمح لي بالوقوف على إمكانيات اللاعبين الذين أتعامل معهم وستتحدد بمقتضاها عدة أمور. فإلى حد الآن، وبصراحة، هناك بعض العناصر الذين أثبتوا بشكل كبير جدارتهم بحمل الألوان الوطنية والذين سيواصلون المشوار معنا. كما سأخلي سبيل بعض اللاعبين، لا أقول لتواضع مستواهم، بل لوجود لاعبين آخرين أحسن منهم. ** أجل، في برنامجي الأولي تربص تحضيري أول سنقيمه بالجزائر بداية من الفاتح سبتمبر المقبل، يدوم أسبوعا كاملا، سيكون خلال شهر رمضان المعظم، وحينها أكون قد ضبطت التعداد، لنشرع فيما بعد في برمجة مباريات ودية دولية، لأنها ضرورية لمعرفة مستوانا الدولي قبل بداية المنافسة الرسمية. ** نحن هنا بصدد العمل من أجل بلوغ هذا الهدف المنشود، ولا ينقصنا شيء عن الأندية التي تحقق مثل هذه الانجازات، بالإضافة إلى أن الإتحادية الجزائرية لكرة القدم وفرت لنا كل الإمكانيات المادية وكل الظروف مهيأة لبلوغ الأهداف المنشودة. وعموما، مادام أن هناك إستراتيجية محكمة ونية وإرادة للارتقاء بالكرة الجزائرية، فسنبلغ الأهداف المنشودة مهما كانت صعبة المنال. ** هذا أمر بديهي، وبالمناسبة أستغل الفرصة لأشكر الحاج روراوة على المجهودات التي يقوم بها في سبيل تطوير الكرة الجزائرية، والنجاح سيكون حتما حليفنا مادام أن النية الطيبة موجودة. وبالمناسبة، وعلى هامش اللقاء الذي جمعني بروراوة، قال لي بصريح العبارة "الإمكانيات المادية موجودة وسأضع كل شيء تحت تصرفكم، فما عليكم سوى العمل بجدية لتشريف الألوان الوطنية". ** صحيح، الآن ليس أمامنا أي مبرر بما أن الإمكانيات المادية موجودة وهي التي تعد عاملا أساسيا لإحراز النتائج الايجابية. وإن كان علي شخصيا، فأنا قررت العودة إلى بلدي الجزائر حتى أقدم ما بوسعي تقديمه للرفع من مستوى الكرة الجزائرية وأدرك تمام الإدراك ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي. ** شكرا لأنك طرحت علي هذا السؤال، بالنسبة لي رد صريح لكل من يعتبرون أن الأموال هي كل شيء في كرة القدم، فأنا مدرب متشبع بالروح الوطنية وأعشق بلادي حتى النخاع وأفضل المساهمة في رفع مستوى كرة بلادي، على جني الأموال. فلو كنت أجري وراء الأموال، لبقيت في تونس، حيث أكسب أكثر بكثير مما أكسبه الآن مع المنتخب الوطني الذي أتشرف كثيرا بالإشراف عليه. ** أولا، أنا سعيد جدا بالنتائج الإيجابية التي أضحى يحققها "الخضر" في التصفيات الثنائية المؤهلة لنهائيات كأسي أمم إفريقيا بأنغولا وكذا مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، وأقول إن المونديال لم يعد حلما ونحن نشرف على فتح أبوابه وأتمنى أن أسير بنفس الخطى مع منتخب الآمال ونتمكن من بلوغ الهدف المنشود، المتمثل في التأهل إلى الأولمبياد. وأقول لأنصار المنتخب الوطني، كم أنتم رائعون، كما لا يفوتني أن أزف تحية عطرة لأنصار النادي الإفريقي التونسي الذين تشرّفت كثيرا بالإشراف على فريقهم وسأبقى أحمل تلك الذكريات الجميلة دائما في مفكرتي.