يعيش سكان القرى الشمالية لبلدية البلاعة بسطيف أوضاعا مزرية بسبب قلة وانعدام متطلبات الحياة الضرورية، فقرية الصراف يشتكي سكانها من انعدام مياه الشرب، حيث يلجأ السكان إلى جلب هذه المادة من واد الصراف بعد قطع مسافة وجهدكبير، والأكثر من ذلك فإن مياه الواد أصبحت غير صالحة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي لقرية تسرسار إلى هذا الوادي مما يجعل حياة السكان معرضة للأمراض المتنقلة عن طريق المياه ورغم شكاوي السكان العديدة التي اطلعت الجريدة عليها لم تجد آذانا صاغية، ويهدد السكان بقع ماء الشرب عن سكان مركز البلدية إن لم تستجب الجهات المعنية لمطلبهم. كما يعاني السكان من انعدام النقل بسبب وضعية الطريق الرابط بين القرية ومركز البلدية والممتد على مسافة 6 كلم المهترئة خاصة بين القرية والثنية، مما يصعب عليهم التنقل ونقل المرضى والحالات الاستعجالية ويطالب السكان بإنجاز قاعة علاج بالقرية. وما زاد من تأزم الوضع هو غرس الغابات الرعوية التي ضيقت على مربي المواشى وحرمتهم من الرعي في الجبل. كما يطالب السكان بالإفراج عن ملفات التحسين الريفي والدعم الفلاحي التي تم إيداعها سنة 2004 وكلفتهم أموالا دون الاستفادة منها، وهي العملية التي شجعت العديد من السكان بالعودة إلى قريتهم بعدما هجرها الكثير سابقا بحثا عن مصادر الرزق. هذا وقد استحسن السكان الاستفادة من السكن الريفي كون معظم السكان استفادوا ماعدا القليل الذين يأملون في الاستفادة في أما سكان قرية الجلايلية والهبابلة الواقعتان في أقصى الحدود الشمال شرقية ببلدية البلاعة بتوفير متطلبات الحياة، وتأتي في مقدمتها توفر المياه الصالحة للشرب حيث يلجأ السكان إلى جلب هذه المادة من وادي الصراف أو الينابيع الطبيعية بعد قطع مسافة تزيد في بعض الأحيان عن 2 كلم، و بطرق تقليدية وفي صهاريج تجرها الحمير، كما يطالب السكان الذين تحدثوا عن تهيئة الطريق الرابط بين قريتهم وقرية الصراف والذي هو عبارة عن مسلك ترابي ومنحدرات وعرة مما يصعب تنقل السكان خاصة أطفال المدارس والذين يضطرون إلى مقاطعة الدراسة لأيام بعد سقوط الأمطار التي تحول الطريق إلى سلاسل متراكمة من الأوحال والبرك المائية. كما أن هذه الوضعية جعلت الكثير من السكان بهجرون أراضيهم الفلاحية الغنية بالأشجار المثمرة نحو مركز البلدية و بلديات أخرى مجاورة، بحثا عن مصادر الرزق وظروف معيشية أفضل فيما يطالب سكان قرية تسرسار بتهيئة المسلك الرابط بين القرية والمدرسة لتسهيل حركة تنقل لتلاميذ الذين يقطعون يوميا مسافة 3 كلم للوصول إلى المدرسة الابتدائية بقرية أولاد سي أود عبر مسلك ترابي يتحول إلى سلسلة من الأوحال لبرك مائية، و يزداد الوضع تأزما في فصل الشتاء حيث يضطر التلاميذ إلى مقاطعة الدراسة والتغيب عنها لأيام