تشهد حديقة التسلية "الأحلام" بالصنوبر البحري، حركية غير عادية، ميزها الإقبال الكبير للمواطنين والعائلات من كل بلديات العاصمة، للاستمتاع بما يعرضه "البارك" من ألعاب مثيرة وأجواء محتشمة والحرمة. وقد اكتسبت ؛حديقة "الأحلام" الواقعة شرق العاصمة الجزائرية وبالتحديد بمحاذاة فندق الهلتون وكذا قصر المعارض بالصنوبر البحري، شهرتها، من موقعها الإستراتيجي والهادئ وسط غابة كثيفة زادت من جمال الحديقة. كما أن الحديقة تعد المكان المفضل للعائلات التي تبحث عن الحرمة والاحتشام بعيدا عن مضايقات ومعاكسات الشباب، وكذا الاكتظاظ الذي تعرفه معظم المرافق الترفيهية والشواطئ. وسطر مسؤولو الحديقة برنامجا خاصا بفصل الصيف سواء من حيث مواقيت الفتح والغلق، أو من حيث الإجراء، حث تم استقدام ألعاب جديدة خاصة بالشباب، كما تم تحديد ساعات الدخول ابتداد من الثانية زوالا والى غاية منتصف الليل. أكل وشرب وأزيد من 20 لعبة لم يعد "بارك الأحلام" حكرا على الأطفال فقط، بالنظر طبيعة الألعاب التي تم جلبها للحديقة، إذ أضحى اليوم للكبار كما للصغار، حيث يتنافس الشباب على تشكيلة معنية من الألعاب لمن يهوى المغامرة، ويتصف بقلب "جامد"، لكنها لا تخلو من المتعة والضحك، وهو ما يفسر الاكتظاظ الذي تشهده شبابيك بيع التذاكر رغم الارتفاع المحسوس في الأسعار مقارنة بحدائق التسلية الأخرى. وإن فوجئت عند مدخل الحديقة بمنع أعوان الحراسة الزوار إدخال الأكل معهم، فالسبب بسيط، هو توفر كلما تشتهيه من شواء ودجاج محمر وتشكيلة من "البيتزا" حسب الأذواق، بالإضافة الى المرطبات وكل هذا بأسعار لا تختلف عن تلك المعروضة بالمحلات المتواجدة خارج الحديقة أو على مقربة منها، مثل محلات الديار الخمس بالمحمدية. مكان للحرمة والاحتشام... نادرا ما يصادفك شباب بمفردهم بحديقة الأحلام لسبب بسيط، كون العائلات الجزائرية احتلت المكان بأكمله، بشكل لا تشعر فيه بوجود الشباب، ولعل ذلك هو السر في الإقبال الكبير على هذا المكان، خاصة أثناء الليل، حيث تتوافد افواج متتالية من العائلات والاطفال من مختلف الأعمار.. وحسب بعض العائلات الذي تحدثنا إليها، فإن "باراك الأحلام" هو الأفضل لما يوفره من هدوء للعائلات التي تبحث عن أجواء مميزة بعيدا عن ضوضاء الشواطئ ومعاسكات الشباب، بالإضافة الى الهروب من مظاهر العري وعروض الأزياء الفاضحة التي تلجأ إليها الفتيات على شواطئ البحار وحتى بالأماكن العمومية، وهو ما أكده الحاج ياسين صاحب القميص الأسود واللحية البيضاء والذي قصد "بارك الأحلام" رفقة عائلته المتكونة من ثلاث فتيات متجلببات وطفلين، وكذا الزوجة التي عبرت عن ارتياحها العميق لوجود مثل هذه الأماكن التي تبعث على الارتياح، خاصة وأن زوجها يتنرفز لمجرد رؤيته لمشاهد العري والفسق، مما يجعله يتراجع ويتردد ألف مرة قبل أن يقرر الخروج في نزهة مع العائلة، تضيف الزوجة.