بعد 30 سنة من العطاء •• ويرحل ابن الأوراس البار حياة/ وأج فقدت الساحة الفنية الوطنية مساء أول أمس، أحد أعمدة الأغنية الشاوية، وسفيرها إلى الخارج الفنان القدير علي ناصري، المدعو ''كاتشو'' بالساحة الفنية الجزائرية، بعد مسيرة فنية طويلة امتدت لأكثر من 30 سنة، قضاها الراحل يشدو بأجمل الأغاني المستوحاة من تراث الأوراس الشامخ، وبرصيد معتبر من الألبومات والأغاني الوطنية والإنسانية والطربية الأصيلة• الراحل ''كاتشو'' من مواليد عام 1963 بدائرة المعذر بولاية باتنة، وهو منحدر من عائلة محافظة تنتمي لقبيلة أولاد شليح ميالا ومهتما منذ صغره بالطرب والغناء حسب شهادات من عرفوه واحتكوا به عن قرب، ويشهد الكثير ممن عرفوا كاتشو أنه كان يردد منذ صباه نغمات من التراث المحلي الذي ظل يطبع فنه بوجه عام فضلا عن تواضعه وحبه للناس كما يعود له الفضل في اكتشاف مواهب فنية شابة لم يبخل عليها بتشجيع حينا، والأخذ بيدها أحيانا أخرى• كما اشتهر كاتشو الذي ترك وراءه أرملة وثلاثة أطفال بكلمات أغانيه المهذبة وبمضمونها المعبر على غرار ''يا نوارة'' و''همي همي'' وكذا ''أقوجيل'' أو ''اليتيم''• الأولى التي أداها بمفرده مستهلا بها مشواره في عالم الغناء والطرب، بالإضافة إلى ذلك فقد ترك سجلا ثريا من حيث مشاركاته في عديد المهرجانات الغنائية عبر الوطن وخارجه إذ غنى حتى في قاعة الأولمبياد بباريس فرنسا، ليكون بذلك نجم وسفير الأغنية الشاوية بلا منازع، حيث حرص على أن يقدمها لخارج الوطن مضفيا عليها لمسته العصرية• وكان فقيد الأغنية الشاوية الأصيلة الذي استهل تجربته الفنية ضمن فرقة ''ثازيري'' إلى جانب سليم سوهالي يحضر لألبوم جديد بشكل عصري، كما كان ينوي أداء أوبرات حول حياة العقيد الحاج لخضر• يذكر أن كاتشو الذي شارك في ملحمة ''الوعدة'' وكذا كان مؤخرا في قافلة فنية وطنية من حجاج بيت الله الحرام ومستثمرا في مجال الفلاحة كما كان لديه مشروع يندرج ضمن السياحة البيئية بالتعاون مع الحظيرة الوطنية•
الديوان يحضّر لوقفة تأبينية للفقيد وبن تركي يؤكّد ''كاتشو'' كان أخا وصديقا•• كان ''ولد عايلة'' بلهجة عزاء وتأثر، اعتبر لخضر بن تركي، المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، رحيل سفير الأغنية الشاوية كاتشو، خسارة كبيرة للأسرة الفنية الجزائرية، كما تحدث بن تركي في اتصال هاتفي مع''الفجر''، عن مسار الصداقة الذي جمعه بالراحل والذي يمتد لأكثر من 20 سنة، ''كان فيها كاتشو الصديق والأخ، والزميل الذي لا يتوانى عن تلبية أي دعوة توجهها له إدارة الديوان الوطني للثقافة والإعلام، سواء كانت في وقفات وطنية، أو إنسانية''، ويضيف بن تركي أن كاتشو كان حاضرا دوما في الوقفات الوطنية، وفي هذا الصدد يقول بن تركي ''في أحيان قليلة، كان الديوان يقصر في حق الفنان الفقيد، لكنه كان يتقبل تقصيرنا بصدره الواسع، ورغم أن هذا التقصير كان يضر الفنان إلا أنه لم يتوانى ولو لحظة واحدة عن تلبية الدعوات التي كانت توجه إليه•• كان بالفعل ''ولد عايلة'' وأكد بن تركي على أن تاريخ الفقيد الحافل بالعطاء لا يختلف كثيرا عن تاريخه الشخصي، مع أصدقائه وزملائه، فكان يحرص دائما على مد يد العون ومساعدة الجميع، هذا ما مكنه من احتلال مكانة كبيرة في نفوس جمهوره والمقربين منه على حد سواء• وفي سياق حديثه اعتبر بن تركي أن الوقفة التكريمية لروح الفقيد التي خصصت له في السهرتين السابقتين على ركح جميلة الأثري، خير دليل على حب الجمهور والفنانين له، وبدا ذلك واضحا وجليا حين وقفة الفنانة العربية كارول صقر، على خشبة جميلة وقالت كلمتها فيه• كما كشف ذات المتحدث عن وقفة تأبينية سيخصصها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، مع بعض الفنانين الذين لم يحالفهم الحظ في إلقاء نظر أخيرة على الراحل، نتيجة لارتباطات أغلبهم بحفلات في مختلف مناطق الوطن وخارجه، كما نوه بن تركي في ذات الوقت إلى أن جل الفنانين الذين كانوا بمهرجان جميلة العربي في طبعته لهذه السنة، أبوا إلا أن يسافروا إلى مسقط رأس الفقيد• موكب جنائزي أوراسي مهيب ووري الثرى بعد صلاة ظهر يوم الخميس الفارط، جثمان الفنان علي ناصري المعروف بكاتشو في موكب جنائزي مهيب وذلك بمقبرة قرية حملة على بعد حوالي 15 كلم غربي مدينة باتنة، كما حضر مراسم تشييع جنازة فقيد الساحة الفنية الوطنية الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية السيد عبد القادر والي والسلطات المحلية المدنية والعسكرية ومدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، بالإضافة إلى جمع غفير من الشخصيات ووجوه فنية محلية وأخرى وطنية فضلا عن مواطنين بعضهم جاءوا من ولايات مجاورة لباتنة على غرار بسكرةوخنشلة وأم البواقي• وزارة الثقافة تعزّي في ''كاتشو'' بقلوب راضية بقضاء الله ومؤمنة يقدره تلقت السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة خبر المصيبة التي أصابت أسرة الفن والثقافة وأحزنت قلوبنا وغمرتها بالحسرة على اثر الحادث الأليم الذي أودى بحياة المغفور له، علي ناصري (كاتشو) طيب الله ثراه• إن التاريخ الحافل للفنان الراحل وعطاءاته الكبيرة للأغنية الجزائرية مكنه من احتلال المرتبة الرائدة في الموسيقى والأغنية الشاوية• وتدين له اليوم العائلة الفنية الجزائرية بل كل الجزائر بكل العطاء الفنية التي ستخلد اسمه في تاريخ الفن الجزائري كواحد من الذين سخرو حياتهم في سبيل جزائر الجمال والفرح• إن رحيل الفنان كاتشو، خسارة كبيرة للفن والثقافة الجزائرية• لن يغيب عنا كاتشو لأنه سيبقى حيا في نفوسنا ونفوس كل عشاق الأغنية الشاوية• إنا لله وإنا إليه راجعون كاتشو ل''الفجر'' قبل وفاته بأيام قليلة سأقدم مدائح دينية وابتهالات في رمضان كان الفقيد الفنان كاتشو، في تصريح ل''الفجر''، سبق وفاته بأيام قليلة، قد كشف عن مشروع عمل فني في أجندته، كان من المفترض أن يقدمه خلال شهر رمضان، يتمثل في موشحات دينية وابتهالات وكان يزمع أيضا على تحويلها إلى فيديو كليب، ولم يكشف لنا الفقيد عن محتواها وترك الأمر لحين انتهائه من العمل، فهل أخرج كاتشو هذا العمل إلى النور أم خطفه الحادث قبل ذلك• عز الدين ميهوبي ''كان رفيق عمر وصديق صبى''
أكد كاتب الدولة المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي، صديق الفنان الراحل كاتشو، في اتصال هاتفي مع ''الفجر''، على أن مواقف فقيد الأغنية الشاوية، ستظل راسخة في ذهن الجزائريين، خاصة وأنه كان من الداعمين لمسعى المصالحة الوطنية، و''هذا ما لمسناه من خلال أغانيه التي اشتهر بها خلال مسيرته الفنية الحافلة، بالإضافة إلى كونه استطاع أن يعطي للأغاني التراثية روحا جديدة، من خلال المزج بين مختلف الطبوع الفنية الأخرى، في مسعى منه لجعل للأغنية الجزائرية صدا في كل المحافل العربية''• وفي السياق ذاته كشف ميهوبي عن المشروع الذي كان يحلم بتحقيقه الراحل، وهو تسويق أغانيه إلى العالمية من خلال رغبته الشديدة في المشاركة ببعض المهرجانات العربية، كمهرجان قرطاج، أو مهرجان جرش، لكن القدر حال دون تحقيق هذا الحلم الذي لطالما راوده• ميهوبي صديق الراحل، تحدث عن علاقته الوطيدة به والذي يعتبره'' صديق الطفولة أولا، وصلته به ليست وليدة الساحة الفنية، ولكنها وليدة رحلة صبى ورفقة عمر• وأوضح المتحدث ذاته أن خبر وفاته نزل كالصاعقة عليه، لكونه ألف في الراحل الشاب الممتلئ والحيوي، والحامل للكثير من الطموحات والأفكار، والمشاريع، والمحبة الوطنية، والمدافع عن مواقفه، والرجل الذي يتسم بخصال يتمناها كل شخص• وعلى إثر هذه الفاجعة الأليمة، قال كاتب الدولة بأنه لا يسعه إلا أن يترحم على روح الفقيد، راجيا من المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة• بعدما كان من أبرز المشاركين فيه مهرجان الأغنية الشاوية يرفع دورته القادمة لروح ''كاتشو'' فريدة لكحل علمت ''الفجر'' من مصادر مقربة من محافظة المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الشاوية، أن الطبعة الثانية منه والتي يجرى التحضير لها، ستكون مرفوعة لروح الفنان فقيد الأغنية الشاوية ''كاتشو''، الذي وافته المنية نهاية الأسبوع الماضي•• المهرجان الذي ستحتضنه ولاية خنشلة، منتصف أكتوبر القادم، كان من المنتظر أن يشارك فيه الفقيد كاتشو، في أولى سهراته، وهو من أوائل من لبوا دعوة المهرجان، الذي تجري التحضيرات له هذه الأيام، وحدد ال11 أكتوبر القادم يوم انطلاقه ويمتد على مدار أسبوع كامل، وهذا رفقة كوكبة من الأصوات الشاوية المعروفة والتي عرفت الفنان الفقيد ورافقته في مسيرته الفنية مثل، نصر الدين حرة، حميد بلبش، حسان دادي• وكانت محافظة المهرجان قد كشفت أن الميزانية التي رصدت للمهرجان قدرت ب800 مليون سنتيم، وأكدت أن هذه الطبعة ستكون مميزة ومختلفة عن الطبعة الأولى، لأنها ستوسع دائرة المشاركة ولم تكتف بالولايات المجاورة لخنشلة، بل ستمتد المشاركة إلى عدة ولايات أخرى، حيث ستختار محافظة المهرجان بعد إجراء تصفيات للفرق المشاركة، ثلاث فرق من كل ولاية تتنافس على أربع جوائز، كما سيستمتع عشاق هذا الفن بأغاني لفرق خارج المسابقة• وستنظم هذه الطبعة التي تكرم عدة شخصيات فنية قدمت الكثير للأغنية الشاوية، قبل أن يعدل البرنامج على نسق الفاجعة الأخيرة التي ألمّت بالوسط الفني عامة والشاوي خاصة، بعد رحيل أحد أعمدة الأغنية الشاوية الحديثة، الذي سترفع هذه الدورة من المهرجان إلى روحه• كاتشو كان يحضر لألبوم جديد لمناصرة الفريق الوطني فنانو ''جميلة'' يطالبون بتحويل عائدات الليلتين الأخيرتين لعائلة المرحوم عيسى لصلج طالب ليلة أول أمس كل من الفنان عبد الرحمان جلطي والشاب توفيق على هامش إحيائهما للسهرة التاسعة من مهرجان جميلة العربي في طبعته الخامسة بتحويل عائدات الليلتين الأخيرتين من المهرجان لصالح عائلة المرحة كاتشو، حيث أعرب كل منهما في ندوة صحفية بموقع كويكول الذي يحتضن التظاهرة عن مدى حزنهما بمفارقة إمام الأغنية الأوراسية، وفي سياق متصل كشف الشاب توفيق أنه كان يحضّر لألبوم جديد يجمعه بكل من الفنان علاوة والفقيد كاتشو، لمناصرة المنتخب الوطني لكن ساعة الحقيقة كانت وراء تحول الثلاثي إلى ثنائي على حد تعبير الشاب توفيق، وكما أبدى جميع من تداول على ركح كويكول حزنا وأسى كبيرين على رحيل زعيم الأغنية الشاوية؛ حيث أضفى نبأ وفاته ليلة الأربعاء جوا حزينا على السهرة والجمهور، الذي لم يتلقى الخبر في أوانه إلا بعد صعود المنشط جلال الذي لم يستطع تمالك نفسه لشدة التأثر بالحادثة الأليمة، ليتذرع بعدها جميع الفنانين المتعاقبين على الركح بالدعاء للمرحوم بالرحمة بدءا بالفنانة حورية عيشي، واللبنانية كارول صقر، حمادة هلال المصري الشاب توفيق و جلطي عبدو السكيكدي و غيرهم.