يشتكي المواطنون زوار حديقة التسلية "دريم بارك" بالصنوبر البحري من عدة مشاكل تحول دون استمتاعهم بأوقاتهم هناك، حيث أبدى الزوار انزعاجا كبيرا من حجم موقف السيارات الذي يستوعب عددا أقل بكثير مما يجب، مما يخلق حالات من الفوضى تنتهي في غالب الأحيان إما بملاسنات ومشاجرات أو بمغادرة عدد معتبر من العائلات، مما يستلزم إعادة تهيئته للقضاء على المشكل. كما يعاني الزوار القادمون عبر الطريق السريع من زحمة السير الخانقة عند المنعرج المؤدي إلى الحديقة، أين يستغرقون مدة طويلة للوصول، في وقت يعاني فيه القادمون من الجهات الأخرى من اهتراء الطريق الذي لم يهيأ بعد عملية الحفر لإنجاز "الترامواي"، مما زاد من مشقة الطريق. وأبدت إحدى العائلات استياءها من قلة المواصلات أمام الحديقة، حيث أكد السيد "ك.ب" ل "الأمة العربية" أنه يستغرق وقتا كبيرا رفقة عائلته في انتظار الحافلات المؤدية للحديقة، والعكس، الأمر الذي يعانيه الكثيرون لحضور إحدى الفعاليات المقامة بمعرض الجزائر الدولي، هذا يعني أن المواطن البسيط الذي لم يحظ بامتلاك سيارة لا يحق له ولأطفاله الظفر بنزهة وإن لم تتعد قضاء بعض الوقت في حديقة التسلية. وأسوأ ما في الأمر، قلة احترام أعوان أمن الحديقة للزوار، حيث يعاملونهم بطريقة استفزازية، هذا ما تأكد لنا ونحن نزور المكان من أجل نقل انشغالات الزوار إلى المسؤولين عسى أن يجدوا حلولا ترضي زبائن "دريم بارك"، أين وجدنا شجارا بين أعوان الأمن وأحد الزوار الذي كان رفقة زوجته وأولاده، واستغربنا الطريقة التي تعامل بها هؤلاء مع الرجل الذي لم يفعل شيئا سوى أنه كان يحمل علبة جبن من أجل طفله الصغير. وبمجرد أن قاموا بتفتيش حقيبة الأمو بدأوا في توجيه عبارات لاذعة، متهمين الرجل بمخالفة قانون الحديقة الذي يمنع إدخال أي مواد غذائية، عدا حليب الرضّع. هذا القانون كان مكتوبا على لافتة علقت عند المدخل وغطتها أوراق الأشجار، فمن الممكن أن لا يكون الرجل قد رآها. حتى وإن فعل وقرر أن يدخل علبة جبن لطفله، فهذا ليس بالجريمة الكبرى التي تستدعي تلك المعاملة الفظة والإساءة التي وجهها إليه أعوان الأمن، ومن الواضح أن العديد من الزوار يحاولون إدخال بعض الأشياء البسيطة خفية من أجل أطفالهم، في ظل ارتفاع الأسعار داخل الحديقة التي تتعدى قدرات المواطن البسيط. يبدو أن "دريم بارك" أو "حديقة الأحلام" بدأت تتحوّل إلى حديقة كوابيس، في ظل التجاوزات وقلة النظام واعتداءات كلاب الحراسة على المواطنين.. فهل هذه هي القوانين المعمولة بها، هناك أم أن المسؤولين على الحديقة لا يعلمون بما يجري خارج مكاتبهم؟ الأمر تعدى المواطنين إلى الصحفيين، حيث واجهنا أحد أعوان الأمن ونحن نحاول الاتصال بالمسؤول عن الحديقة. وبعد أن تأكد هذا الأخير من وثائقنا، رفض دخولنا بحجة أن لا أحد في الإدارة وأن المسؤول لم يأت بعد، هذا ما أثار شكوكنا، لأن غيابه لم يتجاوز الثانيتين. يبدو أن العون تعمد منعنا من الدخول بعد أن وجهنا له جملة من الملاحظات حول التصرفات الهمجية التي يتعاملون بها مع الزوار، هذا الأخير شاهدناه أثناء وصولنا إلى المكان وهو يدفع مراهقا بقوة من أمام الباب، بينما وجه له عبارات حقيرة لأسباب غير معروفة. يبدو أن "الأمة العربية" حظيت بمشاهدة بعض اللقطات من الكواليس التي من المفروض أن تبقى سرا، أين برزت إلى الواجهة الصورة الحقيقية ل "دريم بارك" التي يظن الكثيرون أنه من أكثر الأماكن تنظيما وأجودها خدمة للزبائن.